حديث قلت أكذبوا أم كذبوا قالت عائشة كذبوا قلت فقد استيقنوا أن قومهم

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عروة بن الزبير

«عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قالَتْ له وهو يَسْأَلُهَا عن قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {حتَّى إذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ} قالَ: قُلتُ: أكُذِبُوا أمْ كُذِّبُوا؟ قالَتْ عَائِشَةُ: كُذِّبُوا قُلتُ: فَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ فَما هو بالظَّنِّ؟ قالَتْ: أجَلْ لَعَمْرِي لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بذلكَ فَقُلتُ لَهَا: وظَنُّوا أنَّهُمْ قدْ كُذِبُوا، قالَتْ: معاذَ اللَّهِ لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذلكَ برَبِّهَا قُلتُ: فَما هذِه الآيَةُ؟ قالَتْ: هُمْ أتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا برَبِّهِمْ، وصَدَّقُوهُمْ فَطَالَ عليهمُ البَلَاءُ، واسْتَأْخَرَ عنْهمُ النَّصْرُ حتَّى إذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِن قَوْمِهِمْ، وظَنَّتِ الرُّسُلُ أنَّ أتْبَاعَهُمْ قدْ كَذَّبُوهُمْ، جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ عِنْدَ ذلكَ.»

صحيح البخاري
عروة بن الزبير
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 4695 -

شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت له وهو يسألها عن قول الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أَرَأَيْتِ قَوْلَهُ: ( حتَّى إذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أنَّهُمْ قدْ كُذِّبُوا ) أَوْ كُذِبُوا؟ قالَتْ: بَلْ كَذَّبَهُمْ قَوْمُهُمْ، فَقُلتُ: واللَّهِ لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا أنَّ قَوْمَهُمْ كَذَّبُوهُمْ، وما هو بالظَّنِّ، فَقالَتْ: يا عُرَيَّةُ، لَقَدِ اسْتَيْقَنُوا بذلكَ، قُلتُ: فَلَعَلَّهَا ( أَوْ كُذِبُوا )، قالَتْ: مَعاذَ اللَّهِ، لَمْ تَكُنِ الرُّسُلُ تَظُنُّ ذلكَ برَبِّهَا، وأَمَّا هذِه الآيَةُ، قالَتْ: هُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ الَّذِينَ آمَنُوا برَبِّهِمْ وصَدَّقُوهُمْ، وطَالَ عليهمُ البَلَاءُ، واسْتَأْخَرَ عنْهمُ النَّصْرُ، حتَّى إذَا اسْتَيْأَسَتْ مِمَّنْ كَذَّبَهُمْ مِن قَوْمِهِمْ، وظَنُّوا أنَّ أَتْبَاعَهُمْ كَذَّبُوهُمْ؛ جَاءَهُمْ نَصْرُ اللَّهِ.

الراوي : عروة بن الزبير | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3389 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



لقدْ نالتْ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها حَظًّا وَفيرًا مِن العِلمِ والفِقهِ في الدِّينِ، فكان الصَّحابةُ بعْدَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وكذا مَن عاصَرَها مِن التَّابعينَ يَسأَلونها عمَّا جَهِلوه أو أشْكَلَ عليهم فَهْمُه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ عُرْوةُ بنُ الزُّبَيرِ أنَّه سَأَلَ خالَتَه أمَّ المؤمِنينَ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها زَوجَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَن قولِ اللهِ تعالَى: { حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا } [ يوسف: 110 ] بالتَّشديدِ «كُذِّبُوا»، أو بالتَّخفيفِ { كُذِبُوا }؟ فقالتْ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها: ليس الظَّنُّ كما فَهِمْتَ! بلْ كذَّبَهم -بالتَّشديدِ- قومُهم، فهو بِمعنى اليَقينِ، وهو سائغٌ، كما في قولِه تعالَى: { وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ } [ التوبة: 118 ].
فقال عُرْوةُ: «واللهِ لقَدِ اسْتَيقَنُوا أنَّ قَومَهم كذَّبُوهم، وما هو بِالظَّنِّ»، فقالتْ عائشةُ رادَّةً عليه: يا عُرَيَّةُ -تَصغيرُ عُرْوةَ- لقدِ استَيقَنوا بذلك.
فقال عُرْوَةُ: فلعلَّها «أو كُذِبوا»؟ فقالتْ: مَعاذَ اللهِ! لم تكُنِ الرُّسلُ تَظُنُّ ذلك، أي: لم تكُنْ تظُنُّ إخلافَ الوَعدِ برَبِّها، وأمَّا هذه الآيةُ فَالمرادُ مِنَ الظَّانِّينَ فيها أَتباعُ الرُّسلِ الَّذين آمَنوا وصدَّقُوا الرُّسلَ، وطالَ عليهمُ البلاءُ واستَأخَرَ عنهمُ النَّصرُ، حتَّى إذا استْيأسَت الرُّسلُ مِمَّنْ كَذَّبهم مِن قَومِهم، وظَنُّوا أنَّ أتْباعَهم كذَّبوهم؛ جاءَهم نَصْرُ اللهِ.
وظاهِرُ هذا أنَّ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها أنكرَتْ قِراءةَ التَّخفيفِ؛ بِناءً على أنَّ الضَّميرَ في قولِه: { وَظَنُّوا } لِلرُّسلِ، ولعلَّها لم تَبلُغْها هذه القِراءةُ؛ فقدْ ثبَتَتْ مُتواتِرةً، وقدْ قرَأَ بها عاصمٌ وحمْزةُ والكِسائيُّ، ووُجِّهَتْ قِراءةُ التَّخفيفِ هذِه بأنَّ الضَّميرَ في { وَظَنُّوا } عائدٌ على المرسَلِ إليهم؛ لِتقدُّمِهم في قولِه تعالَى: { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } [ يوسف: 109 ]، ولأنَّ الرُّسلَ تَستدْعِي مُرسَلًا إليه، أي: وظَنَّ المرسَلُ إليهم أنَّ الرُّسلَ قدْ كَذَبوهم بالدَّعوةِ والوَعيدِ.
وقيل: الضَّميرُ الواردُ في قولِه تعالَى: { وَظَنُّوا } للمُرسَلِ إليهم، والضَّميرُ الواردُ في قولِه تعالَى: { كُذِبُوا } لِلرُّسلِ، أي: وظَنَّ المرسَلُ إليهم أنَّ الرُّسلَ قدْ كُذِبوا وأُخلِفُوا فيما وُعِدَ لهم مِنَ النَّصرِ وخُلِطَ الأمْرُ عليهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول الكعبة ثلاث مئة وستون نصبا
صحيح البخاريدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول الكعبة ثلاث مئة وستون نصبا
صحيح البخاريدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وحول البيت ستون وثلاث
صحيح البخاريدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وحول البيت ستون وثلاث مئة نصب
صحيح ابن حباندخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد وحوله ثلاثمئة وستون صنما فجعل يطعنها
صحيح ابن حبانأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة وجد بها ثلاثمئة
صحيح النسائيإن الله عز وجل تجاوز لأمتي ما وسوست به وحدثت به أنفسها
صحيح مسلمإن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم يتكلموا أو يعملوا
صحيح البخاريإن الله تجاوز لي عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل
صحيح البخاريإن الله تجاوز لأمتي عما وسوست أو حدثت به أنفسها ما لم تعمل
صحيح ابن حبانإن الله تجاوز لأمتي عن كل شيء حدثت به أنفسها ما لم تتكلم
صحيح ابن حبانإن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تنطق أو تعمل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب