حديث كنت في سرية في سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص الناس

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث عبدالله بن عمر

«كنتُ في سَرِيَّةٍ في سَرايا رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فحاصَ الناسُ حيْصةً وكنتُ فِيمَن حاصَ فقُلنا كيف نصنعُ وقد فرَرْنا من الزَّحفِ وبُؤْنا بالغضبِ ثم قُلنا لو دَخَلنا المدينةَ فَبِتْنَا ثم قُلنا لو عَرَضْنا أنفُسَنا على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فإنْ كانتْ له توبةٌ وإلا ذهَبْنا فأتَيْناهُ قبلَ صلاةِ الغَدَاةِ فخرجَ فقال مَنِ القومُ قال فقُلنا نحنُ الفَرَّارونَ قال لا بلْ أنتم العَكَّارونَ أنا فِئَتُكم وأنا فِئَةُ المسلمينَ قال فأتيْناهُ حتى قَبَّلْنا يدَه»

مسند أحمد تحقيق شاكر
عبدالله بن عمر
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 7/203 - أخرجه أبو داود (2647)، والترمذي (1716) باختلاف يسير

شرح حديث كنت في سرية في سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بَعَثَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في سَريَّةٍ، فحاصَ النَّاسُ حَيصَةً، فأَتَيْنا المدينةَ، فاختَفَيْنا بها، وقُلنا: هَلَكْنا ثم أَتَيْنا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقُلنا: يا رسولَ اللهِ، نحن الفرَّارونَ، قال: بل أنتم العكَّارونَ، وأنا فِئَتُكم، وفي رِوايَةٍ: لا بل أنتم العكَّارونَ، قال: فدَنَوْنا، فقبَّلْنا يَدَه، فقال: أنا فِئَةُ المُسلِمينَ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن حجر العسقلاني
| المصدر : هداية الرواة
الصفحة أو الرقم: 4/61 | خلاصة حكم المحدث : [ حسن كما قال في المقدمة ]

التخريج : أخرجه أبو داود ( 2647 )، والترمذي ( 1716 )، وأحمد ( 5384 ) باختلاف يسير.



الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ ذِروةُ سَنامِ الإسلامِ، وعلى المُسلِمِ أنْ يَثبُتَ في القِتالِ والحَربِ مع جَيشِه وقائِدِه، وقد أوضَحَ الشَّرعُ أحكامَ الجِهادِ والقِتالِ، ومَتى يَستَكمِلُ الجَيشُ قِتالَه، ومتى يَنسَحِبُ لِيُجَهِّزَ لِجَولةٍ جَديدةٍ مع الأعداءِ.
وفي هذا الحَديثِ يَروي عَبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعَثَهم في سَريَّةٍ، وسُمِّيتْ بذلك لِأنَّها كانتْ تَسْرِي في اللَّيلِ، وتُخفِي ذَهابَها، ثُمَّ أُطلِقتْ على كُلِّ قِطعةِ جَيشٍ خَرَجتْ لَيلًا أو نَهارًا، وعَدَدُها مِن مِائةٍ إلى خَمسِمِائةٍ، وقيلَ: لا حَدَّ لِأقَلِّها، ويَبلُغُ أقصاها أربَعَمِائةِ رَجُلٍ، "فحاصَ الناسُ حَيصةً" مِنَ: الحَيصِ، وهو المَيلُ، والمَعنى: مالُوا مَيلةً، فإنْ أرادَ بـ( الناسِ ) أعداءَهم، فالمُرادُ بها الحَملةُ، أيْ: حَمَلوا علينا حَملةً، وجالُوا جَولةً، فانهَزَمْنا عنهم، وأتَيْنا المَدينةَ، وإنْ أرادَ أنَّ مَن حاصَ همُ السَّريَّةُ، فمَعناها الفِرارُ والرَّجعةُ، أيْ: مالوا عنِ العَدُوِّ مُلتَجِئينَ إلى المَدينةِ، فاختَفَوْا بها؛ خَشيةَ عارِ الفِرارِ مِنَ الحَربِ، وظَنُّوا أنَّهم بفِعلِهم هذا قد هَلَكوا ووَقَعوا في الخَطيئةِ التي لا تُغفَرُ، ثم ذَهَبوا إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا له: "يا رَسولَ اللهِ، نحنُ الفَرَّارونَ"، يَصِفونَ أنفُسَهم بالهارِبينَ الفارِّينَ مِنَ الحَربِ والقِتالِ، فواساهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال لهم: "بل أنتُمُ العَكَّارونَ"، أيْ: لَستُمُ فَرَّارينَ مِنَ القِتالِ حين رَجَعتُم إلَيَّ؛ لِلاستِظهارِ والمُعاضَدةِ، بل أنتُمُ المُتَحيِّزونَ إلى فِئةِ المُسلِمينَ؛ لِتَستَظهِروا وتَتَقَوَّوا بهم، ثمَّ تَكُرُّوا عليهم، وأنا فيكم قد تَحَيَّزتُم إلَيَّ، فلا حَرَجَ عليكم في هذا الرُّجوعِ، والعَكْرُ: العَطفُ والرُّجوعُ والكَرُّ.
وقَولُه: "وأنا فِئَتُكم" هو بَيانٌ لِقَولِه تَعالى: { أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ } [ الأنفال: 16 ]، والفِئةُ: الجَماعةُ الذين يَرجِعُ إليهم مَن وَلَّى عن مَوقِفِ الحَربِ؛ لِيُعاوِدَ بهمُ الهُجومَ مَرَّةً أُخرى، "وفي رِوايةٍ: لا، بل أنتُمُ العَكَّارونَ"، فاقتَرَبوا مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَبَّلوا يَدَه، تَقديرًا لِعَفوِه عنهم، فقال: "أنا فِئةُ المُسلِمينَ"، وهذا كُلُّه بَيانُ أنَّ الهُروبَ مِنَ الحَربِ عِندَ الضَّرورةِ وعَدَمِ استِطاعةِ مُقاوَمةِ العَدُوِّ مَشروطٌ بأنْ يَفِرَّ المُقاتِلونَ لِيَكِرُّوا بَعدَها ولِيُعيدوا خُطَطَهم وتَجهيزاتِهم مع قائِدِهم، أمَّا الهُروبُ مِنَ المَعارِكِ بسَبَبِ الخيانةِ أوِ الخَوفِ والجُبنِ، فذلك مِنَ الكَبائِرِ التي تَوَعَّدَ اللهُ صاحِبَها؛ قال تَعالى: { وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } [ الأنفال: 16 ].

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
الجامع الصغيرأنا فئة المسلمين
تحفة المحتاجبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فحاص الناس حيصة فقدمنا
مسند أحمد تحقيق شاكركنا في سرية ففررنا فأردنا أن نركب البحر ثم أتينا رسول الله صلى
مسند أحمد تحقيق شاكربعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فلما لقينا العدو انهزمنا
مسند أحمد تحقيق شاكرأنا فئة المسلمين
مسند أحمد تحقيق شاكرلقينا العدو فحاص المسلمون حيصة فكنت فيمن حاص فدخلنا المدينة قال فتعرضنا لرسول
البدر المنيرأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أنا فئة لكل مسلم
شرح مسند الشافعيبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فلقوا العدو فحاص الناس
العواصم والقواصمحديث ابن عمر في فرارهم يعني المسلمين من نجد وقولهم للنبي صلى الله
مسند أحمد تحقيق شاكرأنا فئة كل مسلم
مسند الإمام أحمدلا وصال يعني في الصوم
صحيح الجامعلا وصال في الصوم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب