حديث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب فقام فأثنى على الله بما هو

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عبدالله بن عمرو

«أَنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيةَ وهُوَ عِنْدَهُ فِي وَفْدٍ مِن قُرَيْشٍ: أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يُحَدِّثُ: أنَّهُ سَيَكونُ مَلِكٌ مِن قَحْطَانَ، فَغَضِبَ، فَقَامَ فأثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه بَلَغَنِي أنَّ رِجَالًا مِنكُم يُحَدِّثُونَ أحَادِيثَ ليسَتْ في كِتَابِ اللَّهِ، ولَا تُوثَرُ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ والأمَانِيَّ الَّتي تُضِلُّ أهْلَهَا؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ هذا الأمْرَ في قُرَيْشٍ، لا يُعَادِيهِمْ أحَدٌ إلَّا كَبَّهُ اللَّهُ في النَّارِ علَى وجْهِهِ، ما أقَامُوا الدِّينَ.»

صحيح البخاري
عبدالله بن عمرو
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 7139 -

شرح حديث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّهُ بَلَغَ مُعَاوِيَةَ وهو عِنْدَهُ في وفْدٍ مِن قُرَيْشٍ: أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عَمْرِو بنِ العَاصِ يُحَدِّثُ أنَّه سَيَكونُ مَلِكٌ مِن قَحْطَانَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ، فَقَامَ فأثْنَى علَى اللَّهِ بما هو أهْلُهُ، ثُمَّ قالَ: أمَّا بَعْدُ، فإنَّه بَلَغَنِي أنَّ رِجَالًا مِنكُم يَتَحَدَّثُونَ أحَادِيثَ ليسَتْ في كِتَابِ اللَّهِ، ولَا تُؤْثَرُ عن رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَأُولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ والأمَانِيَّ الَّتي تُضِلُّ أهْلَهَا؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّ هذا الأمْرَ في قُرَيْشٍ، لا يُعَادِيهِمْ أحَدٌ إلَّا كَبَّهُ اللَّهُ علَى وجْهِهِ، ما أقَامُوا الدِّينَ.
الراوي : معاوية بن أبي سفيان | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 3500 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



الخِلافةُ والإمامةُ العامَّةُ لكلِّ المُسلِمينَ يَنبَغي أنْ يَتصدَّرَ لها مَن يَقدِرُ عليها، ومَن يتَّصِفُ بصِفاتِ القيادةِ، والقوَّةِ، والذَّكاءِ، وحُسنِ التَّصرُّفِ، معَ التَّمتُّعِ بالعِزَّةِ والمَكانةِ العاليةِ له ولقَومِه، ومِن شُروطِ الخِلافةِ أنْ يَكونَ الخَليفةُ مِن قُرَيشٍ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ مُحمَّدُ بنُ جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ أنَّه لَمَّا بلَغَ الخَليفةَ مُعاويةَ بنَ أبي سُفْيانَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرِو بنِ العاصِ رَضيَ اللهُ عنهما يُحدِّثُ أنَّه سيَكونُ مَلِكٌ مِن قَحْطانَ، تَدينُ له العرَبُ، ويَخضَعُ له المُسلِمونَ، كما في الصَّحيحَينِ عن أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «لا تَقومُ السَّاعةُ حتَّى يَخرُجَ رَجلٌ مِن قَحْطانَ، يَسوقُ النَّاسَ بعَصاهُ»، وقَحْطانُ قَبيلةٌ مِن قَبائلِ العرَبِ، فأنكَرَ مُعاويةُ رَضيَ اللهُ عنه ذلك الخبَرَ، وغضِبَ؛ وذلك لأنَّ ظاهِرَه يُعارِضُ حَديثًا آخَرَ يَحفَظُه عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقام فخطَبَ مُعاويةُ رَضيَ اللهُ عنه في النَّاسِ، فأثْنى على اللهِ بما هو أَهلُه؛ أي: بما يَستَحِقُّه عزَّ وجلَّ منَ المَحامِدِ، وبما تَعلَّمه مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تلك المَواطِنِ، ثُمَّ قال: بلَغَني أنَّ رِجالًا منكم يَتحدَّثونَ أحاديثَ ليستْ في كِتابِ اللهِ تعالَى، ولا تُؤْثَرُ، ولا تُنقَلُ، ولا تُرْوى عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، «فأولئك جُهَّالُكم، فإيَّاكم والأمانيَّ الَّتي تُضِلُّ أهلَها»، والأُمنيَّةُ هي ما يُؤَمِّلُه الإنْسانُ، ويَرغَبُ أنْ يَحصُلَ له في مُستَقبَلِ الأيَّامِ، وهذا تَحْذيرٌ منه أنْ يَستَمِعوا إلى مثلِ تلك الأخْبارِ، «فإنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: إنَّ هذا الأمرَ» منَ الخِلافةِ والإمارةِ يكونُ «في قُرَيشٍ» يَستَحِقُّونَها دونَ غَيرِهم، «لا يُعاديهم أحدٌ إلَّا كبَّه اللهُ على وَجْهِه»، أي: لا يُنازِعُهم أحدٌ في أمرِ الخِلافةِ إلَّا أذَلَّه اللهُ وخذَلَه، وأَلْقاه مَنكوسًا في جَهنَّمَ، وذلك مَشْروطٌ بأنَّهم «ما أقاموا الدِّينَ»، أي: تَجِبُ طَاعتُهم، وعَدمُ مُنازَعتِهم ما داموا يُقيمونَ شَرْعَ اللهِ عزَّ وجلَّ، ويَلتَزِمونَ حُدودَه.
وأمَّا مَن كفَر، أو غيَّرَ الشَّرعَ وبدَّلَه؛ فقدْ خرَج عن حُكمِ الوِلايةِ، وسقَطَتْ طاعَتُه، ووجَبَ على النَّاسِ القيامُ عليه وخَلْعُه، ونَصبُ إمامٍ عَدْلٍ، أو والٍ مَكانَه إنْ قدَرُوا على ذلك بغَيرِ مَفسَدةٍ أعظَمَ مِن وُجودِه.
وإنَّما أنكَرَ ذلك مُعاويةُ رَضيَ اللهُ عنه؛ لئلَّا يظُنَّ أحدٌ أنَّ الخِلافةَ تَجوزُ في غَيرِ قُرَيشٍ، ولا يَلزَمُ مِن عدَمِ إنْكارِ الصَّحابةِ السَّامعينِ لقَولِ مُعاوَيةَ، صِحَّةُ إنْكارِ مُعاويةَ لِما ذكَرَه عبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو؛ فإنَّ الَّذي أنكَرَه مُعاويةُ في حَديثِه له ما يُقوِّيه؛ لقَولِه: «ما أقاموا الدِّينَ»، فرُبَّما كان فيهم مَن لا يُقيمُه، فيَتسلَّطُ القَحْطانيُّ عليه.
أو المرادُ أنَّ ذلك يَكونُ عندَ ظُهورِ أشْراطِ السَّاعةِ، وتَغْييرِ الدِّينِ، كما تقدَّمَ  في حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه.

واستِحْقاقُ قُرَيشٍ الخَلافةَ لا يَمنَعُ وُجودَها في غَيرِهم؛ فحَديثُ عبدِ اللهِ في خُروجِ القَحْطانيِّ حِكايةٌ عنِ الواقِعِ عندَ نَقصِ الدِّينِ، وقَبضِ أهْلِ الإيمانِ، وحَديثُ مُعاويةَ في الاستِحْقاقِ، وهو مُقيَّدٌ بإقامةِ الدِّينِ، ومِن ثَمَّ لمَّا استَخَفَّ الخُلفاءُ بأمرِ الدِّينِ، ضعُفَ أمْرُهم، وتَلاشَت أحْوالُهم، حتَّى لم يَبقَ لهم مِن الخِلافةِ سِوى اسمِها المُجرَّدِ في بعضِ الأقْطارِ دونَ أكثَرِها.
وفي الحَديثِ: مَنقَبةٌ لقُرَيشٍ، حيث إنَّ الخِلافةَ تَكونُ حقًّا شَرعيًّا لهم مدَّةَ إقامَتِهم لدِينِ اللهِ، فإذا انحَرَفوا عنِ العَدلِ والصَّوابِ، وحادوا عن مَنهَجِ السُّنَّةِ والكِتابِ، زالَتِ الخِلافةُ مِن أيْديهم.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن حبانكنا عند حذيفة فقال رجل لو أدركت رسول الله صلى الله عليه
صحيح الترمذيصليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقمت عن يساره
صحيح البخاريصليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقمت عن يساره فأخذ
صحيح البخاريقدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة فطاف وسعى بين الصفا والمروة ولم
صحيح أبي داوديمينك على ما يصدقك عليها صاحبك
صحيح مسلماليمين على نية المستحلف
صحيح الجامعيمينك على ما يصدقك عليه صاحبك
صحيح ابن ماجهيمينك على ما يصدقك به صاحبك
صحيح الجامعاليمين على نية المستحلف
صحيح البخاريرجعنا من غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح ابن حبانلا يخرج منها أحد يعني المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله
صحيح الجامعيأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب