حديث فجاء عمر رضي الله عنه فقال يا رسول الله إن فعلت قل

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث أبو هريرة أو أبو سعيد الخدري

«يا رسولَ اللهِ، لو أذِنْتَ لنا فنحَرْنا نواضِحَنا؛ فأكَلْنا وادَّهَنَّا، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: افعَلوا، قال: فجاء عمرُ رَضِيَ اللهُ عنه، فقال: يا رسولَ اللهِ، إنْ فعلْتَ قَلَّ الظَّهرُ، ولكِنِ ادْعُهم بفَضلِ أَزْوادِهم، وادْعُ اللهَ لهم عليها بالبَركةِ؛ لعلَّ اللهَ أنْ يجعَلَ في ذلك، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: نعم، قال: فدعا بنَطْعٍ فبسَطَه، ثمَّ دعا بفَضلِ أَزْوادِهم، قال: فجعَلَ الرَّجُلُ يَجيءُ بكَفِّ ذُرَةٍ، قال: ويَجيءُ الآخَرُ بكَفِّ تَمرٍ، قال: ويَجيءُ الآخَرُ بكِسرةٍ، حتَّى اجتمَعَ على النَّطْعِ مِن ذلكَ شيءٌ يسيرٌ، قال: فدعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالبَركةِ، ثمَّ قال: خُذوا في أَوْعِيَتِكُمْ، قال: فأخَذوا في أوعيتِهم، حتَّى ما ترَكوا في العَسكَرِ وِعاءً إلَّا مَلَؤُوه، قال: فأكَلوا حتَّى شبِعوا، وفضَلَتْ فَضلَةٌ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنِّي رسولُ اللهِ، لا يَلْقى اللهَ بهما عبْدٌ غيرُ شاكٍّ فيُحْجَبَ عَنِ الجنَّةِ.»

صحيح مسلم
أبو هريرة أو أبو سعيد الخدري
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 27 - أخرجه مسلم (27)

شرح حديث يا رسول الله لو أذنت لنا فنحرنا نواضحنا فأكلنا وادهنا فقال رسول


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

يا رسولَ اللهِ، لو جمعْتَ ما بَقِيَ مِن أزوادِ القومِ، فدعَوْتَ اللهَ عليها، قال: ففعَلَ، قال: فجاء ذو البُرِّ ببُرِّه، وذو التَّمرِ بتمرِه، قال: وقال مُجاهِدٌ: وذو النَّواةِ بنَواهُ، قلتُ: وما كانوا يَصنَعونَ بالنَّوى؟ قال: كانوا يَمُصُّونَه ويَشرَبونَ عليه الماءَ،، قال: فدعا عليها، حتَّى ملأ القومُ أَزْوِدَتَهم، قال: فقال عِندَ ذلك: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنِّي رسولُ اللهِ، لا يَلْقى اللهَ بهما عبْدٌ غيرُ شاكٍّ فيهما إلَّا دخَلَ الجنَّةَ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 27 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 27 )



فَضلُ اللهِ على عِبادِه عَظيمٌ، ورَحمتُه وَسِعَت كلَّ شَيءٍ، ومِن رَحمتِه لهم أنَّ مَن ماتَ على التَّوحيدِ دخَلَ الجَنَّةَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ لهم، وفي روايةٍ لمُسلِمٍ: أنَّهم كانوا في غزوةِ تَبوكَ سَنةَ تِسعٍ منَ الهِجرةِ، «فنَفِدَتْ أزْوادُ القَوْمِ»، وفي روايةِ البُخاريِّ من حديثِ سَلَمةَ بنِ الأكوَعِ رَضيَ اللهُ عنه: «خفَّتْ أزوادُ النَّاسِ وأملَقُوا»، يَعني: اقتَرَبَ طَعامُهم مِنَ النَّفادِ وافتقَروا واحتاجُوا، حتَّى أقدَمُوا -بسَببِ الجُوعِ- على أن يَذبَحوا بعضَ إبِلِهمُ التي كانت تَحمِلُهم، فأشارَ عُمرُ بنُ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أن يَجمَعوا ما تَبقَّى مع النَّاسِ مِنَ القُوتِ والطَّعامِ، وأن يَدعُوَ اللهَ أن يُبارِكَ فيه، بدَلًا من ذَبحِ الرَّكائبِ والحَمائلِ منَ الإبلِ، فيَقِلُّ عَددُ الرَّكائبِ، فيُؤثِّرُ ذلك في النَّاسِ، فرَضيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما قالَ عُمَرُ رَضيَ اللهُ عنه، وأمَرَ النَّاسَ بجَمعِ الطَّعامِ، ودَعا اللهَ أن يُبارِكَ فيه، فأتى كلُّ واحدٍ بما تَبقَّى معه منَ الطَّعامِ، «فَجاءَ ذُو البُرِّ ببُرِّهِ» وهو القَمحُ، «وذُو التَّمْرِ بتَمْرِهِ»، وقالَ مُجاهِدُ بنُ جَبرٍ -أحدُ رُواةِ الحديثِ- في رِوايتِه: «وذُو النَّواةِ بنَواهُ»، أي: جاءَ مَن معه نَوَى البلحِ التي يَكونُ بِداخِلِها، فسألَه طَلحةُ بنُ مُصرِّفٍ: «وما كانوا يَصنعونَ بالنَّوَى؟»، أي: وما كانت فائدتُه وهو ليسَ بطَعامٍ يُؤكَلُ؟ قالَ مُجاهدٌ: «كانوا يَمَصُّونه ويَشْربُون عليه الماءَ» إذا لم يَجِدُوا التَّمرَ، وهذا من ضيقِ الحالِ وشِدَّةِ الفقرِ، وفيه إشارةٌ أنَّ الصَّحابةَ رَضيَ اللهُ عنهم بَذَلوا كلَّ ما كانَ يَملِكونَه ولم يَضِنَّ به أحدٌ على نفسِه.
وبعدَ جَمعِ كلِّ ذلك دعا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الطَّعامِ والزَّادِ المجموعِ بالبَرَكةِ، فبارَكَ اللهُ، حتَّى مَلأ النَّاسُ أوعيتَهم ممَّا فاضَ به ذلك الطَّعامُ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «أشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنِّي رَسولُ اللهِ»، فشَهِدَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالتَّوحيدِ لله تَعالَى، ولنفسِه بالرِّسالةِ، وأنَّه صادِقٌ فيما جاءَ به من عِندِ مَولاه، وهذه البرَكَةُ دَليلٌ على ذلك؛ لأنَّها من خَوارِقِ العادةِ.
ثُمَّ أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن شَهِدَ لله بالتَّوحيدِ ولمُحمَّدٍ بالرِّسالةِ، وعَمِلَ بمُقتضى ذلك، ثُمَّ ماتَ على ذلك وهو مُتيقِّنٌ من مَعنَيهِما، أدخَلَه اللهُ الجَنَّةَ؛ فأهلُ التَّوحيدِ سَيدخُلون الجَنَّةَ، وإن عُذِّبَ بعضُهم بالنَّارِ بذُنوبِهم فإنَّهم لا يُخلَّدُونَ في النَّارِ.
وفي الحَديثِ: بَيانُ ما كانَ عليه الصَّحابَةُ رضيَ اللهُ عنهم مِنَ الثَّقَةِ والإيمانِ برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: مُعجزةٌ ظاهرةٌ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو من أعلامِ نُبُوَّتِه.
وفيه: بَيانُ تَواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حيثُ قَبِلَ رأيَ عمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، وأخَذَ بمَشُورتِهِ.
وفيه: المَشورةُ على الإمامِ بالمَصلحةِ، وإن لم يَتقدَّمِ الاستشارةُ منه.
وفيه: المُواساةُ في الطَّعامِ، وجَمعُه عندَ قِلَّتِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترمذيلعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة
صحيح البخاريلعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة وقال نافع الوشم في اللثة
صحيح الجامعلا آكل وأنا متكئ
صحيح ابن ماجهلا آكل متكئا
صحيح الترمذيأما أنا فلا آكل متكئا
صحيح أبي داودلا آكل متكئا
صحيح البخاريكنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لرجل عنده لا آكل وأنا
صحيح أبي داودكنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فلما ذهبنا لندخل قال
صحيح البخاريإذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة قال
صحيح البخاريقفلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة فتعجلت على بعير لي
صحيح البخاريكنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة فلما قفلنا كنا قريبا
صحيح الجامعكفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب