حديث أما إذا كنت عني راضية فإنك تقولين لا ورب محمد وإذا كنت

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عائشة أم المؤمنين

«إنِّي لأَعْلَمُ إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، وإذَا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى قالَتْ فَقُلتُ: وَمِنْ أَيْنَ تَعْرِفُ ذلكَ؟ قالَ: أَمَّا إِذَا كُنْتِ عَنِّي رَاضِيَةً، فإنَّكِ تَقُولِينَ: لا وَرَبِّ مُحَمَّدٍ وإذَا كُنْتِ غَضْبَى، قُلْتِ: لَا، وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ قالَتْ قُلتُ: أَجَلْ، وَاللَّهِ يا رَسُولَ اللهِ، ما أَهْجُرُ إِلَّا اسْمَكَ. وفي روايةٍ : بهذا الإسْنَادِ، إلى قَوْلِهِ: لا وَرَبِّ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يَذْكُرْ ما بَعْدَهُ.»

صحيح مسلم
عائشة أم المؤمنين
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 2439 -

شرح حديث إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى قالت فقلت


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنِّي لَأَعْلَمُ إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قالَتْ: فَقُلتُ: مِن أيْنَ تَعْرِفُ ذلكَ؟ فقالَ: أمَّا إذا كُنْتِ عَنِّي راضِيَةً، فإنَّكِ تَقُولِينَ: لا ورَبِّ مُحَمَّدٍ، وإذا كُنْتِ عَلَيَّ غَضْبَى، قُلْتِ: لا ورَبِّ إبْراهِيمَ، قالَتْ: قُلتُ: أجَلْ، واللَّهِ -يا رَسولَ اللَّهِ- ما أهْجُرُ إلَّا اسْمَكَ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 5228 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



ضرَبَ لَنا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أرْوعَ الأمْثالِ للأَخْلاقِ والآدابِ والحُبِّ والوفاءِ معَ الأهْلِ، فَكانَ خَيرَ النَّاسِ لأهْلِه.
وفي هذا الحديثِ تَقولُ أمُّ المؤمِنينَ عائِشةُ رَضيَ اللهُ عنها: قالَ لي رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «إِنِّي لأَعلَمُ إذا كُنتِ عنِّي راضِيةً، وَإذا كُنتِ علَيَّ غَضْبى»، وذلِكَ باستِقراءِ الأحْوالِ والقَرائنِ، ويريدُ بالرِّضا والغَضَبِ ما يكون في العادةِ بين الرَّجُلِ وزوجتِه، فسألَتْه: مِن أيِّ شيءٍ تَعرِفُ كَوني راضِيةً عَنكَ أو غيرَ راضِيةٍ: هلْ بالوَحيِ أوْ هُناكَ عَلامةٌ؟ فقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أمَّا إذا كُنتِ عنِّي راضِيةً، فإنَّكِ تَقولينَ» حالَ المحاوَرةِ مَعي: «لا ورَبِّ محمدٍ»، أيْ: أنَّها تذكُرُ اسمَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صراحةً حالَ قَسَمِها باللهِ عزَّ وجَلَّ، «وإذا كُنتِ غَضْبى»، أي: غَيرَ راضيةٍ مِن أيِّ وجهٍ مِن الوُجوهِ الدُّنيَوِيَّة، «قُلتِ» لي حالَ المحاوَرةِ مَعي: «لا وَرَبِّ إبراهيمَ»، أي: أُقسِمُ وأحلِفُ بربِّ إبراهيمَ، وفي اختيارِ عائِشةَ رَضِيَ الله عنها ذِكرَ إبراهيمَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ دونَ غيرِه
من الأنبياءِ: دَلالةٌ على مزيدِ فِطنَتِها؛ لأنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أَولى النَّاسِ به، كما نَصَّ عليه القرآنُ، فلمَّا لم يكن لها بُدٌّ من هَجرِ الاسمِ الشَّريفِ أبدَلَتْه بمن هو منه
بسبَيلٍ؛ حتى لا تخرُجَ عن دائرةِ التعَلُّقِ في الجملةِ.
فصَدَّقَت عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها على ما قاله النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وطريقةِ قَسَمِها في حالِ الرِّضا والغَضَبِ، ثم أقسَمَت باللهِ أنَّها ما تهجُرُ ولا تترُكُ إلَّا اسمَه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لغَضَبِها حالَ غَيرتِها، ولكنَّ محبَّتَها للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثابِتةٌ لا تَتَغيَّرُ بحالٍ.
والحَصرُ في قَولِها: «ما أهْجُرُ إلَّا اسْمَكَ» في غايةٍ من اللُّطفِ في الجوابِ؛ لأنَّها أخبرت أنَّها إذا كانت في غايةٍ من الغَضَبِ الذي يسلُبُ العاقِلَ اختيارَه، لا يُغَيِّرُها عن كمالِ المحبَّةِ المُستَغرِقةِ ظاهِرَها وباطِنَها، المُمتَزِجةِ برُوحِها.
وإنَّما عَبَّرَت عن التَّركِ بالهِجرانِ؛ لتدُلَّ به على أنها تتألمُ من هذا التركِ الذي لا اختيارَ لها فيه.
ومغاضَبةُ عائشةَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم هي من الغَيرِة التي عُفِيَ عنها للنِّساءِ في كثيرٍ من الأحكامِ؛ لعَدَمِ انفكاكِهنَّ منها، ولولا ذلك لكان على عائشةَ في ذلك من الحَرَجِ ما فيه؛ لأنَّ الغَضَبَ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهَجْرَه كبيرةٌ عظيمةٌ؛ ولهذا قالت: «لا أهجُرُ إلَّا اسْمَك»، فدَلَّ على أنَّ قَلْبَها وحُبَّها كما كان، وإنما الغَيرةُ في النِّساءِ لفَرطِ المحبَّةِ.
وفي الحَديثِ: إرْشادٌ إلى مُراعاةِ الرَّجُلِ أهْلَه ومَعرفةِ مواطِنِ رِضاهُم وغَضَبهِم.
وفيه: بَيانُ أنَّ الرِّضا والغَضبَ بيْن الأزْواجِ مِن الطِّباعِ البَشرِيَّةِ التي تقَعُ بيْن النَّاسِ جَميعًا، حتَّى بيْن الأنبِياءِ ونِسائِهمْ؛ فَينبَغي الرِّفقُ في مَعرفةِ الأسْبابِ وحَلِّها.
وفيه: مَشروعِيَّةُ القَسَمِ بألفاظٍ؛ مثلِ: ورَبِّ مُحمدٍ، ورَبِّ إبراهيمَ… إلخ.
وفيه: مشروعيَّةُ الحُكمِ بالقرائِنِ؛ لأنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم حكم برِضا عائشةَ وغَضَبِها بمجَرَّدِ ذِكْرِها اسمَه الشَّريفَ وسُكوتِها عنه؛ فبنى على تغَيُّرِ الحالتينِ من الذِّكرِ والسُّكوتِ تغيُّرَ الحالتين من الرِّضا والغَضَبِ.
وفيه: بيانُ سَعةِ أخلاقِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وشِدَّةِ تحمُّلِه ما يحصُلُ من النِّساءِ بسَبَبِ الغَيرةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلموالذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا
صحيح مسلمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
صحيح مسلمأن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أرأيت إذا صليت
صحيح مسلممعقبات لا يخيب قائلهن أو فاعلهن ثلاث وثلاثون تسبيحة وثلاث وثلاثون تحميدة وأربع
صحيح مسلمإن الصدق بر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن العبد ليتحرى الصدق حتى
صحيح مسلمإذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما
صحيح مسلمسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الوسوسة قال تلك محض الإيمان
صحيح مسلمإن لله مئة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام
صحيح مسلميحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان على بعير وثلاثة على بعير
صحيح مسلمليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي اختلجوا دوني
صحيح مسلماثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت
صحيح مسلمإني رجل أصور هذه الصور فأفتني فيها فقال له ادن مني فدنا منه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, July 18, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب