حديث ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم ثم قمنا ليلة سبع وعشرين إلى

أحاديث نبوية | صحيح ابن خزيمة | حديث أبو ذر الغفاري

«قامَ بِنا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في شَهْرِ رمضانَ ليلةَ ثلاثٍ وعِشرينَ إلى ثُلُثِ اللَّيلِ الأوَّلِ، ثمَّ قالَ: ما أحسَبُ ما تَطلبونَ إلَّا وَراءَكُم، ثمَّ قامَ ليلةَ خَمسٍ وعِشرينَ إلى نِصفِ اللَّيلِ، ثمَّ قالَ: ما أحسَبُ ما تَطلُبونَ إلَّا وراءَكُم، ثمَّ قُمنا ليلةَ سَبعٍ وعِشرينَ إلى الصُّبحِ قالَ أبو بَكْرٍ: هذِهِ اللَّفظةُ إلَّا وراءَكُم، هوَ عِندي مِن بابِ الأضدادِ، ويُريدُ: أمامَكُم؛ لأنَّ ما قَد مَضَى هوَ وراءُ المرءِ، وما يستَقبلُهُ هوَ أمامُهُ، والنَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إنَّما أرادَ: ما أحسَبُ ما تَطلُبونَ أي: ليلةَ القدرِ، إلَّا فيما تَستقبِلونَ، لا أنَّها فيما مضَى مِنَ الشَّهرِ، وَهَذا كَقولِهِ عزَّ وجلَّ: {وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا} (الكهف: 79)، يريدُ: وَكانَ أمامَهُم»

صحيح ابن خزيمة
أبو ذر الغفاري
ابن خزيمة
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن خزيمة - رقم الحديث أو الصفحة: 3/ 588 -

شرح حديث قام بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

لمَّا كان العَشْرُ الأواخِرُ اعتَكَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المَسجِدِ، فلمَّا صلَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صلاةَ العَصرِ من يومِ اثنَيْنِ وعِشرينَ، قال: إنَّا قائمونَ الليلةَ، إنْ شاءَ اللهُ، فمَن شاءَ منكم أنْ يقومَ فلْيَقُمْ.
وهي ليلةُ ثلاثٍ وعِشرينَ، فصَلَّاها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جماعةً بعدَ العَتَمةِ حتى ذهَبَ ثُلُثُ الليلِ، ثُم انصَرَفَ، فلمَّا كان ليلةُ أربعٍ وعِشرينَ لم يُصلِّ شيئًا، ولم يَقُمْ، فلمَّا كان ليلةُ خَمسٍ وعِشرينَ قامَ بعدَ صلاةِ العَصرِ يومَ أربعٍ وعِشرينَ، فقالَ: إنَّا قائمونَ الليلةَ إنْ شاءَ اللهُ -يَعْني ليلةَ خَمسٍ وعِشرينَ- فمَن شاءَ فلْيَقُمْ، فصلَّى بالناسُ حتى ذهَبَ ثُلُثُ الليلِ، ثُم انصَرَفَ، فلمَّا كان ليلةُ سِتٍّ وعِشرينَ لم يَقُلْ شيئًا، ولم يَقُمْ، فلمَّا كان عندَ صلاةِ العَصرِ من يومِ سِتٍّ وعِشرينَ قامَ، فقال: إنَّا قائمونَ إنْ شاءَ اللهُ -يَعْني ليلةَ سَبعٍ وعِشرينَ، فمَن شاءَ أنْ يقومَ فلْيَقُمْ، قال أبو ذَرٍّ: فتجَلَّدْنا للقيامِ، فصلَّى بنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى ذهَبَ ثُلُثا الليلِ، ثُم انصَرَفَ إلى قُبَّتِه في المَسجِدِ، فقُلْتُ له: إنْ كُنَّا لقد طَمِعْنا يا رسولَ اللهِ أنْ تقومَ بنا حتى تُصبِحَ، فقال: يا أبا ذَرٍّ، إنَّكَ إذا صلَّيْتَ مع إمامِكَ وانصَرَفْتَ إذا انصَرَفَ؛ كُتِبَ لكَ قُنوتُ لَيلتِكَ.
الراوي : أبو ذر الغفاري | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 21510 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أبو داود ( 1375 )، والنسائي ( 1364 )، وابن ماجه ( 1327 )، وأحمد ( 21510 ) واللفظ له



ليلةُ القَدْرِ خَيرٌ من ألْفِ شَهرٍ؛ فهي لَيلةٌ من أَشرَفِ اللَّيالي، فيها تكونُ الحَسَناتُ مُضاعَفةً، وتُكفَّرُ فيها السيِّئاتُ، وهي ليلةٌ مُبارَكةٌ من ليالي رمضانَ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رضِيَ اللهُ عنه: "لَمَّا كان العَشْرُ الأواخِرُ"، أي: لَمَّا جاء وقتُ العَشرِ الأواخِرِ من رمضانَ في إحْدى السَّنَواتِ، "اعتكَفَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجِدِ"، والاعتِكافُ هو العُكوفُ واللُّبثُ في المكانِ والمُلازَمةُ فيه، والمراد به هنا خُلُوُّ المُسلمِ بنَفْسِه وحَبْسُها في المسجِدِ تَعبُّدًا للهِ تعالَى؛ قطعًا للعلائِقِ عنِ الخلائِقِ للاتِّصالِ بخِدمةِ الخالِقِ، "فلمَّا صلَّى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلاةَ العَصرِ من يومِ اثنينِ وعِشرينَ، قال: إنَّا قائمونَ اللَّيلةَ، إنْ شاء اللهُ"، أي: سنُقيمُ اللَّيلَ بالصلاةِ والعِبادةِ، "فمَن شاء منكم أنْ يقومَ فلْيَقُمْ"، وهذا تَخْييرٌ للناسِ، فمَن شاء أنْ يَعتَكِفَ في المسجِدِ ويُقيمَ اللَّيلَ فعَلَ، ومَن شاء ألَّا يَعتَكِفَ ولا يُقيمَ فهو كما أرادَ، "وهي ليلةُ ثلاثٍ وعشرينَ"، وهي ليلةٌ وِتْريةٌ؛ وذلك أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان قد أوضَحَ أنَّ ليلةَ القَدرِ تُصادِفُ اللياليَ الوِتْريةَ منَ العَشرِ الأواخِرِ من شَهرِ رَمضانَ، "فصَلَّاها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جَماعةً بعدَ العَتَمةِ"، يعني: صلَّى القِيامَ بعدَ أداءِ صلاةِ العِشاءِ مُباشَرةً "حتى ذهَبَ ثلُثُ اللَّيلِ، ثم انصرَفَ" وهكذا يكونُ قد أدَّى القِيامَ في الثلُثِ الأوَّلِ منَ الليلِ، "فلمَّا كان ليلةُ أربعٍ وعشرينَ لم يُصلِّ شيئًا، ولم يَقُمْ"، أي: فلمَّا جاءتْ ليلةُ أربعٍ وعشرينَ لم يَقُمِ اللَّيلَ في المسجِدِ في هذه اللَّيلةِ الزوْجيَّةِ، "فلمَّا كان ليلةُ خَمسٍ وعِشرينَ قام بعدَ صلاةِ العَصرِ يومَ أربعٍ وعشرينَ، فقال: إنَّا قائمونَ الليلةَ إنْ شاء اللهُ -يَعني ليلةَ خَمسٍ وعِشرينَ- فمَن شاء فلْيَقُمْ"، فأعلَمَ الناسَ؛ لِيَستعِدَّ مَن أرادَ القِيامَ معَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "فصلَّى بالناسِ حتى ذهَبَ ثلُثُ اللَّيلِ، ثم انصرَفَ"، فيكونُ قد صلَّى القِيامَ في الثلُثِ الأولِ منَ الليلِ، "فلمَّا كان ليلةُ ستٍّ وعشرينَ لم يقُلْ شيئًا، ولم يَقُمْ"، فصَلَّى القِيامَ ليلةً وليلةً، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قد أخبَرَ أنَّه كان لا يُداوِمُ على القِيامِ مَخافةَ أنْ يُفرَضَ على الأُمَّةِ، "فلمَّا كان عندَ صلاةِ العَصرِ من يومِ ستٍّ وعشرينَ قامَ، فقال: إنَّا قائمونَ إنْ شاء اللهُ -يَعني ليلةَ سَبعٍ وعِشرينَ-، فمَن شاء أنْ يَقومَ فلْيَقُمْ" وهكذا قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الليلةِ الوِتْريةِ.
"قال أبو ذَرٍّ: فتجَلَّدْنا للقيامِ"، فاستَعْدَدْنا له، وتَقوَّيْنا وصبَرْنا من أجْلِ القِيامِ، "فصَلَّى بنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتى ذهَبَ ثُلُثا اللَّيلِ"؛ فيكونُ قد أطالَ القِيامَ ليلةَ السابِعِ والعِشرينِ بمِقدارِ ضِعفَيْ ما قامَه فيما سبَقَ، "ثم انصرَفَ إلى قُبَّتِه في المسجِدِ"، والقُبَّةُ خَيْمةٌ، أو سِتارٌ يُحيطُ بمكانٍ في المسجِدِ ليُواريَ مَن أرادَ النومَ في المسجِدِ، "فقلْتُ له: إنْ كُنَّا لقد طَمِعْنا يا رسولَ اللهِ أنْ تقومَ بنا حتى تُصبِحَ"، وهذا من حُبِّهم للقِيامِ، ورَغبَتِهم في التطويلِ أكثَرَ حتى يؤذَّنَ للفَجرِ، ولكنْ ورَدَ في رِوايةِ النَّسائيِّ: "فقامَ بنا حتَّى خَشِينا أنْ يفُوتَنا الفَلاحُ"، أيْ: طَعامُ السُّحورِ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّه قَامَ اللَّيلَ كلَّه في تلك اللَّيلةِ، "فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "يا أبا ذَرٍّ، إنَّكَ إذا صلَّيْتَ معَ إمامِكَ وانصرَفْتَ إذا انصرَفَ؛ كُتِبَ لكَ قُنوتُ ليلتِكَ"، فإذا صلَّى المُسلمُ العِشاءَ معَ إمامِه، ثم صَلَّى معَه القِيامَ حتى انتهَى منه في أيِّ وَقتٍ كتَبَ اللهُ له الأجْرَ الكامِلَ لقيامِ هذه اللَّيلةِ.
ولعلَّ في إطالةِ القِيامِ في لَيلةِ السابِعِ والعِشرينَ إشارة إلى أنَّها ليلةُ القَدْرِ.
وقد ورَدتْ رِواياتٌ مُتعدِّدةٌ في تَحديدِ وقتِ ليلةِ القَدْرِ، وللعُلماءِ كَلامٌ كثيرٌ في الجَمْعِ أوِ الترجيحِ بينَ هذِه الرِّواياتِ، ومن ذلك: أنَّ لَيلةَ القَدْرِ تَنتقِلُ كلَّ سَنةٍ في العَشْرِ الأواخِر مِن رمضانَ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن خزيمةقلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول قال المسجد الحرام
صحيح ابن خزيمةثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله أما الذين يحبهم فرجل أتى قوما فسألهم
صحيح ابن خزيمةكنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأراد المؤذن أن
صحيح ابن خزيمةأذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فقال النبي صلى الله
صحيح ابن خزيمةأوصاني حبيبي بثلاث لا أدعهن إن شاء الله أبدا أوصاني بصلاة الضحى وبالوتر
صحيح ابن خزيمةيا رسول الله ذهب أهل الأموال الدثور بالأجور يقولون كما تقول وينفقون ولا
صحيح ابن خزيمةانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما
صحيح ابن خزيمةعن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب
الجوهر النقينهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الخيل والبغال والحمير وكل
صحيح ابن خزيمةأن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا من الأزد يقال له
صحيح ابن خزيمةاستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد على صدقات بني
صحيح ابن خزيمةأنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب