حديث يا أبا عبد الرحمن لقد رأيت منك أربع خصال وساق الحديث بهذا

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عبدالله بن عمر

«حَجَجْتُ مع عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، بيْنَ حَجٍّ وَعُمْرَةٍ، ثِنْتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، فَقُلتُ: يا أَبَا عبدِ الرَّحْمَنِ، لقَدْ رَأَيْتُ مِنْكَ أَرْبَعَ خِصَالٍ، وَسَاقَ الحَدِيثَ، بهذا المَعْنَى إلَّا في قِصَّةِ الإهْلَالِ، فإنَّه خَالَفَ رِوَايَةَ المَقْبُرِيِّ. فَذَكَرَهُ بمَعْنًى سِوَى ذِكْرِهِ إيَّاهُ.»

صحيح مسلم
عبدالله بن عمر
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 1187 -

شرح حديث حججت مع عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بين


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّهُ قالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ: يا أبَا عبدِ الرَّحْمَنِ رَأَيْتُكَ تَصْنَعُ أرْبَعًا لَمْ أرَ أحَدًا مِن أصْحَابِكَ يَصْنَعُهَا، قالَ: وما هي يا ابْنَ جُرَيْجٍ؟ قالَ: رَأَيْتُكَ لا تَمَسُّ مِنَ الأرْكَانِ إلَّا اليَمَانِيَيْنِ، ورَأَيْتُكَ تَلْبَسُ النِّعَالَ السِّبْتِيَّةَ، ورَأَيْتُكَ تَصْبُغُ بالصُّفْرَةِ، ورَأَيْتُكَ إذَا كُنْتَ بمَكَّةَ أهَلَّ النَّاسُ إذَا رَأَوُا الهِلَالَ ولَمْ تُهِلَّ أنْتَ حتَّى كانَ يَوْمُ التَّرْوِيَةِ.
قالَ عبدُ اللَّهِ: أمَّا الأرْكَانُ: فإنِّي لَمْ أرَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمَسُّ إلَّا اليَمَانِيَيْنِ، وأَمَّا النِّعَالُ السِّبْتِيَّةُ: فإنِّي رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَلْبَسُ النَّعْلَ الَّتي ليسَ فِيهَا شَعَرٌ ويَتَوَضَّأُ فِيهَا، فأنَا أُحِبُّ أنْ ألْبَسَهَا، وأَمَّا الصُّفْرَةُ: فإنِّي رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصْبُغُ بهَا، فأنَا أُحِبُّ أنْ أصْبُغَ بهَا، وأَمَّا الإهْلَالُ: فإنِّي لَمْ أرَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُهِلُّ حتَّى تَنْبَعِثَ به رَاحِلَتُهُ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 166 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 1187 ) باختلاف يسير



كان عَبدُ اللهِ بنُ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما يَهتَمُّ اهتمامًا شَديدًا باتِّباعِ السُّنةِ النَّبويَّةِ في كلِّ أُمورِ حَياتِه وفي عِباداتِه، ورُبَّما صنَعَ أمورًا لم يَصْنَعْها غَيرُه لشِدَّةِ تَحرِّيه لاتِّباعِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ بيانٌ لبعضِ ذلك، حيثُ سألَ التابعيُّ عُبيدُ بنُ جُرَيجٍ عبدَ اللهِ بنَ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما عَن أربعةٍ أُمورٍ لم يَرَ أصحابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَفعَلونَها، ويَحتمِلُ أنَّ مُرادَه لا يَصنَعُها غيرُكَ مَجتمِعةً وإنْ كان يَصنَعُ بَعضَها، وأُولَى هذه الأربعِ هي: أنَّه رآهُ لا يَمَسُّ مِن أركانِ الكَعبةِ عندَ طَوافِه إلَّا الرُّكنَيْنِ اليَمانِيَيْنِ اللَّذينِ في جِهةِ الجَنوبِ، والمرادُ بهما الرُّكنُ الأسودُ، وهو في رُكنِ الكَعبةِ الذي يَلي البابَ مِن جِهةِ المَشرِقِ، والذي يُوازِيه مِن مُقابِلِ الصَّفا، وقيل للأسودِ: يَمانٍ تَغليبًا، وأمَّا اللَّذانِ في جِهةِ الشَّمَالِ فلا يَمَسُّهما ولا يَستَلِمُهما، وفي هذه الجِهةِ حِجرُ إسماعيلَ، ولعلَّه كان يَفعَلُ ذلك؛ لأنَّ الرُّكْنَيْنِ اليَمانِيَيْنِ بَاقيانِ على قَواعدِ إبراهيمَ، والرُّكنُ الَّذي فيه الحِجْرُ فيه خَصلتانِ: كَونُه على قَواعدِ إبراهيمَ، وكونُه فيه الحَجَرُ الأسودُ.
والخَصلةُ الثَّانيةُ: أنَّه يَلبَسُ النِّعالَ السِّبْتيَّةَ، وهي الَّتي لا شَعرَ فيها، مُشتقَّةٌ مِن السِّبْتِ، وهو الجِلدُ، وقيل: هو جِلدُ البقَرِ المَدبوغُ، قيل: إنَّما اعتَرَضَ على ابنِ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما بذلك؛ لأنَّه لِباسُ أهلِ النَّعيمِ، وإنَّما كانوا يَلبَسون النِّعالَ بالشَّعرِ غيرَ مَدبوغةٍ.
والثَّالثةُ: أنَّه يَصبُغُ شَعرَه بالصُّفْرةِ، وهي الوَرْس، وهو نُبْتٌ يُشبِهُ الزَّعفرانَ وقد يُخلَطُ به.
والخَصلةُ الرابعةُ: أنَّه إذا كان مُقيمًا بمكَّةَ لا يُهِلُّ إلَّا في يومِ التَّرويةِ، وهو يومُ الثَّامنِ مِن ذي الحجَّةِ، سُمِّيَ بذلك؛ لأنَّهم كانوا يَتَروَّون فيه الماءَ، أي: يُهيِّئونه ويَحمِلونه ليَستعمِلوه في عَرَفةَ شُربًا وغيرَه، وكان أصحابُه يُهِلُّونَ إذا رَأوْا هِلالَ ذي الحجَّةِ، والإهلالُ هو رَفعُ الصَّوتِ بالتَّلبيةِ بنِيَّةِ الإحرامِ بالحجِّ أو العُمرةِ.فأجابَه عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما بأنَّ يَفعَلُ هذه الأفعالَ والخِصالَ كما فَعَلها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ فإنَّه لم يَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمَسُّ مِن أركانِ الكعبةِ إلَّا اليَمانِيَيْنِ، وأنَّه رَأى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَلْبَسُ النِّعالَ الَّتي ليس فيها شَعرٌ ويَتوضَّأُ فيها، ولذلك فهو يُحِبُّ أنْ يَفعَلَ مِثلَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ورآهُ يَصبُغُ بالصُّفْرةِ، وهذا يَحتمِلُ صَبْغَ ثِيابِه؛ لِما في سُننِ أبي داودَ عن ابنِ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: «رَأَيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصبُغُ بها -أي الصُّفرةَ-، ولم يكُنْ شَيءٌ أحبَّ إليه منها، وقد كان يَصبُغُ بها ثِيابَه كلَّها حتَّى عِمامتَه»، وكان أكثَرُ الصَّحابةِ والتابعينَ رَضيَ اللهُ عنهم يَخضِبُ شَعرَ رَأسِه ولِحيتِه بالصُّفرةِ، وقيل: يُحتمَلُ أنَّه كان يَتطيَّبُ بهما؛ لا أنَّه كان يَصبُغُ بهما.
ورآهُ لا يُهِلُّ حتَّى تَنبعِثَ به راحلتُه، أي: تَستوي به الدابةُ قائمةً إلى طَريقِه، والمرادُ ابتداءُ الشُّروعِ في أفعالِ النُّسكِ، فأجابَه ابنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما هنا بِضرْبٍ مِنَ القِياسِ، حيثُ لم يَتمكَّنْ مِنَ الاستِدلالِ بِنفْسِ فِعلِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على المسألةِ بعَينِها، فاستدلَّ بما في معناهُ، ووجْهُ قِياسِه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إنَّما أحرَمَ عندَ الشُّروعِ في أفعالِ الحجِّ والذَّهابِ، فأخَّرَ ابنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما الإحرامَ إلى حالِ شُروعِه في الحجِّ وتَوجُّهِه إليه، وهو يومُ التَّرويةِ؛ فإنَّهم حينئذٍ يَخرُجونَ مِن مكَّةَ إلى مِنًى، فكان ابنُ عُمرَ رَضيَ اللهُ عنهما متَّبِعًا لا مُبتدِعًا، رضِي اللهُ عَن أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجمعينَ.
وفي الحديثِ: بَيانُ مَشروعيَّةِ الوُضوءِ في النَّعلينِ.
وفيه: بَيانُ أنَّ الخيرَ في اتِّباعِ السُّنةِ مع الاجتهادِ والقياسِ عليها لِمَن كان أهلًا لذلك.
وفيه: سُؤالُ المُتعلِّمِ للعالمِ عمَّا رآهُ منه ولم يَعرِفْ أصْلَه أو لم يَفهَمْه، وتوضيحُ العالِم ذلِك للسائِلِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمعن عبد الله بن عمر أنه قال لم أر رسول الله صلى الله
صحيح مسلمأنه سمع ابن عباس يقول لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح مسلمبات رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة مبدأه وصلى في مسجدها
صحيح مسلمأن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة
صحيح مسلمإنها طيبة يعني المدينة وإنها تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة
صحيح مسلمأن عبد الله بن عباس أخبره أنه أقبل يسير على حمار ورسول الله
صحيح مسلمألا أحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم
صحيح مسلممن أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا
صحيح مسلمأنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت وهو
صحيح مسلمأن رجلا قال لعبد الله بن عمر ألا تغزو فقال إني سمعت رسول
صحيح مسلمأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض راحلته وهو يصلي إليها
صحيح مسلمأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي إلى راحلته وقال ابن نمير إن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب