شرح حديث أن ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن تربة الجنة
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
قالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ لاِبْنِ صَائِدٍ: ما تُرْبَةُ الجَنَّةِ؟ قالَ: دَرْمَكَةٌ بَيْضَاءُ، مِسْكٌ يا أَبَا القَاسِمِ، قالَ: صَدَقْتَ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2928 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]
كان في المدينةِ غُلامٌ يُقالُ له: ابنُ صيَّادٍ، واسمُه: صافي، وقيل: عبدُ
اللهِ، مِن يَهودِ المدينةِ، وقيل: مِن الأنصارِ، وقدْ شاع بيْنَ النَّاسِ أنَّه هو الدَّجَّالُ -الَّذي يَخرُجُ في آخِرِ الزَّمانِ، وهو مِن عَلاماتِ السَّاعةِ الكُبرى- لِما به مِن صِفاتٍ تُشابِهُ الَّتي في الدَّجَّالِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رَضيَ
اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ سَألَ ابنَ صيَّادٍ اختبارًا لَه، ولِيعرِفَ مُنتَهى أَمرِه أَهوَ الدَّجَّالُ أمْ هوَ مِن الكهَنَةِ أَعوانِ الشَّياطينِ، وكان ممَّا سَألَه النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ ما جاء في هذا الحديثِ: «
ما تُربةُ الجنَّةِ؟» فقال ابنُ صيَّادٍ: «
دَرْمكةٌ بَيضاءُ»، وهوَ الدَّقيقُ الخالصُ البَياضِ، «
مِسكٌ»،
يَعني أَنَّها في البَياضِ دَرْمكةٌ وفي الطِّيبِ مِسكٌ، وأبو القاسمِ هي كُنيةُ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ، فصَدَّقه النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ على ما قال، ولعلَّ ابنَ صيَّادٍ عَرَف ذلك مِن التَّوراةِ.
وقِصَّةُ ابنِ صَيَّادٍ مُشكِلةٌ وأمْرُه مُشتبِهٌ، والأقربُ أنَّه دجَّالٌ مِن الدَّجاجلةِ الكذَّابينَ، ولكنَّه غيرُ المسيحِ الدَّجَّالِ، وقدْ وافقَتْ صِفةُ ابنِ صَيادٍ بعضَ ما في الدَّجَّالِ، وكان فيه قِرائنُ مُحتمَلَةٌ، ولعلَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ كان مُتوقِّفًا في أمْرِه حتَّى جاءَه الأمرُ مِن
اللهِ تَعالَى أنَّه غيرُ الدَّجَّالِ الأكبرِ، كما في قِصَّة الجسَّاسةِ الَّتي رَواها مُسلمٌ عن تَميمٍ الدَّاريِّ رَضيَ
اللهُ عنه،
وفيها أنَّهم رأَوا الدَّجَّال مُقيَّدًا وسَألهم عن نبيِّ الأُميِّين: هل بُعِث؟ وأنَّه قال: إنْ يُطيعوه فهو خيرٌ لهم، وغيرُ ذلك،
وفيه: أنَّه قال: إنِّي مُخبِرُكُم عنِّي؛ أنا المسيحُ، وإنِّي أُوشِكَ أنْ يُؤذَنَ لي في الخُروجِ فأخْرُجَ...
الحديثَ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم