حديث ما  أبالي ألا أعمل عملا بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجد الحرام

أحاديث نبوية | مسند الإمام أحمد | حديث النعمان بن بشير

«كنتُ إلى جانبِ مِنبرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال رَجُلٌ: ما أُبالي ألَّا أعمَلَ بعدَ الإسلامِ، إلَّا أنْ أسقيَ الحاجَّ، وقال آخَرُ: ما  أُبالِي ألَّا أعمَلَ عملًا بعدَ الإسلامِ إلَّا أنْ أعمُرَ المسجدَ الحَرامَ، وقال آخَرُ: الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ أفضلُ ممَّا قُلتُم، فزَجَرَهم عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ تعالى عنه، فقال: لا تَرفَعوا أصْواتَكم عندَ مِنبرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو يومُ الجُمُعةِ، ولكنْ إذا صَلَّيتُ الجُمعةَ دَخَلتُ، فاستفتَيتُه فيما اختلَفتُم فيه، فأنزَلَ اللهُ: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} (التوبة: 19)، إلى آخِرِ الآيةِ كلِّها.»

مسند الإمام أحمد
النعمان بن بشير
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرط مسلم

مسند الإمام أحمد - رقم الحديث أو الصفحة: 18367 - أخرجه مسلم (1879)، وعبدالله بن أحمد وجادة عن أبيه في ((المسند)) (18367) واللفظ له

شرح حديث كنت إلى جانب منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنْتُ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ رَجُلٌ: ما أُبَالِي أَنْ لا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الإسْلَامِ إلَّا أَنْ أُسْقِيَ الحَاجَّ، وَقالَ آخَرُ: ما أُبَالِي أَنْ لا أَعْمَلَ عَمَلًا بَعْدَ الإسْلَامِ إلَّا أَنْ أَعْمُرَ المَسْجِدَ الحَرَامَ، وَقالَ آخَرُ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ أَفْضَلُ ممَّا قُلتُمْ، فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ، وَقالَ: لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ عِنْدَ مِنْبَرِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ -وَهو يَوْمُ الجُمُعَةِ- وَلَكِنْ إذَا صَلَّيْتُ الجُمُعَةَ دَخَلْتُ فَاسْتَفْتَيْتُهُ فِيما اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ، فأنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ } [ التوبة: 19 ] الآيَةَ إلى آخِرِهَا.
الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 1879 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



تَتفاضَلُ الأعمالُ في الأجرِ والثَّوابِ، وقدْ بَيَّن الشَّرعُ فَضائلَ بعضِ الأعمالِ مِن الإيمانِ والجهادِ في سَبيلِ اللهِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي النُّعْمَانُ بنُ بَشِيرٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه كان عندَ مِنْبَرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجِدِ النَّبويِّ، وكان هناك ثلاثةُ رجالٍ أَبْدَى كلٌّ مِنهم أَحْسَنَ الأعمالِ وأفضلَها -في رأيِه- يَعْمَلُها على الإطلاقِ؛ فقال الأوَّل، قيل: هو العبَّاسُ بنُ عبْدِ المطَّلِبِ رَضيَ اللهُ عنه: «ما أُبالِي ألَّا أَعْمَلَ عملًا بعدَ الإسلامِ» أي: بعْدَ إيمانِه باللهِ عزَّ وجلَّ، «إلَّا أنْ أَسْقِيَ الحاجَّ» وهذا كِنايةٌ عن كَونِ سِقايةِ الحاجِّ أفضَلَ الأعمالِ عنده، كأنَّه لا يَحتاجُ إلى عمَلٍ آخَرَ بعْدَه، وكانوا قديمًا يَنزِعون الماءَ مِن بِئرِ زمزمَ ويَسقُونَ النَّاسَ، فيَغرِفون بالدِّلاءِ ويَصبُّونَه في الحِياضِ ونحوِها، ويَجعَلونه وَقفًا للنَّاسِ، وقال الثَّاني -قيل: هو عُثمانُ بنُ طَلْحةَ، أو شَيبةُ بنُ عُثمانَ رَضيَ اللهُ عنهما-: «ما أُبالِي ألَّا أَعْمَلَ عملًا بعدَ الإسلامِ، إلَّا أن أَعْمُرَ المسجِدَ الحرامَ»، وقال الثَّالِثُ -قيل: هو علِيُّ بنُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه-: الجِهادُ في سَبِيلِ الله أفضلُ مِمَّا قُلتُم، فَزَجَرَهم ونَهاهم عُمَرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه عن رَفعِ أصواتِهم عندَ مِنْبَرِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأخبرهم أنَّ اليوم هو يومُ الجُمُعَة -أو هو مِن قَولِ أحدِ الرُّواةِ، أرادَ به تَعيينَ اليومِ الَّذي حَدَث فيه الاختلافُ- وأنَّه عَقِبَ صَلاةِ الجمعةِ سيَدخُلُ على النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فيَسْتفتِيه ويَعرِضُ عليه فيما اختَلَفْتُم فيه؛ ليَتبيَّنَ الرَّاجحُ مِن الأقوالِ، فأَنْزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [ التوبة: 19 ]، والمعنى: أجعَلْتُم العملَ على سِقايةِ الحاجِّ وعلى عِمارةِ المسجِدِ الحرامِ مِثلَ مَن آمَنَ باللهِ، ولم يُشرِكْ به أحدًا، وآمَنَ بيَومِ القيامةِ، وجاهَدَ بنَفسِه ومالِه لتَكونَ كَلمةُ اللهِ هي العُليا، وكلمةُ الَّذين كَفَروا السُّفلى؟! أجَعَلْتُموهم سَواءً في الفضلِ عندَ اللهِ؟! لا يَسْتوون أبدًا عندَ اللهِ، واللهُ لا يُوفِّقُ الظَّالِمين بالشِّركِ، ولوْ كانوا يَعمَلون أعمالَ خيرٍ كسِقايةِ الحاجِّ.
وعليه؛ فإنَّ الجِهادَ في سَبِيل اللهِ أفضلُ مِن سِقايَةِ الحاجِّ ومِن عِمَارَةِ المسجدِ الحرامِ، وقدْ نَصَّ على تَعيينِ أفضليَّةِ الجهادِ بقولِه بعْدَه: { الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ } [ التوبة: 20 ]، فكانت الآيةُ مُصدِّقةً لكلامِ الرَّجلِ الثَّالثِ منهم.
وفي الحديثِ: مَنقبَةٌ لعُمرَ رَضيَ اللهُ عنه، وحِرصُه على توقيرِ مَسجدِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومكان مِنبَرِه أنْ يُرفَعُ فيه الصَّوتُ.
وفيه: سببُ نُزولِ قولِه تَعالَى: { أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ... } مِن سُورةِ التَّوْبةِ.
وفيه: فضلُ الجِهادِ في سبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج صحيح ابن حبانكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل
تخريج صحيح ابن حبانكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال في الخيل
مسند الإمام أحمدكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل
صحيح ابن حبانكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال في الخيل
السلسلة الصحيحةرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فتل ناصية فرسه بين إصبعيه وقال
مسند أحمد تحقيق شاكرأن ابن عمر أعتق عبدا له فقال مالي من أجره وتناول شيئا من
الإعراب عن الحيرة والالتباسمن لطم عبده فهو حر
مسند الإمام أحمدمن حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فتركها كفارتها
مسند الإمام أحمدمن حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت بالذي هو خير
مجمع الزوائدمن حلف على يمين فرأى خيرا منها فكفارتها تركها
تخريج صحيح ابن حبانمن حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير وليكفر


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, November 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب