حديث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائه وأنا أنظر إلى

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عائشة أم المؤمنين

«أنَّ أَبَا بَكْرٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ في أَيَّامِ مِنًى، تُغَنِّيَانِ وَتَضْرِبَانِ، وَرَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مُسَجًّى بثَوْبِهِ، فَانْتَهَرَهُما أَبُو بَكْرٍ، فَكَشَفَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عنْه، وَقالَ: دَعْهُما يا أَبَا بَكْرٍ فإنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَقالَتْ: رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَسْتُرُنِي برِدَائِهِ، وَأَنَا أَنْظُرُ إلى الحَبَشَةِ، وَهُمْ يَلْعَبُونَ وَأَنَا جَارِيَةٌ، فَاقْدِرُوا قَدْرَ الجَارِيَةِ العَرِبَةِ الحَدِيثَةِ السِّنِّ.»

صحيح مسلم
عائشة أم المؤمنين
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 892 -

شرح حديث أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تغنيان وتضربان


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

دَخَلَ عَلَيَّ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَعِندِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بغِنَاءِ بُعَاثَ، فَاضْطَجَعَ علَى الفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، فَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَانْتَهَرَنِي وَقالَ: مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ! فأقْبَلَ عليه رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: دَعْهُمَا، فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا، فَخَرَجَتَا.
قالَتْ: وَكانَ يَوْمُ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بالدَّرَقِ وَالحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وإمَّا قالَ: تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟ فَقالَتْ: نَعَمْ.
فأقَامَنِي وَرَاءَهُ، خَدِّي علَى خَدِّهِ، ويقولُ: دُونَكُمْ بَنِي أَرْفِدَةَ، حتَّى إذَا مَلِلْتُ، قالَ: حَسْبُكِ؟ قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: فَاذْهَبِي.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2906 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 2906 )، ومسلم ( 892 )



كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَيرَ النَّاسِ لِأهلِ بَيتِه في حُسْنِ الخُلُقِ معهُنَّ، والرِّفقِ بهِنَّ.
وفي هذا الحَديثِ تُخبِرُ أُمُّ المُؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَخَل عليها وعِندَها جاريَتانِ صَغيرَتانِ دُونَ البُلوغِ، مِن جَواري الأنصارِ تُغَنِّيانِ بما قالَه العَرَبُ في يَومِ بُعَاثَ، وهو حِصنٌ وَقَعَ عِندَه مَقتَلةٌ عَظِيمةٌ بيْن الأوْسِ والخَزرَجِ في الجاهِليَّةِ، وانتَصَرَ الأوْسُ على الخَزرَجِ، ثمَّ ألَّفَ اللهُ بيْنَهما ببَرَكةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فاضْطَجَعَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحَوَّلَ وَجْهَه إلى الجِهةِ الأُخرى؛ لِلإعراضِ عن ذلك؛ لِأنَّ مَقامَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَقتَضي أنْ يَرتَفِعَ عنِ الإصغاءِ إليه، لكِنَّ عَدَمَ إنكارِه يَدُلُّ على تَسويغِ مِثلِه على الوَجْهِ الذي أقَرَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ إذْ إنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يُقِرُّ باطلًا.
فلَمَّا دَخَلَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه انتَهَرَ عائِشةَ رَضيَ اللهُ عنها، أي: زَجَرَها؛ لِمَا تَقرَّرَ عِندَه مِن مَنعِ الغِناءِ واللَّهْوِ، وقال لها: مِزْمارةُ الشَّيطانِ عِندَ رَسولِ اللهِ! يَعني الغِناءَ أوِ الدُّفَّ؛ لِأنَّ المِزمارةَ والمِزمارَ مُشتَقَّتانِ مِنَ الزَّميرِ، وهو الصَّوتُ الذي له صَفِيرٌ، ويُطلَقُ على الصَّوتِ الحَسَنِ، وعلى الغِناءِ، وأضافَها رَضيَ اللهُ عنه إلى الشَّيطانِ؛ لِأنَّها تُلهي القَلبَ عن ذِكرِ اللهِ تَعالى، ولم يَعلَمِ الصِّدِّيقُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أقَرَّهُنَّ على هذا؛ لِكَونِه دَخَلَ فوَجَدَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُضطَجِعًا، فظَنَّه الصِّدِّيقُ نائِمًا، فقامَ بالإنكارِ عليهِنَّ، فلَمَّا فَعَلَ أقبَلَ عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقال: «دَعْهما»؛ لِأنَّ اليَومَ يَومُ عِيدٍ، ويَومُ العِيدِ يَومُ سُرورٍ شَرعيٍّ؛ فلا يُنكَرُ مِثلُه، ولِكَونِ ذلِك مِنَ اللَّهوِ المُباحِ الذي لا يُهيِّجُ النُّفُوسَ إلى أُمورٍ لا تَليقُ.
فلَمَّا غَفَلَ أبو بَكرٍ رَضيَ اللهُ عنه أو النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن هذا الأمرِ، غَمَزتْ أُمُّ المُؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها الجاريتَيْنِ، تُشيرُ إليهما، فخَرَجَتا.
قالت: وكان يَومُ العِيدِ يَلعَبُ السُّودانُ -أيِ: الحَبَشُ، وهُم جِنسٌ مِنَ السُّودانِ، جَمعُ أسْوَدَ- بالدَّرَقِ، وهي نَوعٌ مِنَ التُّروسِ تُتَّخَذُ مِنَ الجُلودِ، ليس فيها خَشَبٌ، وبالحِرابِ، وهي جَمعُ حَرْبةٍ، وهي سِلاحٌ يُتَّخَذُ في الحَربِ، قَدْرُه دُونَ الرُّمْحِ الكامِلِ، وليس بعَرِيضِ النَّصْلِ، وقد طَلَبتْ أُمُّ المُؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ تَنظُرَ إلى لَعِبِهم، أو النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو الذي عَرَضَ عليها ذلك فأقَامَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وَراءَه، ووَضَعتْ رأْسَها على كَتِفِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحيثُ التَصَقَ خَدُّها رَضيَ اللهُ عنها بخَدِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقال: «دُونَكم بَني أرْفِدةَ»، يَعني: تابِعوا اللَّعِبَ يا بَني أرْفِدةَ، وهو لَقَبٌ لِلحَبَشةِ، أوِ اسْمُ أبيهمُ الأكبَرِ، حتَّى إذا مَلَّتْ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها قال: «حَسْبُكِ؟» يَعني: هل يَكفِيكِ ذلك المِقدارُ يا عائِشةُ؟ فقالتْ: نَعَمْ.
فأمَرَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالذَّهابِ وتَرْكِ المُشاهَدةِ.
وفي الحَديثِ: الانبِساطُ والانشِراحُ والتَّوسِعةُ على الأهلِ والعيالِ في أيَّامِ الأعيادِ، بما يَحصُلُ به التَّرويحُ عنِ النَّفْسِ، وأنَّه يُغتَفَرُ في العِيدِ ما لا يُغتَفَرُ في غَيرِه.
وفيه: تَأديبُ الأبِ بحَضرةِ الزَّوجِ، وإنْ تَرَكَه الزَّوجُ؛ إذِ التَّأديبُ وَظيفةُ الآباءِ، والعَطفُ مَشروعٌ مِنَ الأزواجِ لِلنِّساءِ.
وفيه: مَشروعيَّةُ النَّظَرِ إلى اللَّهوِ المُباحِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمكل مسكر خمر وكل خمر حرام
صحيح مسلمكل مسكر خمر وكل خمر حرام
صحيح مسلممن شرب الخمر في الدنيا فلم يتب منها حرمها في الآخرة فلم يسقها قيل
صحيح مسلمإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نأكل من لحوم نسكنا
صحيح مسلملا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة
صحيح مسلمالفخر والخيلاء في الفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم وفي رواية وزاد
صحيح مسلمأتاكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية وزاد
صحيح مسلمإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض السنة اثنا عشر
صحيح مسلملما كان ذلك اليوم قعد على بعيره وأخذ إنسان بخطامه فقال أتدرون أي
صحيح مسلمإذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيبا
صحيح مسلمأيما امرأة أصابت بخورا فلا تشهد معنا العشاء الآخرة
صحيح مسلمإذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب