حديث فأتيته فوجدته يصلي جالسا فوضعت يدي على رأسه فقال ما لك يا

أحاديث نبوية | صحيح مسلم | حديث عبدالله بن عمرو

«حُدِّثْتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صَلاةُ الرَّجُلِ قاعِدًا نِصْفُ الصَّلاةِ، قالَ: فأتَيْتُهُ، فَوَجَدْتُهُ يُصَلِّي جالِسًا، فَوَضَعْتُ يَدِي علَى رَأْسِهِ، فقالَ: ما لَكَ يا عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو؟ قُلْتُ: حُدِّثْتُ -يا رَسولَ اللهِ- أنَّكَ قُلْتَ: صَلاةُ الرَّجُلِ قاعِدًا علَى نِصْفِ الصَّلاةِ، وأَنْتَ تُصَلِّي قاعِدًا، قالَ: أجَلْ، ولَكِنِّي لَسْتُ كَأَحَدٍ مِنكُمْ.»

صحيح مسلم
عبدالله بن عمرو
مسلم
[صحيح]

صحيح مسلم - رقم الحديث أو الصفحة: 735 -

شرح حديث حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الرجل قاعدا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الصَّلاةُ عِمادُ الدِّينِ، وإقامتُها واجبةٌ على كلِّ مسلمٍ، وقد أوضَحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كَيفيَّةَ الصَّلاةِ وعلَّمَها للأمَّةِ.
وفي هذا الحَديثِ يَرْوي عبْدُ اللهِ بنُ عَمرٍو رَضيَ اللهُ عنهما، أنَّه حُدِّثَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه أخبَرَ أنَّ صلاةَ الرَّجُلِ قاعدًا «نِصْفُ الصَّلاةِ»، أي: فيها نِصْفُ ثَوابِ أَجْرِ مَن صلَّاها قائمًا؛ فيَتضمَّنُ صِحَّتَها ونُقْصانَ أَجْرِهَا.
وهذا الحديثُ مَحمولٌ على صَلاةِ النَّفْلِ قاعدًا معَ القُدرةِ على القِيَامِ، وأمَّا إذا صلَّى النَّفلَ قاعدًا لِعجزِهِ عَنِ القيامِ، فلا يَنقُصُ ثَوابُهُ، بلْ يكونُ كثَوابِهِ قائمًا، وأمَّا الفَرْضُ فإنَّ الصَّلاةَ قاعدًا معَ قُدْرتِهِ على القيامِ، لا تَصِحُّ؛ فإنْ عجَزَ كان قُعودُه بمَنزلةِ القيامِ.
ثُمَّ أخبَرَ عبْدُ اللهِ بنُ عَمرٍو رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه جاء مرَّةً، فوجَدَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصلِّي جالسًا، فوضَعَ يَدَهُ على رأسِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، مُتعَجِّبًا مِن صَلاتِهِ جالسًا، وطالبًا أنْ يَنظُرَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إليه، وكان ذلك بَعدَ فَراغِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن صَلاتِهِ؛ إذْ لا يُظَنُّ بعبْدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه يضَعُ يَدَهُ قبلَ ذلك، ولا يُعَدُّ هذا الفِعلُ مِن سُوءِ الأدبِ عِندَ بعضِ العربِ؛ لأنَّهم غيْرُ مُتَكَلِّفِينَ في تَصرُّفاتِهم، كما أنَّ هذا يدُلُّ على عَظيمِ تواضُعِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وحُسنِ أخْلاقِه، وأنَّه كان معَ خاصَّةِ أصْحابِه فيما يرجِعُ إلى المُعاشَرةِ والمخالَطةِ كواحدٍ منهم، ولا يترفَّعُ عنهم، فلمَّا أحسَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيَدِ عبدِ اللهِ، سأَلَه: «ما لكَ؟»، أي: ما شأنُكَ وما عرَضَ لكَ؟! فأخبَرَه بالحَديثِ السَّابِقِ، وهذا منه استِفْسارٌ، وليس اعْتراضًا وإنْكارًا، وقولُه: «وأنتَ تُصلِّي قاعدًا» تأْكيدٌ على ما أشكَلَ عندَه، وكيف أنَّ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَرْضى لنفْسِه بنِصفِ الأجْرِ، فصدَّقَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في الحَديثِ، ثُمَّ قال: «ولكنِّي لسْتُ كأحدٍ منكم»، أي: ذلك الَّذي ذكَرْتُ مِن أنَّ صلاةَ الرَّجُلِ قاعدًا على نِصْفِ صلاتِهِ قائمًا هو حُكْمُ غيْري مِنَ الأمَّةِ؛ فهو مُختصٌّ بهم، وأمَّا أنا فخارجٌ عن هذا الحُكْمِ، ويَقبَلُ ربِّي منِّي صَلاتي قاعدًا بأجْرِ صَلاتي قائمًا، وهذا مِن خَصائِصِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حيثُ جُعِلَتْ نافلتُهُ قاعدًا معَ القُدْرةِ على القيامِ، كنافِلَتِهِ قائمًا؛ تَشريفًا له.
وفي الحَديثِ: الحثُّ على اسْتِكمالِ هَيئةِ الصَّلاةِ للقادِرِ عليها فيقِفُ القادرُ في الفرضِ والنَّافلةِ.
وفيه: بيانُ تَفْضيلِ اللهِ سُبحانَه لنبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَمْييزِه على الأمَّةِ كلِّها.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح مسلمإذا دخل أحدكم المسجد فليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل
صحيح البخاريلا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى
صحيح البخاريلن ينجي أحدا منكم عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا
صحيح مسلمجاء رجل من حضرموت ورجل من كندة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
صحيح مسلمولو كان محمد صلى الله عليه وسلم كاتما شيئا مما أنزل عليه لكتم
صحيح مسلمإذا أبق العبد لم تقبل له صلاة
صحيح البخاريمثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من
صحيح مسلميكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم
صحيح مسلمجاء بشير العدوي إلى ابن عباس فجعل يحدث ويقول قال رسول الله صلى
صحيح مسلمقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل إذا تحدث
صحيح مسلملا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب
صحيح مسلملا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب