حديث ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أن ستكتب عليكم بالصلاة في بيوتكم

أحاديث نبوية | تخريج مشكل الآثار | حديث زيد بن ثابت

«احتَجَر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حُجرةً في المسجِدِ، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يخرُجُ منَ اللَّيلِ يُصلِّي فيها فيُسمِعُ رِجالًا وراءَهُ، وهو يُصلِّي، فصلَّوْا معه بصلاتِهِ، فكانوا يأتونَهُ كُلَّ ليلةٍ، حتى إذا كان ليلةٌ منَ اللَّيالي لمْ يخرُجْ إليهم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فتَنحنَحوا، ورفَعوا أصواتَهم، وحصَبوا بابَهُ، فخرَج إليهم مُغضَبًا، فقال: ما زال بكم صَنيعُكم حتى ظنَنْتُ أنْ ستُكتَبُ، عليكم بالصَّلاةِ في بُيوتِكم، فإنَّ خيرَ صلاةِ المَرءِ في بيتِهِ، إلَّا هذه الصَّلاةَ المكتوبةَ.»

تخريج مشكل الآثار
زيد بن ثابت
شعيب الأرناؤوط
إسناده صحيح على شرطهما

تخريج مشكل الآثار - رقم الحديث أو الصفحة: 614 -

شرح حديث احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجرة في المسجد وكان رسول


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

احْتَجَرَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حُجَيْرَةً مُخَصَّفَةً -أوْ حَصِيرًا- فَخَرَجَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصَلِّي فِيهَا، فَتَتَبَّعَ إلَيْهِ رِجَالٌ وجَاؤُوا يُصَلُّونَ بصَلَاتِهِ، ثُمَّ جَاؤُوا لَيْلَةً فَحَضَرُوا، وأَبْطَأَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عنْهمْ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم، فَرَفَعُوا أصْوَاتَهُمْ وحَصَبُوا البَابَ، فَخَرَجَ إليهِم مُغْضَبًا، فَقالَ لهمْ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما زَالَ بكُمْ صَنِيعُكُمْ حتَّى ظَنَنْتُ أنَّه سَيُكْتَبُ علَيْكُم، فَعلَيْكُم بالصَّلَاةِ في بُيُوتِكُمْ؛ فإنَّ خَيْرَ صَلَاةِ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا الصَّلَاةَ المَكْتُوبَةَ.
الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 6113 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 6113 )، ومسلم ( 781 )



كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَحيمًا بأُمَّتِه، ومِن دَلائلِ رَحْمتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه كان في بعضِ الأوقاتِ يَترُكُ بعْضَ الأعمالِ غيرِ المفروضةِ خَشيةَ أنْ تُفرَضَ؛ وذلك لِما تَمتَّعَ به أصحابُه رَضيَ اللهُ عنهم مِن حُبِّ الاقتِداءِ به صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، والمُسارَعةِ لمُوافَقتِه.
وفي هذا الحديثِ يَحكي زيْدُ بنُ ثابتٍ رضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم احتْجَرَ حُجَيرةً -تصغيرُ حُجْرةٍ- مُخَصَّفَةً، يعني: مُتَّخِذةً مِن سَعَفِ النَّخيلِ، «أو حَصِيرًا» الشَّكُّ مِنَ الرَّاوي، والمعنى واحِدٌ: اقْتطَعَ مَكانًا مِنَ المسجدِ وصَنَعَ به مِثلَ الحُجْرةِ الصَّغيرةِ يَستُرُه؛ ليصَلِّيَ فيه ولا يمُرُّ عليه أحدٌ، وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَخرجُ إلى هذه الحُجرةِ يُصلِّي، وهذه الصَّلاةُ هي الَّتي عُرِفتْ فيما بَعْدُ بصَلاةِ التَّراويحِ، فتَتبَّعَ إليه رجُالٌ من أصحابِه، أي: طلبوا مَوضِعَه وذهبوا إليه، وجاؤوا يُصلُّون بِصَلاتِه، ثُمَّ جاؤوا لَيلةً وانتظَروا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فلمْ يَخرُجْ إليهم، فرَفَعوا أصواتَهم يُنادونَه وحَصبُوا البابَ، يعني: ألْقَوْا على بابِه الحصى الصَّغيرَ؛ تَنْبيهًا له لِيخرجَ إليهم، فخَرَجَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إليهم مُغضَبًا لِفعلِهم؛ لكونِهم اجتمعوا بغيِر أمْرِه ولم يَكتَفوا بالإشارةِ منه بأنَّه لم يخرُجْ إليهم، بل بالغوا وحَصَبوا بابَه، أو لكونه تأخَّر إشفاقًا عليهم؛ لئلَّا تُفرَضَ عليهم وهم يظُنُّون غيرَ ذلك.
وقال لهم: «ما زالَ بكمْ صَنيعُكم حتَّى ظنَنْتُ أنَّه سَيُكتَبُ عليكم»، يعني: أنَّني ما أزال أراكمْ مُصرِّين على الخروجِ والصَّلاةِ في ذلك الوقتِ حتَّى خَشيتُ أنْ يَكتُبَها اللهُ عليكم؛ وذلك أنَّ الأُمَّةَ مَأمورةٌ بالاقتِداءِ به عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ، ولَمَّا كان قِيامُ اللَّيلِ فرْضًا عليه دُونَ أُمَّتِه، خَشيَ إنْ خَرَج إليهمْ والتَزَموا معه قيامَ اللَّيلِ أنْ يُسوِّيَ اللهُ بيْنَه وبيْنَهم في حُكمِه؛ لأنَّ الأصلَ في الشَّرعِ المُساواةُ بيْنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبيْنَ أُمَّتِه في العِبادةِ.
ويَحتمِلُ أن يَكونَ خَشِيَ مِن مُواظبتِهم عليها أنْ يَضعُفوا عنها، فيَقَعَ مَن تَرَكَها في ترْكِ اتِّباعِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
ثمَّ أخْبَرَهم أنَّ أفضلَ صَلاةِ الرَّجلِ الَّتي تكونُ في بيْتِه؛ حيثُ يُطرَدُ الشَّيطانُ منه، ولا يكونُ خَرِبًا، ويَقتَدي أهلُه بِصَلاتِه، إلَّا الصَّلاةَ المفروضةَ؛ فإنَّها تكونُ في المسجِدِ.
وفي الحَديثِ: جوازُ الائتمامِ بمَن لم يَنْوِ أنْ يكونَ إمامًا في تلك الصَّلاةِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ التَّنفُّلِ في جَماعةٍ.
وفيه: بَيانُ شفَقةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أُمَّتِه.
وفيه: أفضليَّةُ صَلاةِ التطَوُّعِ في البيتِ عن المسجِدِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تخريج صحيح ابن حبانأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب وهو يحلف بأبيه
تخريج صحيح ابن حبانمن كان حالفا فلا يحلف إلا بالله وكانت قريش تحلف بآبائها فقال
تخريج مشكل الآثارإن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم قال عمر فوالله ما حلفت بها منذ
تخريج مشكل الآثارأن النبي عليه السلام أدرك عمر وهو في ركب فحلف بأبيه فقال إن
مسند الإمام أحمدأن النبي صلى الله عليه وسلم سمع عمر وهو يقول وأبي فقال رسول
تخريج مشكل الآثارلا تحلفوا بآبائكم من كان حالفا فليحلف بالله عز وجل قال وكانت قريش
تخريج مشكل الآثارسمع النبي صلى الله عليه وسلم عمر يقول وأبي وأبي فقال إن الله
مسند الإمام أحمدمن كان حالفا فلا يحلف إلا بالله وكانت قريش تحلف بآبائها قال فلا
فتاوى نور على الدرب لابن عثيمينمن كان حالفا فليحلف بالله وإلا فليصمت
تخريج مشكل الآثارأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركه وهو في ركب وهو يحلف
مسند الإمام أحمدمن كان حالفا فلا يحلف إلا بالله عز وجل وكانت قريش تحلف بآبائها
فتاوى نور على الدرب لابن عثيمينلا تحلفوا بآبائكم ومن كان حالفا فليحلف بالله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Saturday, November 23, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب