حديث إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أسيد بن حضير

«أنَّ رَجُلًا مِنَ الأنْصَارِ خَلَا برَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي كما اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ فَقالَ: إنَّكُمْ سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً فَاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوْنِي علَى الحَوْضِ.»

صحيح مسلم
أسيد بن حضير
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 1845 -

شرح حديث أن رجلا من الأنصار خلا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَجُلًا مِنَ الأنْصَارِ قالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ألَا تَسْتَعْمِلُنِي كما اسْتَعْمَلْتَ فُلَانًا؟ قالَ: سَتَلْقَوْنَ بَعْدِي أُثْرَةً، فَاصْبِرُوا حتَّى تَلْقَوْنِي علَى الحَوْضِ.
الراوي : أسيد بن حضير | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3792 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



نَهانا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ التَّنافُسِ في الدُّنْيا، وأرشَدَنا إلى أنَّ الآخِرةَ هي مَحلُّ التَّنافُسِ والتَّسابُقِ؛ فهي دارُ القَرارِ والحَقيقةِ، وما الدُّنْيا إلَّا مَتاعُ الغُرورِ، فالواجِبُ على المُسلمِ أنْ يَصبِرَ على ما حُرِمَ منه في الدُّنْيا؛ رَجاءَ ثَوابِ الآخِرةِ والنَّعيمِ المُقيمِ فيها.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي أُسَيدُ بنُ حُضَيرٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه جاء رَجلٌ مِن الأنْصارِ -وهم أهلُ المَدينةِ- إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وطلَبَ منه أنْ يَستَعمِلَه في وَظيفةٍ، أو وِلايةٍ، كما استَعمَلَ غَيرَه، فقال له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «سَتَلقَوْنَ بَعْدي أثرَةً، فاصْبِروا حتَّى تَلقَوْني على الحَوضِ»، أي: ستَجِدونَ بَعْدي مَن يُفضِّلُ عليكمْ غَيرَكم في الأمْوالِ وغَيرِها، فيُعْطيهم ما لا يُعْطيكم، ويَستَعمِلُهم في الوَظائفِ والوِلاياتِ ما لا يَستَعمِلُكم؛ فاصْبِروا على ما تَلقَوْنَه في الدُّنْيا حتَّى تَلقَوْني على الحَوضِ يومَ القيامةِ سالِمينَ مِن التَّنافُسِ والتَّباغُضِ على حُطامِ الدُّنْيا، فعندَها تُوَفَّوْنَ أُجورَكم مِن اللهِ تعالَى، وحَوضُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مَجمَعُ ماءٍ عَظيمٌ يَرِدُه المُؤمِنونَ في عَرَصاتِ القيامةِ.
وهذا منِ استِعْمالِ الحِكْمةِ في الأُمورِ الَّتي قد تَقْتَضي الإثارةَ؛ فإنَّه لا شكَّ أنَّ اسْتِئثارَ الوُلاةِ بالمالِ دونَ الرَّعيَّةِ يُوجِبُ أنْ تَثورَ الرَّعيَّةُ، وتُطالِبَ بحقِّها، خاصَّةً لمَن كان همْ سَببًا في هذا المالِ وتلك المَناصِبِ، ولكنَّ الرَّسولَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَر بالصَّبرِ على هذا، وأنْ نَقومَ بما يجِبُ علينا، ونَسْألَ اللهَ الَّذي لنا.
وإنَّما وَجهُ المُناسَبةِ بيْن الجَوابِ والسُّؤالِ أنَّ مِن شَأنِ العامِلِ الاسْتِئْثارَ، إلَّا مَن عصَم اللهُ، فأشفَقَ عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن أنْ يقَعَ فيما يقَعُ فيه بعضُ مَن يَأْتي بعْدَه مِن المُلوكِ، فيَسْتأثِرَ على ذَوي الحُقوقِ، وقيلَ: إنَّما السِّرُّ في جَوابِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن طلَبِ الوِلايةِ بقَولِه: «ستَرَوْنَ بَعدي أثَرةً»، إرادةُ نَفيِ ظَنِّه أنَّه آثَرَ الَّذي وَلَّاه عليه، فبيَّنَ له أنَّ ذلك لا يقَعُ في زَمانِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنَّه لم يَخُصَّه بذلك لذاتِه؛ بلْ لعُمومِ مَصلَحةِ المُسلِمينَ، وأنَّ الاسْتِئْثارَ للحَظِّ الدُّنيَويِّ إنَّما يقَعُ بعْدَه، وأمَرَهم عندَ وُقوعِ ذلك بالصَّبرِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ الأمرِ بالصَّبرِ عندَ ظُلمِ الوُلاةِ، واسْتِئْثارِهم.
وفيه: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: بَيانُ مَنقَبةِ الأنْصارِ، حيث أمَرَهمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالصَّبرِ، ووعَدَهم أنْ يَرِدوا عليه الحَوضَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريأن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله استعملت
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة
صحيح ابن حبانقال أبو موسى لعبد الله بن مسعود لو أن جنبا لم يجد الماء
صحيح النسائيكنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى فقال أبو موسى أو
صحيح أبي داودكنت جالسا بين عبد الله وأبي موسى فقال أبو موسى يا أبا عبد
صحيح البخاريقال أبو موسى لعبد الله بن مسعود إذا لم يجد الماء لا يصلي
صحيح البخاريكنت عند عبد الله وأبي موسى فقال له أبو موسى أرأيت يا أبا
صحيح البخاريكنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى الأشعري فقال له أبو موسى لو
صحيح مسلمأن رجلا أتى عمر فقال إني أجنبت فلم أجد ماء فقال لا تصل
صحيح مسلمكنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى فقال أبو موسى يا أبا عبد
صحيح ابن حبانكنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى فقال أبو موسى يا أبا عبد
صحيح النسائيعن عائشة قالت أول ما فرضت الصلاة ركعتين فأقرت صلاة


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب