حديث لا يستنجي أحدكم بدون ثلاثة أحجار

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث سلمان الفارسي

«قالَ لنا المُشْرِكُونَ إنِّي أرَى صاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ حتَّى يُعَلِّمَكُمُ الخِراءَةَ، فقالَ: أجَلْ إنَّه نَهانا أنْ يَسْتَنْجِيَ أحَدُنا بيَمِينِهِ، أوْ يَسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ، ونَهَى عَنِ الرَّوْثِ والْعِظامِ وقالَ: لا يَسْتَنْجِي أحَدُكُمْ بدُونِ ثَلاثَةِ أحْجارٍ.»

صحيح مسلم
سلمان الفارسي
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 262 -

شرح حديث قال لنا المشركون إني أرى صاحبكم يعلمكم حتى يعلمكم الخراءة فقال أجل


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

حَرَصَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على أن يُعلِّمَ أُمَّتَه كلَّ تَفاصيلِ الدِّينِ، ويُصوِّبَ لهُم أخطاءَهم وما اعتادُوه من أُمورِ الجاهليَّةِ، ومِن ذلك أن علَّمَ أُمَّتَه آدابَ التَّخلِّي وقَضاءِ الحاجَةِ، ودُخولِ الحمَّاماتِ والكُنُفِ.
وكانَ من شَأنِ المُشركين الاستِهزاءُ بأصحابِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وفي هذا الحديثِ يَحكي سَلمانُ الفَارِسيُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ المُشركينَ قالوا للصَّحابةِ -وعبَّرَ بقولِه: «قالَ لَنَا المُشرِكُونَ» إمَّا لأنَّ التَّقديرَ: قالَ لنا قائلُ المُشرِكينَ، أو أنَّه أرادَ واحدًا منَ المُشرِكينَ، وجمَعَه لكَونِ باقيهم يُوافِقونَه-: إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعلِّمُكم كلَّ شَيءٍ، حتَّى الخِراءَةِ، أي: حتَّى إنَّه اهتَمَّ في عَلامِه لكم كيف يكونُ تَطهُّرُكم مِنَ الحَدَثِ، والخِراءَةُ: اسمٌ لِهَيئَةِ ما يُخرِجُه الإنسانُ من فَضَلاتٍ، فقال سَلمانُ رَضيَ اللهُ عنه مُشيرًا إلى أنَّ هذا مَقامُ فَخرٍ لا استِهزاءٍ: «أَجَلْ»، عَلَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، ومِمَّا عَلَّمَه لنا: ألَّا نَستعمِلَ اليَدَ اليُمنى في إزالةِ البَولِ أوِ الغائطِ، ولكنَّ العملَ يَكونُ باليَدِ اليُسرى؛ تَعظيمًا لليُمنى، وتَخصيصًا لها بالأُمورِ الشَّريفةِ والكريمةِ، وتَخصيصًا لليَدِ اليُسرى بالمُستقذَراتِ، وهذا من حُسنِ الأدبِ والتَّنظيمِ، والاستنجاءُ: هو استخدامُ الماءِ أو ما شابَه لإزالةِ الأذَى وأثَرِه الخارِجِ مِنَ السَّبيلَينِ.
ونَهانا كذلك عن أن يَستَقبِلَ أحدُنا القِبلَة عندَ جُلوسِه لبَولٍ أو غائطٍ، ولكن يَتَّجه إلى الجِهاتِ الأُخرى، وهذا في الصَّحراءِ والفضاءِ، أمَّا في البُيوتِ وما أشبَهَها فلا بأسَ، كما في حديثِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه عندَ أبي داودَ عن مَروانَ بنِ الأصفرِ: «رأيتُ ابنَ عمرَ أناخَ راحِلتَه مُستقبِلَ القِبلةِ، ثُمَّ جَلَسَ يَبولُ إليها، فقلتُ: يا أبا عبدِ الرَّحمنِ، أليسَ قد نُهِيَ عن هذا؟ قالَ: بلى، إنَّما نُهِيَ عن ذلك في الفَضاءِ، فإذا كانَ بينَك وبين القِبلةِ شيءٌ يَستُرُك فلا بأسَ».

ونَهى عن الرَّوثِ والعِظامِ، فلا نَستخدِمُهما في التَّطهُّرِ وإزالةِ الأذى، فنَهى عنِ استخدامِ "الرَّوثِ" -وهي فَضَلاتُ البَهائمِ الجافَّةُ-؛ لأنَّ الرَّوثَ نَجِسٌ، ونَهى عنِ العَظمِ؛ لأنَّ العَظمَ طَعامُ الجِنِّ، كما في صحيحِ مُسلِمٍ من حديثِ ابنِ مَسعودٍ أنَّه قالَ للجِنِّ لمَّا سألُوه الزَّادَ: «لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عَلَيْهِ يَقَعُ فِي أَيْدِيكُمْ أَوْفَرَ مَا يَكُونُ لَحْمًا، وَكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوَابِّكُمْ»، ونَهى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أيضًا أن يَستنجيَ أحدٌ بأقلَّ من ثَلاثةِ أحجارٍ، فلا يُكتَفى في الإزالةِ بأقلَّ من ثَلاثةِ أحجارٍ طاهِرةٍ جافَّةٍ، بَل له أن يَزيدَ في عَددِ الأحجارِ حتَّى يَتطهَّرَ تمامًا.
وفي الحديثِ: بَيانُ ما كان عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ من إرشادِ أُمَّتِه وتَعليمِها كلَّ ما يَنفَعُها حتَّى في أدقِّ الأمورِ.
وفيه: بَيانٌ لآدابِ قَضاءِ الحاجةِ الَّتي يَنبغي لكلِّ مُسلمٍ أن يَحرِص عليها.
وفيه: أنَّ المُسلِمَ عليه أن يَفتخرَ بتَعاليمِ دينِه، وخاصَّةً مع مَن يُريدونَ بها الاستِهزاءَ والسُّخريةَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتمسح بعظم أو ببعر
صحيح مسلمكنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين والخمار وفي رواية
صحيح البخاريأن الحارث بن هشام رضي الله عنه سأل رسول الله صلى الله عليه
صحيح البخاريأذن ابن عمر في ليلة باردة بضجنان ثم قال صلوا في رحالكم فأخبرنا
صحيح البخاريعن أنس بن مالك قال كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب
صحيح البخاريما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما
صحيح البخاريجهر النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الخسوف بقراءته فإذا فرغ من
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في أصحابه تأخرا فقال لهم
صحيح مسلمأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين
صحيح مسلمكنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر فحزرنا
صحيح مسلمأتيت أبا سعيد الخدري وهو مكثور عليه فلما تفرق الناس عنه قلت إني


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, December 27, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب