حديث من كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم دين أو

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث جابر بن عبدالله

«قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: لو قدْ جَاءَنِي مَالُ البَحْرَيْنِ لقَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وهَكَذَا وهَكَذَا، فَلَمْ يَجِئْ حتَّى قُبِضَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ مَالُ البَحْرَيْنِ، أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ مُنَادِيًا فَنَادَى: مَن كانَ له عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَيْنٌ أَوْ عِدَةٌ فَلْيَأْتِنَا، فأتَيْتُهُ فَقُلتُ: إنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ لي كَذَا وكَذَا، فَحَثَا لي ثَلَاثًا، - وجَعَلَ سُفْيَانُ يَحْثُو بكَفَّيْهِ جَمِيعًا، ثُمَّ قالَ لَنَا: هَكَذَا قالَ لَنَا ابنُ المُنْكَدِرِ -، وقالَ مَرَّةً فأتَيْتُ أَبَا بَكْرٍ، فَسَأَلْتُ، فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَلَمْ يُعْطِنِي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ الثَّالِثَةَ فَقُلتُ: سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، ثُمَّ سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، ثُمَّ سَأَلْتُكَ فَلَمْ تُعْطِنِي، فَإِمَّا أَنْ تُعْطِيَنِي، وإمَّا أَنْ تَبْخَلَ عَنِّي قالَ: قُلْتَ: تَبْخَلُ عَنِّي؟ ما مَنَعْتُكَ مِن مَرَّةٍ إلَّا وأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَكَ، قالَ سُفْيَانُ، وحَدَّثَنَا عَمْرٌو، عن مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ، عن جَابِرٍ، فَحَثَا لي حَثْيَةً وقالَ: عُدَّهَا فَوَجَدْتُهَا خَمْسَ مِئَةٍ، قالَ: فَخُذْ مِثْلَهَا مَرَّتَيْنِ، وقالَ يَعْنِي ابْنَ المُنْكَدِرِ: وأَيُّ دَاءٍ أَدْوَأُ مِنَ البُخْلِ.»

صحيح البخاري
جابر بن عبدالله
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 3137 - أخرجه البخاري (3137)، ومسلم (2314)

شرح حديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قد جاءني مال البحرين


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كانَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُحِبُّ الوَفاءَ بالوعدِ؛ فذلكَ مِنْ أخْلاقِ أهلِ الإيمانِ، وكان ربَّما يَعِدُ أصحابَه -وخاصَّةً ذَوي الحاجاتِ والدُّيونِ- أنْ يُعطِيَهم مِن أموالِ الفيءِ التي تَأتِيه مِن الأمصارِ التي دَخَلَت في الإسلامِ.
وفي هذا الحديثِ يروي جابرُ بنُ عبدِ اللهِ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ قدْ وَعَدَه أنْ لوْ جاءَهُ مِن البَحرينِ مالُ الجِزْيةِ، أعطاهُ «هَكذا وَهَكذا وَهَكذا»، يَعني مِلْءَ كَفَّيْه ثَلاثَ مرَّاتٍ.
وكانت البَحرينِ في القَديمِ تُطلَقُ على يَشمَلُ حاليًّا: البَحرينِ، والأحساءَ والقَطيفَ شَرْقَ المملكةِ العربيَّةِ السُّعوديَّةِ، وقدْ بيَّنَت رِواياتٌ أُخرى عندَ البُخاريِّ وغيرِه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أرسَلَ العَلاءَ بنَ الحَضْرميِّ إلى المُنذرِ بنِ ساوَى عامِلِ الفُرسِ على البَحرينِ يَدْعوه إلى الإسلامِ فأسْلَمَ، وصالَحَ مَجوسَ تلك البلادِ على الجِزيةِ، وتلك المرَّةُ التي وَعَدَ فيها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جابرًا بسَهْمٍ مِن جِزيةِ البَحرينِ، لمْ يأْتِ المالُ ولم يَصِلْ إلى المدينةِ إلَّا بعْدَ أنْ ماتَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقُبِضَت رُوحُه، وتَولَّى الخلافةَ بعْدَه أبو بَكرٍ الصِّدِّيقُ رَضيَ اللهُ عنه، فلمَّا جاءَ مالُ البَحرينِ أمَرَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه مُناديًا -قيل: إنَّهُ بِلالٌ- فنادَى: مَن كانَ لهُ عِندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَينٌ أو وَعْدٌ بمالٍ، فلْيَأتِنا كيْ نُوفِيَهِ حَقَّه، وقدْ أمَرَ أبو بَكرٍ بذلك لعِلمِه بما كان يَفعَلُه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الوُعودِ أو الاستدانةِ لقَضاءِ حَوائجِ النَّاسِ حتَّى يَصِلَ مالُ الجِزيةِ أو الفَيءِ.
فجاء جابرٌ رَضيَ اللهُ عنهُ إلى أبي بكر رَضيَ اللهُ عنهُ، فأخْبَرَه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال له: «كَذا وكَذا»، وهذا كِنايةٌ عمَّا وَعَدَه به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فحَثَا له أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه ثَلاثًا، والحَثْيَةُ: ما أُخِذَ بالكَفِّ مَبسوطةً، وقيلَ: هيَ كالحَفْنةِ، وهيَ ما يَملأُ الكَفَّينِ، وهذا ما فَعَلَهُ راوي الحديثِ سُفيانُ بنُ عُيَينةَ عِندما فَسَّرَ ذلكَ وحَثَا بِكفَّيْهِ جَميعًا.
وفي روايةٍ أنَّهُ جاء إلى أبي بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه وسَأَلَه أنْ يُعطِيَه ثَلاثَ مرَّاتٍ، وفي كلِّ مرَّةٍ لم يُعْطِه، فقال له جابرٌ رَضيَ اللهُ عنه: «فإمَّا أنْ تُعطِيَني، وإمَّا أنْ تَبْخَلَ عَنِّي»، والبُخلُ: هو أنْ يَمنَعَ المرءُ ما يَجِبُ علَيهِ فلا يُؤدِّيهِ، فقالَ لهُ أبو بَكرٍ مُستَنكِرًا: «قُلتَ: تَبخَلُ عنِّي؟ ما منَعْتُكَ مِن مَرَّةٍ إلَّا وأنا أُريدُ أنْ أُعْطيَكَ»، وإنَّما تَأخَّرَ أبو بَكرٍ في إعطائِهِ إمَّا لاشتِغالِهِ بما هُوَ أهمُّ مِن ذلكَ، أو خَشيةَ أنْ يَكثُرَ الطَّالِبونَ لِمثلِ هذا، فمَلَأَ أبو بَكرٍ كَفَّيْه مالًا وطَلَبَ منه أنْ يَعُدَّها، فعَدَّها فوَجَدَها خَمسَ مِئةٍ، قالَ: «فخُذْ مِثلَها مرَّتينِ»، كما وَعَدَهُ رَسولُ اللهِ.
وفي رِوايةٍ أنَّ أبا بَكرٍ قال له: «وأيُّ داءٍ أَدْوأُ مِن البُخْلِ»، أي: أيُّ عَيبٍ ومرَضٍ أقبَحُ مِن أنْ يَتَّصِفَ الإنسانُ بصِفةِ البُخلِ.
وفي الحديثِ: حُسنُ خِلافةِ أَبي بَكرٍ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإقامتُه لسُنَّتِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإنفاذُه لوُعودِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: أنَّ للحاكمِ أنْ يُخصِّصَ مِن الفَيءِ جُزءًا لنَوائبِه ونَوائبِ المسلمينَ.
وفيه: قَضاءُ دُيونِ الميِّتِ بعْدَ مَوتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريبينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار إذا رسول عمر بن الخطاب
صحيح مسلمأن أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه ثم وجده فقال إني معسر
صحيح مسلمنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع ضراب الجمل وعن بيع
صحيح مسلمأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب حتى إن المرأة تقدم
صحيح مسلمنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلا يتخونهم
صحيح مسلمعن عبد الله بن شقيق قال قلت لعائشة هل كان النبي صلى الله
صحيح مسلملن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر
صحيح مسلمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصلوات نحوا من صلاتكم وكان
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم
صحيح مسلملا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنها في كتاب الله العشاء وإنها
صحيح مسلمعن ابن عباس قال فقمت فدخلت على عائشة فحدثتها بما قال ابن عمر
صحيح مسلمعن عمر بن أبي سلمة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Friday, July 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب