حديث قوم معهم سياط مثل أذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات

أحاديث نبوية | صحيح ابن حبان | حديث أبو هريرة

«صِنفانِ مِن أُمَّتي لَمْ أرَهما : قومٌ معهم سِياطٌ مِثْلُ أذنابِ البقَرِ يضرِبونَ بها النَّاسَ ونساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مُمِيلاتٌ رؤوسُهنَّ مِثْلُ أسنِمَةِ البُخْتِ المائلةِ لا يدخُلونَ الجنَّةَ ولا يجِدونَ ريحَها وإنَّ ريحَها لَتُوجَدُ مِن مسيرةِ كذا وكذا»

صحيح ابن حبان
أبو هريرة
ابن حبان
أخرجه في صحيحه

صحيح ابن حبان - رقم الحديث أو الصفحة: 7461 -

شرح حديث صنفان من أمتي لم أرهما قوم معهم سياط مثل أذناب البقر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2128 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعِظُ أصحابَه بالتَّرغيبِ تارةً والتَّرهيبِ مرَّةً أُخرى، وكان يُخبِرُهم بما أعَدَّه اللهُ مِن جَزاءِ المطيعينَ والعُصاةِ؛ حتَّى يكونَ النَّاسُ على بَصيرةٍ مِن أمْرِهم فيَعمَلوا لِآخِرتِهم ويَحذَروا الوقوعَ في المعاصي والذُّنوبِ الَّتي تُورِدُ أصحابَها المهالِكَ يومَ القيامةِ.
وفي هذا الحديثِ يُحذِّرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن صِنفَينِ مِن النَّاسِ مِن أهْلِ النَّارِ لم يَرَهما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يُوجَدا في عَصرِهِ، بلْ سيَكونانِ بعدَه؛ الصِّنفُ الأوَّلُ: قَومٌ معهم «سِياطٌ» جمْعُ سَوطٍ، وهو آلةٌ تُتَّخَذُ مِن الجِلدِ يُضرَبُ بها كالعَصا ونحوِها، وهي «كَأذنابِ البقرِ»، أي: ذُيولِها، والمعنى أنَّها سِياطٌ طويلةٌ ولها رِيشةٌ يَضرِبون بها النَّاسَ بِغيرِ حقٍّ، وتَشبيهُ السِّياطِ بأذنابِ البَقرِ لطُولِها وغِلَظِها وشِدَّتِها.
وهؤلاء هُمُ الشُّرَطُ وأعوانُ الظَّلمةِ الَّذينَ يَضرِبونَ النَّاسَ بِغيرِ حقٍّ.
والصِّنفُ الثاني: نوعٌ مِن النِّساءِ خَلَعْنَ عن أنفسُهِنَّ ثَوبَ العِفَّةِ والحَياءِ، وتَجرَّدْنَ ممَّا أوجبَتْه عليهنَّ الشَّريعةُ مِن ثِيابٍ ساترةٍ، وخُلُقٍ وافِرٍ، مُخالِفينَ بذلِكَ اللهَ ورَسولَه، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وَصفِهِنَّ: «نِساءٌ كاسياتٌ»، في الحَقيقةِ، «عارياتٌ» في المَعْنى؛ لأنَّهنَّ يَلبَسْنَ ثِيابًا رِقاقًا تَصِفُ البَشَرةَ، أو يَستُرنَ بعضَ بَدَنِهِنَّ ويَكشِفْنَ بعضَهُ؛ إظْهارًا للجَمالِ.
وإنْ كنَّ كاسياتٍ لِلثِّيابِ عارياتٍ في الحقيقةِ، أو كاسياتٍ بِالحُلَى وَالحُلِيِّ، عارياتٍ مِن لباسِ التَّقوى، «مُمِيلاتٌ» قلوبَ الرِّجالِ إليهن، أوِ مُمِيلاتُ المَقانِعِ -والمِقنَعُ الَّذي تُغَطِّي به المَرأةُ رَأْسَها وظَهْرَها وصَدْرَها- عَن رُؤوسِهِنَّ؛ لِتَظْهَرَ وُجوهُهنَّ، وقيل: مُميلاتٌ بِأكتافِهنَّ فيَمْشِينَ مُتبخْتِراتٍ مُمِيلاتٍ لِأكتافِهنَّ، وقيل: يُمِلْنَ غيرَهنَّ إلى فِعلِهنَّ المذمومِ، «مَائلاتٌ» والميلُ هو الانحرافُ والزَّيغُ، فهنَّ زائغاتٌ عن طاعةِ اللهِ تعالَى، وما يَلزَمُهنَّ مِن حِفظِ حُدودِه وحِفظِ فُروجِهنَّ وغيرِ ذلك، وهنَّ أيضًا مائلاتٌ إلى الرِّجالِ بِقُلوبِهنَّ أو بِقوالبِهنَّ، أو مُتبختراتٌ في مَشْيِهنَّ، أو زائغاتٌ عَنِ العَفافِ، أو مائلاتٌ إلى الفُجورِ والهوى، وقيلَ: مائلاتٌ يَمْتَشطْنَ مِشطَةَ البَغايا، ومِن صِفاتِهنَّ «رُؤوسُهنَّ كَأسنمةِ البُخْتِ المائلةِ»، وهي جِمالٌ طِوالُ الأعناقِ، والأسْنمةُ جَمعُ سَنامٍ، وهي الجزءُ المرتفِعُ النَّاتئُ فوْقَ ظَهرِ الجَملِ، وكلَّما كان كَبيرًا وعاليًا كان أكثَرَ مَيلًا واهتزازًا عندَ الحركةِ، فهؤلاء النِّساءُ يُعظِّمْنَ حَجْمَ رُؤوسِهنَّ ويُكبِّرنَها بِلفِّ عِصابةٍ ونحوِها، وقيلَ: يَطمَحْنَ إلى الرِّجالِ لا يَغضُضنْ مِن أبصارهِنَّ، ولا يُنكِّسْنَ رُؤوسَهنَّ، ومُرادُ التَّشبيهِ بأسْنمةِ البُختِ إنَّما هو لارتفاعِ الغَدائرِ أو الضَّفائرِ فوْقَ رُؤوسِهنَّ، وتَكسُّرِها بما يُضفِّرْنَه حتَّى تَميلَ إلى ناحيةٍ مِن نَواحي الرَّأسِ كما يَميلُ سَنامُ البعيرِ.

فمَن كُنَّ بهذه الصِّفاتِ لا يَدخُلْنَ الجنَّةَ ولا يَجدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَتُوجدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا، وهذا كِنايةٌ عن المسافةِ البعيدةِ الَّتي يُقدَّرُ سَيرُها بزَمنٍ طَويلٍ ويَمتَدُّ في رِيحِ الجنَّةِ، ومعناه: أنَّهنَّ لا يَدخلْنَها ولا يجدْنَ رِيحَها حينَما يَدخُلُها ويَجدُ رِيحَها العَفائفُ المُتورِّعاتُ، لا أنَّهنَّ لا يَدخُلْنَ أبدًا، ويُمكنُ أنْ يكونَ محمولًا على أنَّهنَّ إذا استَحْلَلْنَ هذه الأفعالَ وهذه الذُّنوبَ، فيكونَ كُفرًا استَحَقُّوا به الحِرْمانَ مِن الجَنَّةِ، أو المرادُ منه الزَّجرُ والتَّغليظُ.

وفي الحديثِ: علامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

وفيه: بيانُ بعضِ صفاتِ أهلِ النَّارِ
وفيه: التَّحذيرُ مِن الظُّلمِ والإعانةِ عليه.
وفيه: تَحذيرٌ للنِّساءِ مِن التَّبرُّجِ والسُّفورِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تهذيب التهذيباثنان من أمتي لم أرهما رجال بأيديهم سياط مثل أذناب البقر
فنون اللباسكاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت لا يجدن رائحة الجنة الحديث
جلباب المرأةسيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت
مسند أحمد تحقيق شاكرلا يبيع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب بعضكم على خطبة بعض
مسند الإمام أحمدلا يبيع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب بعضكم على خطبة بعض
مسند الإمام أحمدلا يبيع بعضكم على بيع بعض ولا يخطب على خطبة بعض
مسند الإمام أحمدإن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة رجل يجعل في أخمص قدميه نعلان
مسند الإمام أحمدأدنى أهل النار عذابا رجل يجعل له نعلان يغلي منهما دماغه
تخريج صحيح ابن حبانإن أدنى أهل النار عذابا الذي يجعل له نعلان من نار يغلي منهما
مسند الإمام أحمدأهون أهل النار عذابا أبو طالب في رجليه نعلان من نار يغلي منهما
مسند الإمام أحمدأهون أهل النار عذابا عليه نعلان يغلي منهما دماغه
شرح كتاب الشهابإن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تترك معصيته


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب