حديث لقد وجدنا فقدها حين فقدناها وأتينا البحر فإذا نحن بحوت

أحاديث نبوية | صحيح ابن ماجه | حديث جابر بن عبدالله

«بعثنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليْهِ وسلَّمَ ، ونحنُ ثلاثُ مائةٍ ، نحملُ أزوادنا على رقابنا ، ففنيَ أزوادنا ، حتَّى كانَ يَكونُ للرَّجلِ منَّا تمرةٌ ، فقيلَ : يا أبا عبدِ اللهِ وأينَ تقعُ التَّمرةُ منَ الرَّجلِ ؟ فقالَ : لقد وجدنا فقدَها حينَ فقدناها ، وأتينا البحرَ ، فإذا نحنُ بحوتٍ قد قذفَهُ البحرُ ، فأَكلنا منْهُ ثمانيةَ عشرَ يومًا.»

صحيح ابن ماجه
جابر بن عبدالله
الألباني
صحيح

صحيح ابن ماجه - رقم الحديث أو الصفحة: 3372 - أخرجه ابن ماجه (4159) واللفظ له، وأخرجه البخاري (4361)، ومسلم (1935) مطولاً

شرح حديث بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ثلاث مائة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

بَعَثَنَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلَاثَ مِئَةِ رَاكِبٍ أمِيرُنَا أبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، نَرْصُدُ عِيرَ قُرَيْشٍ، فأقَمْنَا بالسَّاحِلِ نِصْفَ شَهْرٍ، فأصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ حتَّى أكَلْنَا الخَبَطَ، فَسُمِّيَ ذلكَ الجَيْشُ جَيْشَ الخَبَطِ، فألْقَى لَنَا البَحْرُ دَابَّةً يُقَالُ لَهَا: العَنْبَرُ، فأكَلْنَا منه نِصْفَ شَهْرٍ، وادَّهَنَّا مِن وَدَكِهِ حتَّى ثَابَتْ إلَيْنَا أجْسَامُنَا، فأخَذَ أبو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِن أضْلَاعِهِ، فَنَصَبَهُ، فَعَمَدَ إلى أطْوَلِ رَجُلٍ معهُ [ وفي رِوايةٍ ]: ضِلَعًا مِن أضْلَاعِهِ فَنَصَبَهُ، وأَخَذَ رَجُلًا وبَعِيرًا- فَمَرَّ تَحْتَهُ.
قالَ جَابِرٌ: وكانَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ إنَّ أبَا عُبَيْدَةَ نَهَاهُ.
وكانَ عَمْرٌو يقولُ: أخْبَرَنَا أبو صَالِحٍ، أنَّ قَيْسَ بنَ سَعْدٍ قالَ لأبِيهِ: كُنْتُ في الجَيْشِ فَجَاعُوا، قالَ: انْحَرْ، قالَ: نَحَرْتُ، قالَ: ثُمَّ جَاعُوا، قالَ: انْحَرْ، قالَ: نَحَرْتُ، قالَ: ثُمَّ جَاعُوا، قالَ: انْحَرْ، قالَ: نَحَرْتُ، ثُمَّ جَاعُوا، قالَ: انْحَرْ، قالَ: نُهِيتُ.
الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4361 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 4361 ) واللفظ له، ومسلم ( 1935 ).



كان أصْحابُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في جِهادٍ دائمٍ؛ فما يَخرُجونَ مِن غَزْوةٍ إلَّا ويَستَعِدُّونَ للَّتي بعْدَها، وتَحَمَّلوا الضُّرَّ والأذى في اللهِ، حتَّى فتَحَ اللهُ عليهمُ البُلدانَ، ودخَلَ النَّاسُ في دِينِ اللهِ أفْواجًا.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَثَهم في سَريَّةٍ، وعدَدُهم ثَلاثُ مِئةِ راكبٍ، وجعَلَ أبا عُبَيْدةَ بنَ الجرَّاحِ رَضيَ اللهُ عنه أميرًا عليهم، ليَرصُدوا عِيرَ قُرَيشٍ، أي: ليَنتَظِروا ويُراقِبوا قافلةً مُحمَّلةً بمالِ التِّجارةِ لقُرَيشٍ، وأيضًا لمُحارَبةِ حيٍّ من جُهَيْنةَ، وكانت هذه السَّريَّةُ في العامِ الثَّامِنِ مِن الهِجْرةِ، وقد عُرِفَت بسَريَّةِ سَيفِ البَحرِ.
ويُخبِرُ جابِرٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم أقاموا بسَّاحِلِ البحْرِ نِصفَ شَهرٍ، ففَنِيَ طَعامُهم، ونزَل بهم جُوعٌ شَديدٌ حتَّى أكَلوا «الخَبَطَ»، وهو ورَقُ السَّلَمِ؛ شَجرٌ مَعروفٌ، أو ما سقَطَ مِن وَرقِ الشَّجرِ بالخَبْطِ والنَّفضِ؛ فسُمِّيَ ذلك الجَيشُ جَيشَ الخَبَطِ مِن أجْلِ هذا.
وبيْنَما همْ كذلك ألْقى إليهمُ البَحرُ دابَّةً مِن السَّمكِ يُقالُ لها: العَنبَرُ، وهو اسمٌ لنَوعٍ منَ الحيتانِ، يُتَّخَذُ مِن جِلدِها الأترَاسُ، وهو ما يُتَّقى به من ضَرَباتِ السَّيفِ، فأكَلوا مِن هذا الحوتِ نِصفَ شَهرٍ، وادَّهَنوا مِن «وَدَكِه»، أي: شَحْمِه، حتَّى رجَعَت أجْسامُهم إلى ما كانت عليه مِنَ القُوَّةِ والسِّمَنِ بعْدَما ضَعُفَت مِن الجوعِ.
ويَصِفُ جابرٌ عِظَمَ الحُوتِ فيُخبِرُ أنَّه بعْدَ أنْ ظهَرَتْ عِظامُ الحوتِ وخلَتْ مِن اللَّحمِ، أخَذَ أبو عُبَيْدةَ رَضيَ اللهُ عنه ضِلَعًا مِن أضْلاعِه، فنصَبَه واقفًا، ثمَّ جاء بأطوَلِ رَجلٍ معَه، وهو قَيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبادةَ رَضيَ اللهُ عنهما، وفي رِوايةٍ: «أخَذَ رَجلًا وبَعيرًا، فمَرَّ تَحتَه راكبًا عليه»، وفي رِوايةِ الصَّحيحَينِ: «فلمَّا قَدِمْنا المَدينةَ، ذَكَرْنا ذلك للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقال: كُلوا؛ رِزقًا أخرَجَه اللهُ، أطْعِمونا إنْ كان معَكم، فأَتاهُ بَعضُهم، فأكَلَه».
ويَحْكي جابِرٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَجُلًا مِن القَومِ -وهو قَيسُ بنُ سَعدٍ- نحَرَ ثَلاثَ جَزائرَ، وذلك عندَما جاعوا، ثمَّ نحَرَ ثَلاثَ جَزائرَ أُخْرى، ثمَّ نحَرَ ثَلاثَ جَزائرَ أُخْرى، والجَزائرُ جَمعُ جَزورٍ، وهو البَعيرُ ذَكرًا كان أو أُنْثى، وكانتْ تِلك الجِمالُ من دَوابِّهمُ الَّتي كانتْ تَحمِلُهم، ثمَّ إنَّ أبا عُبَيْدةَ رَضيَ اللهُ عنه نَهاهُ عن ذلك؛ لأجْلِ قلَّةِ الظَّهرِ.
ولَمَّا رجَعَ قَيسُ بنُ سَعدٍ لأبيهِ سَعدِ بنِ عُبادةَ رَضيَ اللهُ عنهما، حَكَى له أنَّهم جاعُوا ثَلاثَ مرَّاتٍ وهمْ في الجَيشِ، وفي كلِّ مرَّةٍ يقولُ له أبوهُ: «انْحَرْ»، أي: وأطْعِمْهم، ويرُدُّ عليه ابنُه أنْ قدْ نَحَرْنا حتَّى جاءَتِ الرَّابعةُ، وقدْ جاعوا، فنَهاه أبو عُبَيْدةَ رَضيَ اللهُ عنه عن ذلك.
قيل: إنَّ عُمَرَ بنَ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه كان في ذلك الجيشِ، فلمَّا رَأى ذلك طَلَبَ مِن أبي عُبيدةَ أنْ يَنهى قَيسًا عن النَّحْرِ، فعَزَمَ عليه أبو عُبَيدةَ أنْ يَنتهِيَ عن ذلك، فأطاعَه.
وفي الحَديثِ: ما كان عليه الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم مِنَ الجُوعِ، وشِدَّةِ العَيشِ في أوَّلِ الإسلامِ.
وفيه: فَضلُ أبي عُبَيْدةَ بنِ الجرَّاحِ رَضيَ اللهُ عنه، وحِكمَتُه في قِيادةِ الجَيشِ.
وفيه: مَشْروعيَّةُ أكْلِ مَيْتةِ البَحرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترمذيبعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ثلاثمائة نحمل زادنا على رقابنا
صحيح البخاريأنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
صحيح الترمذيتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله قال فصنعت أمي أم
صحيح الأدب المفردأنه كان ابن عشر سنين مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
صحيح مسلمسألت عائشة رضي الله عنها بأي شيء طيبت رسول الله صلى الله عليه
صحيح مسلمكنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطيب ما أقدر عليه قبل
صحيح مسلمكنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم ويوم النحر قبل
صحيح ابن حبانطيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم ويوم النحر قبل
صحيح النسائيكنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأطيب ما أجد لحرمه
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعد ما دفن
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر فكان
صحيح مسلمخرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا نرى إلا الحج حتى إذا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب