حديث لا يكون اللعانون شفعاء و لا شهداء يوم القيامة

أحاديث نبوية | صحيح الجامع | حديث أبو الدرداء

«لا يَكونُ اللعَّانُونَ شُفعاءَ ، و لا شُهداءَ يومَ القيامةِ»

صحيح الجامع
أبو الدرداء
الألباني
صحيح

صحيح الجامع - رقم الحديث أو الصفحة: 7773 -

شرح حديث لا يكون اللعانون شفعاء و لا شهداء يوم القيامة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ عَبْدَ المَلِكِ بنَ مَرْوَانَ بَعَثَ إلى أُمِّ الدَّرْدَاءِ بأَنْجَادٍ مِن عِندِهِ، فَلَمَّا أَنْ كانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَامَ عبدُ المَلِكِ مِنَ اللَّيْلِ، فَدَعَا خَادِمَهُ، فَكَأنَّهُ أَبْطَأَ عليه، فَلَعَنَهُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَتْ له أُمُّ الدَّرْدَاءِ: سَمِعْتُكَ اللَّيْلَةَ لَعَنْتَ خَادِمَكَ حِينَ دَعَوْتَهُ، فَقالَتْ: سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يقولُ: قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لا يَكونُ اللَّعَّانُونَ شُفَعَاءَ وَلَا شُهَدَاءَ يَومَ القِيَامَةِ.
الراوي : أبو الدرداء | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2598 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



الدُّعاءُ على النَّاسِ بالشَّرِّ أو باللَّعنِ ليْس مِن صِفاتِ المسْلمِ؛ لأنَّ الإسلامَ يَحُضُّ على التَّراحُمِ والمودَّةِ وحُسنِ التَّعامُلِ بيْنَ النَّاسِ، والدُّعاءُ باللَّعنِ يَتعارَضُ مع هذه المعاني، ويُنافي أخلاقَ المؤمِنينَ الَّذين وَصَفهم اللهُ تَعالَى بالرَّحمةِ بيْنهم، والتَّعاوُنِ على البِرِّ والتَّقوى.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي التَّابعيُّ زَيدُ بنُ أسلَمَ أنَّ الخليفةَ الأُمويَّ عبْدَ الملكِ بنَ مَرْوانَ أرسَلَ إلى التَّابعيَّةِ أُمِّ الدَّرداءِ الصُّغرى زَوجةِ الصَّحابيِّ أبي الدَّرداءِ رَضيَ اللهُ عنه -وكان يُؤخَذُ عنها العلمُ والفِقهُ- «بأَنجادٍ»، وهوَ ما يُزيَّنُ بهِ البَيتُ مِن الأَمتعَةِ، مثلَ الفُرُشِ والنَّمارقِ والسُّتُورِ والمِخدَّةِ والوِسادةِ، ونَحوِ ذلك، وكان ذلك هَديَّةً لها، وكان عبدُ الملِكِ بنُ مَرْوانَ يُرسِلُ إلى أُمِّ الدَّرداءِ لِتَحضُرَ عِنده، فتَبِيتُ عندَ نِسائهِ، ويَسأَلُها عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما وَرَد في مُسنَدِ أحمَدَ، والمعنى: أنَّه أرسَلَ إليها الهديَّةَ ودَعاها أنْ تَبِيتَ عِنده مع نِسائهِ، وكانت قدْ بَلَغَت مِن الكِبَرِ عِتيًّا، وفي لَيلةٍ منَ اللَّيالي استَيقظَ عبدُ الملكِ ليلًا، فَنادى على خادِمَه، فكأَنَّه أَبطأَ عليهِ في المَجيءِ، فغَضِبَ منه فلَعَنَه، واللَّعنُ هو الدُّعاءُ بالإبعادِ والطَّردِ مِن رَحمةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، فلَمَّا أَصبحَ عبدُ الملِكِ، أخبَرَتْه أُمُّ الدَّرداءِ أنَّها قدْ سَمِعَتْه يَدْعو باللَّعنِ على خادمِه حِينما تَأخَّر عليه، وكأنَّها تُعاتِبُه على قَولِه ذلك، ثمَّ ذَكَرت له حَديثًا سَمِعَتْه مِن أبي الدَّرداءِ، عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «لا يَكونُ اللَّعانونَ» وهُم الَّذين يَلعَنون غيْرَهم «شُفعاءَ» للنَّاسِ يوْمَ القيامةِ حينَ يَشفَعُ الصَّالحونَ لإِخوانِهمُ المؤمِنينَ مِن أهلِ المَعاصي والذُّنوبِ، «وَلا شُهداءَ»، أي: لا تُؤخَذُ مِنهمُ الشَّهادةُ عَلى الأُممِ بتَبليغِ رُسلِهم يَومَ القيامَةِ، وقيل: لا يَكونون شُهداءَ في الدُّنيا، فلا تُقبَلُ شَهادتُهم لفِسقِهم، ويَحتمِلُ أنَّهم لا يُرزَقون الشَّهادةَ، وهي القتلُ في سَبيلِ اللهِ تَعالَى.
ولعلَّ السَّببَ في مَنعِ اللَّاعنِ مِن الشَّفاعةِ أنَّ اللَّعنَ مِن أبلَغِ الإساءةِ، والشَّفاعةُ إحسانٌ، فالمُسيءُ في هذه الدَّارِ باللَّعنِ سَلَبَه اللهُ الإحسانَ في الآخرةِ بالشَّفاعةِ، فإنَّ الإنسانَ إنَّما يَحصُدُ ما يَزرَعُ، والإساءةُ مانعةٌ مِن الشَّفاعةِ الَّتي هي إحسانٌ.
وأمَّا مَنْعُه مِن الشَّهادةِ فإنَّ اللَّعنَ عَداوةٌ، وهي مُنافيةٌ للشَّهادةِ، ولهذا كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَيِّدَ الشُّفعاءِ وشَفيعَ الخلائقِ؛ لكَمالِ إحسانِه ورَأفتِه ورَحمتِه بهم.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن اللَّعنِ.
وفيهِ: حطُّ شَأنِ اللَّعَّانِ عنْ دَرجةِ أَهلِ الصَّلاحِ والتَّقوى وَلو كانَ مُتَّصفًا بِهما.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح أبي داودلا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء
صحيح ابن حبانوربما باتت عنده قال فدعا عبد الملك خادما فأبطأ عليه فقال اللهم العنه
صحيح الأدب المفردإن اللعانين لا يكونون يوم القيامة شهداء و لا شفعاء
صحيح مسلمإن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة
صحيح الأدب المفردإني لم أبعث لعانا و لكن بعثت رحمة
صحيح الجامعإني لم أبعث لعانا
صحيح الجامعإني لم أبعث لعانا و إنما بعثت رحمة
صحيح الجامعأو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا
صحيح مسلممر بالشام على أناس وقد أقيموا في الشمس وصب على رؤوسهم الزيت فقال
صحيح ابن حبانأن هشام بن حكيم بن حزام وجد عياض بن غنم وهو على حمص
صحيح ابن حبانأن حكيم بن حزام مر بعمير بن سعد وهو يعذب الناس في الجزية
صحيح مسلمإن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب