شرح حديث صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة فاستفتح سورة
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
عَنْ عبدِ اللهِ بنِ السَّائِبِ قالَ: صَلَّى لنا النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: الصُّبْحَ بمَكَّةَ فاسْتَفْتَحَ سُورَةَ المُؤْمِنِينَ حتَّى جاءَ ذِكْرُ مُوسَى، وهارُونَ، أوْ ذِكْرُ عِيسَى، مُحَمَّدُ بنُ عَبَّادٍ يَشُكُّ، أوِ اخْتَلَفُوا عليه أخَذَتِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ سَعْلَةٌ فَرَكَعَ وعَبْدُ اللهِ بنُ السَّائِبِ، حاضِرٌ ذلكَ.
وفي حَديثِ عبدِ الرَّزّاقِ فَحَذَفَ فَرَكَعَ.
وفي حَديثِهِ عبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو ولَمْ يَقُلِ ابْنَ العاصِ.
الراوي : عبدالله بن السائب | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 455 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]
كانَ الصَّحابةُ رَضيَ
اللهُ عنهم يَتعلَّمونَ من أفعالِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ، وكانوا يُلاحِظونَه في كلِّ أحوالِه، فيَستنُّون بهَديِه، وخاصَّةً في العِباداتِ، ويَنقُلون عنه كلَّ التَّفاصيلِ؛ حتَّى يُعلِّموا مَن بعدَهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ
اللهِ بنُ السَّائبِ رَضيَ
اللهُ عنه عن بعضِ ما كانَ من أحوالِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ في صَلاةِ الصُّبحِ، فيُخبِرُ أنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أَمَّهم في صَلاةِ الصُّبحِ، وذلك في العامِ الذي وقَعَ فيه فَتحُ مَكَّةَ، وكان ذلك في العامِ الثَّامنِ مِنَ الهِجرةِ، فقَرَأ بعدَ الفاتحةِ سُورةَ المؤمِنينَ، فظَلَّ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ يَقرَأُ حتَّى وَصَل في قِراءتِه إلى الآيةِ التي فيها ذِكرُ مُوسى وهارونَ، وهي قولُ
اللهِ تَعالَى:
{ ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ } [
المؤمنون: 45 ]، أو ذِكرُ عيسى، وهي قولُه تَعالَى:
{ وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ } [
المؤمنون: 50 ]، وهذا الشَّكُّ من أحدِ رُواةِ الحَديثِ: محمَّدِ بنِ عبَّادٍ، أو غيرِه.
قالَ السَّائبُ رَضيَ
اللهُ عنه: «
فأخذَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَعْلةٌ» وقتَ وُصولِه إلى ذِكرِ آيةِ مُوسى أو عيسى، والسَّعلةُ: هي الشَّهقَةُ، أو الشَّرقَةُ التي تُصيب الرِّئةَ، فشَرَع النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ في الرُّكوعِ دونَ إتمامٍ للسُّورةِ، وكان عبدُ
اللهِ بنُ السَّائبِ حاضرًا ذلك، فرَوَى فِعلَ النبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي رِوايةٍ: أنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ «
حذَفَ فركَعَ»،
أي: تَوقَّفَ عنِ القِراءةِ وأنهاها على ما وصَلَ إليه، وركَعَ، ولم يُواصِلْ قراءةَ بَقيَّةِ السُّورةِ.
وفي الحديثِ: انتقالُ مَن أصابَه عارِضٌ وهو في قِراءتِه في الصَّلاةِ إلى الرُّكوعِ دُونَ إتمامٍ للقِراءةِ.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم