حديث لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما مقسطا وإماما عدلا فيكسر

أحاديث نبوية | صحيح ابن ماجه | حديث أبو هريرة

«لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى ينزِلَ عيسَى ابنُ مريمَ حَكَمًا مُقسِطًا وإمامًا عَدلًا فيَكْسرُ الصَّليبَ ويقتُلُ الخنزيرَ ويضَعُ الجِزيةَ ويَفيضُ المالُ حتَّى لا يقبلَهُ أحدٌ»

صحيح ابن ماجه
أبو هريرة
الألباني
صحيح

صحيح ابن ماجه - رقم الحديث أو الصفحة: 3312 -

شرح حديث لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى ابن مريم حكما مقسطا وإماما عدلا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَدْلًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ المَالُ حتَّى لا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ، حتَّى تَكُونَ السَّجْدَةُ الوَاحِدَةُ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا.
ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: وَاقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [ النساء: 159 ].
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3448 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 3448 )، ومسلم ( 155 )



لقدْ دلَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه على كلِّ خَيرٍ، وحَذَّرَهم مِن كلِّ شرٍّ، ومِن ذلك إخبارُه بعَلاماتِ السَّاعةِ التي تكونُ في آخِرِ الزَّمانِ؛ لأنَّ الإيمانَ بتَحقُّقَ صِدقِها مِن الإيمانِ بالغَيبِ، ومِن تَصديقِ اللهِ تعالَى ورَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولِيَقْوَى إيمانُ مَن يُشاهِدُها ويَثبُتَ، ويُحسِنَ التَّعامُلَ معها.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَلامةٍ مِن هذه العَلاماتِ الكُبرى الَّتي تدُلُّ على قُرْبِ قِيامِ السَّاعةِ؛ وهي: نُزولُ عِيسى ابنِ مريمَ عليه السَّلامُ آخِرَ الزَّمانِ في هذه الأُمَّةِ، فيُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ باللهِ الَّذي رُوحُه بيَدِه يُصَرِّفُها كيف يَشاءُ -وكان صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَثيرًا ما يُقسِمُ بهذا القسَمِ- على أنَّه قدِ اقترَبَ نُزولُ عِيسى عليه السَّلامُ، ونُزولُه عليه السَّلامُ سَيَكونُ عندَ المنارةِ البيضاءِ شَرْقَي دِمَشقَ، واضعًا كَفَّيه على أجنحةِ مَلَكَينِ، كما في رِوايةِ مُسلمٍ في صَحيحِه.
فيَحكُمُ عليه السَّلامُ بيْن النَّاسِ بالعدْلِ، وسيَحكُمُ بأحكامِ الشَّريعةِ المحمَّديَّةِ لا نَبيًّا برِسالةٍ مُستقِلَّةٍ وشَريعةٍ ناسخةٍ، وأخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عِيسى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَيكسِرُ الصَّليبَ الَّذي تُعظِّمُه النَّصارى، ويَزعُمون أنَّ نَبيَّ اللهِ عِيسى عليه السَّلامُ قد صُلِبَ عليه، وقد كذَّبَ اللهُ عزَّ وجلَّ اليهودَ في ادِّعائِهِم هذا، فقال تعالَى: { وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } [ النساء: 157، 158 ]، وكَسْرُه عليه السَّلامُ الصَّليبَ إشارةٌ إلى بُطلانِ دِينِ النَّصارى.
وأخبَرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ عِيسى عليه السَّلامُ يَقتُلُ الخِنزيرَ، أي: يَأمُرُ بإعدامِه؛ مُبالَغةً في تَحريمِ أكْلِه، ويَضَعُ الجِزيةَ، يعني: يَحمِلُ النَّاسَ كلَّهم على الدُّخولِ في الإسلامِ، فلا يَبْقَى أحدٌ يَدفَعُ الجِزيةَ، أو أنَّه لا يَأخُذُ جِزيةً؛ لِوفرةِ المال وانعدامِ الفُقراءِ.
وسيَفيضُ المالُ فلا يَقبَلُه أحدٌ؛ وذلك لكَثرتِه واستغناءِ كلِّ أحدٍ بما في يَدَيه بسَببِ نُزولِ البَرَكاتِ وتَوالي الخَيراتِ؛ بسَببِ العدْلِ وعدَمِ الظُّلمِ، وتُخرِجُ الأرضُ كُنوزَها، وتَقِلُّ الرَّغَباتُ في اقتناءِ المالِ؛ لعِلمِهم بقُرْبِ السَّاعةِ، «حتَّى تكون السَّجدةُ خَيرًا مِنَ الدُّنيا وما فيها»؛ لأنَّهم حينئذٍ لا يَتقرَّبون إلى اللهِ إلَّا بالعِباداتِ لا بِالتَّصدُّقِ بالمالِ.

ثُمَّ قال أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: اقْرَؤوا إنْ شِئتُم: { وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا } [ النساء: 159 ]، فاستدلَّ بالآيةِ على نُزولِ عِيسى عليه السَّلامُ في آخِرِ الزَّمانِ مِصداقًا لِلحديثِ، والمعنى: لا يَبقى أحدٌ مِن أهْلِ الكِتابِ بعْدَ نُزولِ عِيسى عليه السَّلامُ في آخِرِ الزَّمانِ، عندَ اقترابِ السَّاعةِ، وظُهورِ عَلاماتِها الكِبارِ؛ إلَّا آمَن به قبْلَ مَوتِه عليه السَّلامُ، فتكونُ الملَّةُ واحدةً، وهي مِلَّةُ الإسلامِ.
وفي الحديثِ: بِشارةٌ ببَقاءِ الإسلامِ، وسِيادتِه في الأرضِ.
وفيه: أنَّ الدِّينَ عندَ اللهِ الإسلامُ، وهو دِينُ الأنبياءِ جَميعًا.
وفيه: تَغييرُ المنكَرِ باليدِ للمُستطيعِ، دُونَ أنْ يَجُرَّ ذلك مَفسدةً أعظَمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعوالذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا وإماما
صحيح مسلملتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا في
صحيح ابن حبانلتتبعن سنن الذين قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب
صحيح ابن ماجهلتتبعن سنة من كان قبلكم باعا بباع وذراعا بذراع وشبرا بشبر
صحيح الجامعلتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أوذراعا بذراع حتى
صحيح الجامعلتركبن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو
صحيح البخاريلا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي بأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع
صحيح البخاريلتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر
عارضة الأحوذيأبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
عارضة الأحوذيأبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
صحيح البخاريإن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
صحيح مسلمإن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب