حديث طعام جلب إلينا قال بارك الله فيه وفيمن جلبه

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث فروخ مولى عثمان

«أنَّ عمرَ رضيَ اللَّهُ عنهُ وَهوَ يومئذٍ أميرُ المؤمنينَ خرجَ إلى المسجِدِ فرَأى طعامًا مَنثورًا فقالَ : ما هذا الطَّعامُ ؟ فَقالوا : طَعامٌ جلبَ إلَينا ، قالَ : بارَكَ اللَّهُ فيهِ ، وفيمَن جلبَهُ ، قيلَ : يا أميرَ المؤمنينَ فإنَّهُ قدِ احتُكِرَ ، قالَ : ومنِ احتَكَرَهُ ؟ قالوا : فرُّوخُ مولى عثمانَ ، وفلانٌ مولَى عمرَ ، فأرسلَ إليهِما فدَعاهما ، فقالَ : ما حملَكُما علَى احتِكارِ طعامِ المسلِمينَ ؟ قالا : يا أميرَ المؤمِنينَ ، نشتَري بأموالِنا ، ونبيعُ ، فقالَ عمرُ : سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يَقولُ : منِ احتَكَرَ على المسلِمينَ طعامَهُم ، ضربَهُ اللَّهُ بالإفلاسِ ، أو بِجُذامٍ ، فقالَ فرُّوخُ : عندَ ذلِكَ يا أميرَ المؤمنينَ ، أعاهدُ اللَّهَ ، وأعاهِدُكَ ، أن لا أعودَ في طَعامٍ أبدًا ، وأمَّا مَولى عُمرَ فقالَ : إنَّما نَشتَري بأموالِنا ونبيعُ . قالَ أبو يَحيى : فلَقد رأيتُ مَولى عمرَ مَجذومًا»

مسند أحمد تحقيق شاكر
فروخ مولى عثمان
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 1/82 -

شرح حديث أن عمر رضي الله عنه وهو يومئذ أمير المؤمنين خرج إلى المسجد


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ عمرَ - وَهوَ يومئذٍ أميرُ المؤمنينَ - خرجَ من المسجدِ ، فرأى طعامًا منثورًا .
فقالَ : ما هذا الطَّعامُ ؟ فقالوا : طعامٌ جُلِبَ إلينا .
قالَ : بارَكَ اللَّهُ فيهِ وفيمن جلبَهُ .
قيلَ : يا أميرَ المؤمنينَ ، إنَّهُ قدِ احتَكَرَ .
قالَ : ومنِ احتَكَرَهُ ؟ قالوا : فرُّوخٌ مولى عثمانَ ، وفلانٌ مولى عمرَ .
فأرسلَ إليهما فقالَ : ما حملَكُما على احتِكارِ طعامِ المسلِمينَ ؟ قالا يا أميرَ المؤمنينَ ، نشتَري بأموالِنا ونبيعُ ! ! فقالَ عمرُ : سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ : منِ احتَكَرَ على المسلِمينَ طعامَهُم ضربَهُ اللَّهُ بالإفلاسِ أو بجذامٍ .
فقالَ فرُّوخٌ عندَ ذلِكَ : أعاهِدُ اللَّهَ وأعاهدُكَ ألَّا أعودَ في طعامٍ أبدًا .
وأمَّا مولى عمرَ فقالَ : إنَّما نشتَري بأموالِنا ونبيعُ .
قالَ أبو يحيى : فلقَد رأيتُ مولى عمرَ مَجذومًا.
الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : أحمد شاكر
| المصدر : عمدة التفسير
الصفحة أو الرقم: 1/334 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح



نَظَر الإسْلامُ إلى مَصلَحةِ الجَماعةِ، ونظَر إلى مَصلَحةِ الدُّنْيا والآخِرةِ معًا للعِبادِ، فنظَّمَ العَلاقاتِ بيْنَ النَّاسِ في الدُّنْيا، في البَيعِ والشِّراءِ والمُعامَلاتِ، كما بيَّنَ لهم سُبلَ الهُدى إلى الآخِرةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي التَّابِعيُّ فَرُّوخُ مَوْلى عُثمانَ بنِ عفَّانَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ عندما كان خَليفةً للمُسلِمينَ خرَج منَ المَسجِدِ ذاتَ يَومٍ، فرَأى طَعامًا مَنثورًا، وسِلعًا مُنتَشِرةً ومُوَزَّعةً على الأرضِ ممَّا يَأكُلُه النَّاسُ، ويَقْتاتونَ به، فسَأَل عن سَببِ نَشرِه ونَثْرِه هكذا، فقالوا: طعامٌ جُلِبَ إلينا مِن خارجِ المَدينةِ، ولكنَّه لم يُبَعْ بعْدُ، فهو مَعروضٌ للبَيعِ، فدَعا بالبَرَكةِ والزِّيادةِ والنَّماءِ في هذا الطَّعامِ، ولمَن أحضَرَه إلى المَدينةِ، فأخبَرَه النَّاسُ أنَّه طَعامٌ مُحتَكرٌ، والاحْتِكارُ هو شِراءُ السِّلعِ مِن الطَّعامِ ونَحوِه مِمَّا يَحْتاجُه النَّاسُ في وَقتِ الشِّدَّةِ، وتَخْزينُها حتَّى إذا اشتَدَّ الغَلاءُ باعَه بثَمنٍ أكثَرَ ممَّا يَنبَغي لحاجةِ النَّاسِ إليه، فسَأل عمَّنِ احتَكَر هذه السِّلعَ، فقيلَ له: احتَكَرَها فَرُّوخُ مَوْلى عُثمانَ بنِ عفَّانَ، وفُلانٌ مَوْلى عُمَرَ، فأرسَلَ عُمَرُ إليهما، فلمَّا أتَياهُ، سَألَهما عن سَببِ احْتِكارِ طَعامِ المُسلِمينَ، فقالا: يا أميرَ المؤمِنينَ، نَشْتَري بأمْوالِنا ونَبيعُ! وظاهِرُه أنَّهم لا يَعرِفونَ النَّهيَعن الاحْتِكارِ، وأنَّهم يَقومونَ بالشِّراءِ والبَيعِ الَّذي أحلَّه اللهُ عزَّ وجلَّ،فأخبَرَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه بحَديثِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الَّذي يقولُ فيه: «مَنِ احتَكَرَ على المُسلِمينَ طَعامَهم»، فادَّخرَ الطَّعامَ الَّذي يَنتَفِعُ به المُسلِمونَ وخزَّنَه عندَه يَتربَّصُ به الغَلاءَ، وإضافةُ الطَّعامِ إلى المُسلِمينَ -وإنْ كان مِلكًا للمُحتَكِرينَ- إيذانٌ بأنَّه قُوتُهم، وأنَّه ادَّخَرَ ما همْ مُستَحِقُّونَ له، «ضرَبَه اللهُ بالإفْلاسِ أو بجُذامٍ»، فيُصيبُه اللهُ في الدُّنْيا بإحْدى العُقوبَتَينِ؛ إمَّا بضَياعِ المالِ أو الجسَدِ، وفي رِوايةِ ابنِ ماجهْ: جمَع للمُحتَكِرِ العُقوبَتَينِ الفَقرَ والمَرضَ معًا؛ لأنَّ المُحتَكِرَ أرادَ بالاحْتِكارِ صَلاحَ بدَنِه، ونُموَّ مالِه، فأفسَدَ اللهُ جسَدَه بأخبَثِ الأدْواءِ، ومالَه بالإتْلافِ.

فأمَّا فَرُّوخُ مَوْلى عُثمانَ فتاب إلى اللهِ مِن الاحْتِكارِ، وعاهَدَ اللهَ، وعاهَدَ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه ألَّا يَعودَ إليه، وأمَّا الآخَرُ -وهو مَوْلى عُمَرَ- فقدْ أصرَّ على فِعلِه بعْدَ أنْ عرَفَ النَّهيَ الوارِدَ فيه، وقال: إنَّما نَشْتَري بأموالِنا ونَبيعُ، ولم يَرجِعْ عن الاحْتِكارِ، ثمَّ أخبَرَ أبو يَحْيى المَكيُّ -أحدُ رُواةِ الحَديثِ-أنَّه رأى مَوْلى عُمَرَ مَجْذومًا، وهذا بَيانٌ لتَحقُّقِ عُقوبةِ اللهِ عزَّ وجلَّ فيه جَزاءً لإنْكارِه، وإصْرارِه على المَعْصيةِ.
وفي الحَديثِ: التَّحْذيرُ منَ الإضْرارِ بالمُسلِمينَ في طَعامِهم وأقْواتِهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند الإمام أحمدلا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم
تخريج صحيح ابن حبانلا يقل أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت فإنه لا مستكره له
مسند الإمام أحمدلا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم
مسند الإمام أحمدلا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ولكن
صحيح ابن حبانإني لأتوب في اليوم سبعين مرة
مسند الإمام أحمدوالله إني لأستغفر وأتوب في كل يوم أكثر من سبعين مرة
تخريج صحيح ابن حبانإني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
تخريج صحيح ابن حبانإني لأتوب في اليوم سبعين مرة
تخريج سنن أبي داودعن محمد بن المنكدر كان يقال خياركم ألينكم مناكب في الصلاة
صحيح ابن خزيمةخيركم ألينكم مناكب في الصلاة
تخريج سنن أبي داودخياركم ألينكم مناكب في الصلاة
صحيح ابن حبانخيركم ألينكم مناكب في الصلاة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب