حديث أنت آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأسكنك

أحاديث نبوية | التوحيد لابن خزيمة | حديث أبو هريرة

«احتجَّ آدمُ وموسَى ، فقالَ لَهُ موسَى : أنتَ آدمُ الَّذي خلقَكَ اللَّهُ بيدِهِ ونفخَ فيكَ من روحِهِ ، وأسكنَكَ جنَّتَهُ»

التوحيد لابن خزيمة
أبو هريرة
ابن خزيمة
[أشار في المقدمة أنه صح وثبت بالإسناد الثابت الصحيح]

التوحيد لابن خزيمة - رقم الحديث أو الصفحة: 124/1 - أخرجه ابن خزيمة في ((التوحيد)) (1/124)

شرح حديث احتج آدم وموسى فقال له موسى أنت آدم الذي خلقك


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

احتجَّ آدمُ وموسى عندَ ربِّهما فحجَّ آدمُ موسى عليهما السَّلامُ فقالَ موسى أنتَ الَّذي خلقَكَ اللَّهُ بيدِهِ ونفخَ فيكَ من روحِهِ وأسجدَ لكَ ملائكتَهُ وأسكنكَ جنَّتَهُ ثمَّ أهبطتَ النَّاسَ بخطيئتِكَ إلى الأرضِ قالَ آدمُ أنتَ موسى الَّذي اصطفاكَ اللَّهُ برسالاتِهِ وكلامِهِ وأعطاكَ الألواحَ فيها تبيانُ كلِّ شيءٍ وقرَّبَكَ اللَّهُ نجيًّا فبكم وجدتِ التَّوراةُ قبلَ أن أخلقَ قالَ موسى بأربعينَ عامًا قالَ آدمُ فهل وجدتَ فيها { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } [ طه: 121 ]؟ قالَ نعم قالَ أفتلومني أن أعملَ عملًا كتبَهُ اللَّهُ عليَّ أعملُهُ بعلمِهِ قبلَ أن يخلقَني بأربعينَ سنةً قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فحجَّ آدمُ موسى
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البيهقي
| المصدر : الاعتقاد للبيهقي
الصفحة أو الرقم: 101 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه البخاري ( 6614 )، ومسلم ( 2652 )، والبيهقي في ( (الاعتقاد )) ( ص98 ) واللفظ له



أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بكثيرٍ من أُمورِ الغَيبِ ممَّا علَّمَه اللهُ تعالى وأخبَرَه به؛ لِتَثبيتِ العَقيدةِ الصَّحيحةِ في النُّفوسِ، كما في هذا الحديثِ، حيث يقولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "احتجَّ آدمُ وموسى"، أي: أتى كلٌّ منهما بحُجَّةٍ على ما يقول؛ وذلك "عندَ ربِّهما"، أي: عندَما الْتقَتْ أرواحُهما في السَّماءِ، فوقَعَ الحِجاجُ بيْنهما، ويَحتمِلُ أنَّ ذلك جَرى في حياةِ مُوسى؛ حيث سأَلَ اللهَ تعالى أنْ يُرِيَه آدَمَ، والأوْلى تفويضُ كيفيةِ ذلك إلى الله، قال: "فحجَّ آدمُ موسى عليهما السلامُ"، أي: غلَب، آدمُ موسى، بالحُجَّةِ في دَفْع اللَّومِ الآتي، "قال موسى: أنت الذي خَلَقَك اللهُ بيدِه، ونَفَخَ فيك من رُوحِهِ، وأسجَدَ لك ملائكتَه، وأسْكنَك جنَّتَه، ثم أهبطتَ الناسَ بخَطيئتِك إلى الأرض" يلومُ مُوسى عليه السَّلامُ آدَمَ عليه السَّلامُ، أنَّه كان السَّببَ في الإخراجِ من الجنَّةِ الَّتي أسْكنَهُ اللهُ فيها بعدَ أنْ كرَّمه اللهُ بهذه الأمور، وإنَّما وقَعَ اللَّوْمُ على المُصيبةِ التي أخرجتْ أولادَه من الجنَّةِ، لا على الذَّنبِ الذي هو الأكلُ مِن الشَّجرةِ، "قال آدمُ: أنت موسى الذي اصطَفاك اللهُ برِسالاتِهِ وكلامِهِ، وأعطاك الألواحَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ"، أي: اختارَكَ على النَّاسِ برِسالتِه؛ وأعطاكَ أسفَارَ التَّوراةِ، وميَّزك بكلامِهِ من غير حِجابٍ، "وقرَّبك اللهُ نَجِيًّا"، أي: قرَّبك واختصَّك بكلامِهِ دون واسطةٍ، "فبكَمْ وُجدَتِ التوراةُ قبلَ أنْ أُخلقَ؟"، أي: بكَم سَنَةٍ قبل أن أُخلقَ، كتَبَ اللهُ التوراةَ وما فيها؟ "قال موسى: بأربعين عامًا، قال آدمُ: فهل وجدْتَ فيها { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } [ طه: 121 ]؟"، أي: هل وجدْتَ ذلك مكتوبًا في التوراةِ، وهي مكتوبةٌ قبل خَلْقي؟ "قال: نعم، قال: أفتلومُني أنْ أعملَ عملًا كتَبَه اللهُ عليَّ أعْمَلُه بعِلمِه قبلَ أنْ يخلُقَني بأربعين سَنةً؟!"، أي: تَلُومني على أمرٍ قُدِّرَ عليَّ قبل أن أُخلَقَ، وحَكَمَ اللهُ بأنَّ ذلك كائنٌ لا محالةَ؛ لعِلمِه السَّابق؟ لقد أكلْتُ من الشَّجرةِ، وتاب اللهُ عليَّ، وكان قضاءُ الله وقدَرُه أنَّ آدمَ سينزلُ الأرضَ كما في قوله تعالى: { إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً } [ البقرة 30 ]، "قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: فحَجَّ آدَمُ موسى"، أي: غلَبَه بالحُجَّةِ، وظَهَر عليه بها وأسْكَتَه، وأَلْزَمَهُ أَنَّ قَضَاءَ اللهِ عزَّ وجلَّ نَافِذٌ على العَبْدِ لا يُنْجِيهِ منه شَيءٌ، وهذا تقريرٌ لما سبَقَ وتأكيدٌ له.
ولم يَكُنْ آدمُ عليه السلامُ مُحتجًّا على فِعلِ ما نُهِيَ عنه بالقدَرِ، بل هو احتجاجٌ بالقَدَر على المصيبةِ الناتجةِ من فِعْلِهِ، وهي الخروجُ من الجنَّةِ؛ فالقدَرُ يُحتجُّ به على المصائبِ لا على المعائبِ، ولو أنَّ موسى عليه السَّلامُ لامَ آدَمَ على الذَّنبِ لأجابَه: إنَّني أذنبتُ فتُبتُ، فتابَ اللهُ عليَّ، ولقال له: أنتَ يا موسى أيضًا قَتلتَ نفْسًا، وألقيتَ الألواحَ إلى غيرِ ذلك، إنما احتجَّ موسى بالمُصيبةِ فحَجَّه آدَمُ عليه السَّلامُ بالقَدَرِ، وإذا كانتِ المعصيةُ بعدَ التوبةِ منها؛ فإنَّها تُعتبرُ من المصائبِ، فما قدِّر من المصائبِ يجِبُ الاستسلامُ له، فإنَّه من تمامِ الرضا بالله ربًّا، وأمَّا الذنوُب فليس للعبد أن يُذنِبَ، وإذا أذنب فعليه أن يستغفِرَ ويتوبَ، فيتوبَ من المعائبِ، ويَصبِرَ على المصائبِ.
قال تعالى: { فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ } [ غافر: 55 ]، وليس لأحدٍ أنْ يَحتجَّ بالقَدَرِ على فِعلِ الذنوب والآثامِ؛ فإنَّ هذا لو كان مقبولًا لاحتَجَّ كلُّ مَن أرادَ قتْلَ النُّفوسِ وأخْذَ الأموالِ، وسائرَ أنواعِ الفسادِ في الأرضِ، واحتجَّ بالقَدَرِ، ونفْسُ المحتجِّ بالقدَرِ إذا اعتُدِيَ عليه، واحتجَّ المُعتدِي بالقدَرِ لم يَقْبَلْ منه، بل يتناقضُ، وتناقُضُ القولِ يدلُّ على فَسادِه؛ فالاحتجاجُ بالقدَرِ معلومُ الفسادِ في بَدائِهِ العُقولِ.
وفي الحَديثِ: المناظَرةُ في أُصولِ الدِّيانةِ، وإقامةُ الدَّليلِ على الصَّحيحِ منها.
وفيه: إثباتُ صِفةِ الكلامِ للهِ تعالى، وذلك على ما يَليقُ بكَمالِه وجَلالِه( ).

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
فتاوى نور على الدرب لابن عثيمينواعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وأن النصر مع الصبر
مجموع فتاوى ابن عثيمينواعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا
مختصر المقاصدتعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة
فتاوى نور على الدرب لابن عثيمينعن النبي صلى الله عليه وسلم إن النصر مع الصبر وإن الفرج مع
مجموع فتاوى ابن عثيمينواعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء
تفسير الفاتحة والبقرةواعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء
إتقان ما يحسن واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن
فتاوى نور على الدرب لابن عثيمينواعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا
فتاوى نور على الدرب لابن عثيمينعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لابن عباس رضي الله عنه
تخريج شرح الطحاويةكنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال يا غلام ألا أعلمك
التوسل للألباني تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة
فتاوى نور على الدرب لابن عثيمينواعلم أن في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا وأن النصر مع الصبر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, December 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب