حديث اللهم حبب إلينا المدينة حبنا مكة أو أشد

أحاديث نبوية | المحلى | حديث -

«اللَّهمَّ حبِّب إلينا المدينةَ حبَّنا مَكَّةَ أو أشدَّ»

المحلى
-
ابن حزم
صحيح

المحلى - رقم الحديث أو الصفحة: 7/283 -

شرح حديث اللهم حبب إلينا المدينة حبنا مكة أو أشد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَوضَّأَ، ثُمَّ صَلَّى بأرضِ سعدٍ بأصلِ الحَرَّةِ عندَ بُيوتِ السُّقْيا، ثُمَّ قال: اللَّهُمَّ إنَّ إبراهيمَ خَليلَكَ وعبدَكَ ونَبيَّكَ دَعاكَ لأهلِ مكَّةَ، وأنا محمَّدٌ عبدُكَ ونَبيُّكَ ورسولُكَ أدعوكَ لأهلِ المدينةِ مِثلَ ما دَعاكَ به إبراهيمُ لأهلِ مكَّةَ؛ نَدعوكَ أنْ تُبارِكَ لهم في صاعِهم ومُدِّهم وثِمارِهم، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلينا المدينةَ كما حَبَّبتَ إلينا مكَّةَ، واجعَلْ ما بها مِن وَباءٍ بخُمٍّ، اللَّهُمَّ إنِّي قد حَرَّمتُ ما بيْنَ لابتَيْها كما حَرَّمتَ على لِسانِ إبراهيمَ الحَرَمَ.
الراوي : أبو قتادة الحارث بن ربعي | المحدث : شعيب الأرناؤوط
| المصدر : تخريج المسند لشعيب
الصفحة أو الرقم: 22630 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه أحمد ( 22630 ) واللفظ له، وابن خزيمة ( 210 )



خَصَّ اللهُ سُبحانَه وتَعالى بَعضَ بِقاعِ الأرضِ ببَرَكاتٍ لم يَجعَلْها في غَيرِها، وقد نالَتِ المَدينةُ النَّبويَّةُ حَظًّا وافِرًا مِنَ البَرَكةِ؛ بسَبَبِ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لها ولِأهْلِها، كما يُخبِرُ أبو قَتادةَ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه في هذا الحَديثِ: "أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَوضَّأ ثم صَلَّى بأرضِ سَعدٍ بأصْلِ الحَرَّةِ، عِندَ بُيوتِ السُّقْيا" ويُقصَدُ بها المَكانُ الذي كانَ يَستَسقي منه الماءَ العَذبَ مِن هذه البِئرِ، وهي عَينٌ بَينَها وبَينَ المَدينةِ يَومانِ، والحَرَّةُ كُلُّ أرضٍ ذاتِ حِجارةٍ سُودٍ، والمَدينةُ مَشهورةٌ بحِرارِها، "ثم قالَ: اللَّهُمَّ إنَّ إبراهيمَ خَليلَكَ" والخَليلُ هو شَديدُ المَحبَّةِ لِصاحِبِه "وعَبدَكَ ونَبيَّكَ دَعاكَ لِأهلِ مَكةَ" يَعني دَعاكَ بقَولِه: { فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ } [ إبراهيم: 37 ]، "وأنا محمدٌ عَبدُكَ ونَبيُّكَ ورَسولُكَ أدعوكَ لِأهلِ المَدينةِ" فأخُصُّهم بالدُّعاءِ "مِثلَما دَعاكَ به إبراهيمُ لِأهلِ مَكةَ"، فيَكونُ في المَدينةِ مِنَ البَرَكةِ في الثِّمارِ مِثلُ ما في مَكةَ وأكثَرُ "نَدعوكَ أنْ تُبارِكَ لهم في صاعِهم ومُدِّهم وثِمارِهم" وهذا دُعاءٌ أنْ يَجعَلَها اللهُ مَحَلًّا لِلخَيرِ والنَّماءِ، وأنْ يُبارِكَ في الطَّعامِ الذي يُكالُ بصاعِهم ومُدِّهم، ويَحتَمِلُ أنَّ الدُّعاءَ كانَ بأنْ تَحصُلَ البَرَكةُ في نَفْسِ المَكيلِ، بحيث يَكفي المُدُّ فيها ما لا يَكفيه في غَيرِها، أو يَكونُ المُرادُ زيادةَ البَرَكةِ في المَدينةِ، وفي كُلِّ ما فيها مما يُكالُ مِنَ الأطعِمةِ وغَيرِها، ولا تَقتَصِرُ البَرَكةُ على المَكاييلِ فقط، بل تَشمَلُ كُلَّ المَوازينِ والمَعدوداتِ أيضًا؛ فهي بَرَكةٌ عامَّةٌ، وهذا أمْرٌ مَحسوسٌ عِندَ مَن سَكَنَها، وهو مِن إجابةِ دَعوةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وصاعُ المَدينةِ هو كَيلٌ يَسَعُ أربَعةَ أمدادٍ، والمُدُّ: رِطلٌ وثُلُثٌ عِندَ أهلِ الحِجازِ، ورِطلانِ في غَيرِها، والمُدُّ أربَعُ حَفَناتٍ بكَفَّيِ الرَّجُلِ الذي ليس بعَظيمِ الكَفَّيْنِ، ولا بصَغيرِهما، "اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلينا المَدينةَ كما حَبَّبتَ إلينا مَكةَ" فاستَجابَ اللهُ تَعالى له؛ فكانَتْ أحَبَّ البِقاعِ له ولِأصحابِه، فعاشوا فيها، وأرادوا أيضًا أنْ يَموتوا فيها، حتى إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَكونُ في السَّفَرِ، فإذا رَجَعَ منه، فبَدَتْ له جُدُراتُ المَدينةِ، دَفَعَ راحِلَتَه إلى الإسراعِ في السَّيرِ، وذلك مِن شِدَّةِ حُبِّه لِلمَدينةِ "واجعَلْ ما بها مِن وَباءٍ بخُمٍّ" والوَباءُ هو المَرَضُ والحُمَّى، وخُمٌّ اسمٌ لِغَيضةٍ على ثَلاثةِ أميالٍ مِنَ الجُحفةِ، عِندَها غَديرٌ مَشهورٌ يُضافُ إلى الغَيضةِ، فيُقالُ: غَديرُ خُمٍّ، والجُحفةُ كانَتْ أرضًا لِلمُشرِكينَ، الذين يُخافُ منهم عَونُ أعداءِ الإسلامِ على المُسلِمينَ، فأجابَ اللهُ تَعالى دَعوةَ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ "اللَّهُمَّ إنِّي قد حَرَّمتُ ما بَينَ لَابَتَيْها "ولِلمَدينةِ لابَتانِ، وهي الأرضُ ذاتُ الحِجارةِ السَّوداءِ، كَأنَّها أُحرِقتْ بالنَّارِ، وهما اللَّابَتانِ الشَّرقيَّةُ والغَربيَّةُ، ويَحُدُّ المَدينةَ شَمالًا جَبَلُ ثَورٍ خَلفَ أُحُدٍ، وجَنوبًا جَبَلُ عَيْرٍ، "كما حَرَّمتَ على لِسانِ إبراهيمَ الحَرَمَ" مِثلَما جَعَلتَ مَكةَ حَرَمًا آمِنًا بدَعوةِ الخَليلِ إبراهيمَ عليه السَّلامُ، ويَقصِدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه حَرَّمَ المَدينةَ كُلَّها، ومَعنى تَحريمِها أنْ يَأمَنَ فيها كُلُّ شَيءٍ، حتى الحَيوانُ؛ فلا يُصادُ، وحتى الشَّجَرُ، فلا يُقطَعُ، وألَّا يُحدِثَ فيها إنسانٌ حَدَثًا يُخالِفُ دِينَ اللهِ تَعالى، أو جُرمًا، أو ظُلمًا، أو حَدًّا، فمَن أحدَثَ فيها شَيئًا مِن ذلك فقدِ استَحَقَّ لَعنةَ اللهِ والمَلائِكةِ والناسِ أجمَعينَ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ مَكانةِ المَدينةِ وحِفظِها مِن قِبَلِ اللهِ سُبحانَه وتعالَى.
وفيه: بَيانُ ما كانَ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن مَكارِمِ الأخلاقِ وحُبِّه لِلمَدينةِ وأهلِها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدمن نجا من ثلاث فقد نجا ثلاث مرات موتي والدجال وقتل خليفة مصطبر
مسند الإمام أحمدمن نجا من ثلاث فقد نجا ثلاث مرات موتي والدجال وقتل خليفة مصطبر
مسند الإمام أحمدمن نجا من ثلاث فقد نجا ثلاث مرات موتي والدجال وقتل خليفة مصطبر
مجمع الزوائدمن نجا من ثلاث فقد نجا ثلاث مرات موتي والدجال وقتل خليفة مصطبر
تخريج كتاب السنةمن نجا من ثلاث فقد نجا ثلاث مرات قالوا ماذا
مسند الإمام أحمدمن نجا من ثلاث فقد نجا ثلاث مرات موتي والدجال وقتل خليفة مصطبر
صحيح ابن خزيمةيا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل وابدأ بمن تعول
تخريج صحيح ابن حبانيا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل وابدأ بمن
مسند الإمام أحمدعن أبي هريرة أنه قال يا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد
تخريج سنن أبي داوديا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل وابدأ بمن تعول
صحيح ابن خزيمةيا رسول الله أي الصدقة أفضل قال جهد المقل وابدأ بمن تعول
السلسلة الصحيحةمن لقي الله لا يشرك به شيئا يصلي الصلوات الخمس ويصوم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب