شرح حديث لبيك اللهم لبيك إنما الخير خير الآخرة
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
زارنا سلمانُ من المدائنِ إلى الشامِ ماشيًا وعليهِ كِسَاءٌ وَانْدَرْوَرْدُ قال يعني سراويلَ مُشَمَّرةٍ قال ابنُ شَوْذَبٍ رُؤِيَ سلمانُ وعليهِ كِسَاٌء مطمومُ الرأسِ ساقطُ الأذنينِ يعني أنه كان أَرْفَشَ فقيل له شَوَّهْتَ نفسَكَ قال إنَّ الخيرَ خيرُ الآخرةِ
الراوي : هجيمة بنت حيي أم الدرداء الصغرى | المحدث : الألباني
| المصدر : السلسلة الصحيحة
الصفحة أو الرقم: 7/601 | خلاصة حكم المحدث : إسناده حسن وأما قول ابن شوذب رؤي ...فهو معضل
كان سَلْمانُ الفارِسيُّ رَضيَ
اللهُ عنه ممَّن صَدَقوا ما عاهَدوا
اللهَ عليه، والتَزَم بما شرَعَه
اللهُ ورَسولُه، وعاش مُتواضِعًا زاهِدًا في دُنْياه.
وفي هذا الحَديثِ تَرْوي التَّابِعيَّةُ هُجَيْمةُ بِنتُ حُيَيٍّ أُمُّ الدَّرْداءِ الصُّغْرى: أنَّ سَلْمانَ الفارِسيَّ رَضيَ
اللهُ عنه صاحِبَ رَسولِ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ زارَهم قادِمًا منَ المَدائنِ، وهي مَدينةٌ تاريخيَّةٌ كانت عاصمةَ السَّاسانيِّينَ الفُرسِ، وهي الآنَ مَدينةٌ عِراقيَّةٌ تقَعُ على بِضْعةِ كيلومِتراتٍ جنوبَ شَرقِ بَغدادَ، وتضُمُّ البَلدةُ الحاليَّةُ قَبْرَ الصَّحابيِّ سَلْمانَ الفارسيِّ، وكذلك مَبْنى إيوانِ كِسْرى.
وقد جاء سَلْمانُ رَضيَ
اللهُ عنه منَ المَدائنِ إلى الشَّامِ ماشيًا، وهو يَلبَسُ على جَسَدِه كِساءً يَستُرُ جَسَدَه العُلويَّ، والمُرادُ بالشَّامِ هنا ما يَشمَلُ اليومَ الأُردُنَّ، وفِلَسْطينَ، وسُوريَّةَ، ولُبْنانَ، «
وَأَنْدَرْوَرْدٌ»؛
يَعني: سَراويلَ مُشمَّرةً، وهو نَوعٌ يُغطِّي الرُّكبةَ.
قال ابنُ شَوْذبٍ -أحدُ رُواةِ الحَديثِ-: «
رُؤيَ سَلْمانُ وعليه كِساءٌ مَطْمومُ الرَّأسِ»؛
أي: مَقْطوعُ الرَّأسِ، وقدْ جزَّه واسْتأصَلَه «
ساقطُ الأُذنَينِ؛ يعني: أنَّه كان أرْفَشَ» قيلَ: بمَعنى أنَّ الكِساءَ كان عَريضَ الأُذُنَينِ تَشْبيهًا له بأداةٍ تُسمَّى الرَّفْشَ يُجرَفُ بها الطَّعامُ، وقيلَ: إنَّ الكِساءَ كان طَويلًا وعَريضًا، «
فقيلَ له: شوَّهْتَ نفْسَكَ» حيث كانت ثيابُكَ غيرَ مُتناسِقةٍ، ولا تُناسِبُ حالَكَ، فأخْبَرَهم سَلْمانُ رَضيَ
اللهُ عنه أنَّ الخَيرَ الَّذي يَدومُ ويَستمِرُّ على وَجهِ الحَقيقةِ هو خَيرُ الآخِرةِ، وليس ما يَظُنُّه النَّاسُ من عَرَضِ الدُّنْيا، كما قال تعالى:
{ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ } [
العنكبوت: 64 ].
وفي الحَديثِ: التَّرغيبُ في التَّبسُّطِ والزُّهدِ في المَلبَسِ والمَركَبِ؛ لأنَّ هذا أرغَبُ عندَ
اللهِ عزَّ وجلَّ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم