حديث أتينا خبابا نعوده فقال لقد طال سقمي ولولا أني سمعت رسول الله صلى

أحاديث نبوية | صحيح ابن ماجه | حديث حارثة بن مضرب

«أتينا خبَّابًا نعودُه فقال لقد طال سَقمي ولولا أنِّي سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ يقولُ لا تتمنَّوُا الموتَ لَتمنَّيتُه وقال إنَّ العبدَ ليُؤجَرُ في نفقتِه كلِّها إلَّا في الترابِ أو قال في البناءِ»

صحيح ابن ماجه
حارثة بن مضرب
الألباني
صحيح

صحيح ابن ماجه - رقم الحديث أو الصفحة: 3376 - أخرجه الترمذي (2483) بنحوه، وابن ماجه (4163) واللفظ له.

شرح حديث أتينا خبابا نعوده فقال لقد طال سقمي ولولا أني سمعت رسول الله


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

علَّمَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أنَّ الدُّنيا دارُ بلاغٍ إلى الآخرةِ، وأنَّ المسلِمَ الحقَّ هو مَن يأخُذُ منها بقَدْرِ ما يُبلِّغُه إلى رِضا اللهِ والفوزِ في الآخرَةِ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ التَّابعيُّ حارِثةُ بنُ مُضرِّبٍ: "أتَينا خَبَّابًا نَعودُه"، أي: نَزورُه في مرَضِه، وهو خَبَّابُ بنُ الأرَتِّ صاحِبُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فقال خبَّابٌ رَضي اللهُ عنه: "لقد طال سَقَمي"، أي: مرَضي، "ولولا أنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يقولُ: لا تتَمنَّوُا الموتَ، لَتمنَّيتُه"، وهذا تَصريحٌ بكَراهةِ تَمنِّي الموتِ لِضُرٍّ نزَل؛ مِن مرَضٍ أو فاقَةٍ، أو مِحنةٍ مِن عدُوٍّ، أو نحوِ ذلك مِن مشاقِّ الدُّنيا؛ وذلك لأنَّ الموتَ مقدَّرٌ مِن اللهِ، وفي تَمنِّيه قبلَ وقوعِه اعتِراضٌ على هذا القدَرِ، مع ما في الحياةِ مِن زيادَةٍ لإحسانِ المحسِنِ وعُذْرٍ للمُسيءِ كي يَرجِعَ عن إساءتِه، ويُحسِنَ العمَلَ، وقد جاء في الصَّحيحين عن أنسٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "فإنْ كان لا بدَّ متمنِّيًا فليَقُلِ: اللَّهمَّ أحْيِني ما كانت الحياةُ خيرًا لي، وتوفَّني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي".
وهذا الضُّرُّ محمولٌ على الضُّرِّ الدُّنيويِّ، ولكن إنْ وُجِد الضُّرُّ الأُخرويُّ بأنَّ المسلِمَ خَشِي فتنةً في دِينِه لم يَدخُلْ في النَّهيِ، ويُمكِنُ أنْ يُؤخَذَ ذلك مِن روايةِ ابنِ حبَّانَ: "لا يتمنَّينَّ أحدُكم الموتَ لضُرٍّ نزَل به في الدُّنيا"، وقد تمنَّى بعضُ السَّلفِ الموتَ، ودعا به؛ مِثلُ عمَرَ بنِ الخطَّابِ رَضي اللهُ عنه، وعَلَّله بقولِه:" اللَّهمَّ قد ضَعُفَتْ قوَّتي، وكَبِرَتْ سِنِّي، وانتشَرَتْ رعيَّتي، فاقبِضْني غيرَ مُضيِّعٍ ولا مفرِّطٍ"؛ كما في الموطَّأِ.
وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ العبْدَ لَيُؤْجَرُ في نفقَتِه كلِّها"؛ فيكونُ له الأجرُ فيما أنفقَه فيما يتَّفِقُ مع أحكامِ الشَّرعِ، سواءٌ أنفَقه على نفْسِه أو عيالِه أو في سبيلِ اللهِ، "إلَّا في التُّرابِ- أو قال: في البِناءِ-"، والمقصودُ هنا: النَّفقةُ في البِناءِ الَّذي لم يُقصَدْ به وجْهُ اللهِ تعالى، وقد زاد على ما يَحتاجُه لنفْسِه وعيالِه على الوجْهِ اللَّائقِ، فإنَّه ليس له فيه أجرٌ، بل ربَّما كان عليه وِزرٌ؛ فيَنبَغي الاعتدالُ في هذه الأمورِ بقدْرِ الحاجَةِ، على أنَّ حاجةَ كلِّ إنسانٍ تختلِفُ عن حاجةِ الآخَرِ؛ لِاختلافِ الأحوالِ.
وفي صَحيحِ مُسلِمٍ، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "فِراشٌ للرَّجلِ، وفِراشٌ لامرأتِه، والثَّالثُ للضَّيفِ، والرَّابعُ للشَّيطانِ"، وليس كلُّ ما زاد منه على الحاجَةِ يَستلزِمُ الإثمَ؛ لأنَّ في بعضِ البِناءِ ما يَحصُلُ به الأجْرُ؛ مثلُ الَّذي يَحصُلُ به النَّفعُ لغيرِ الباني؛ فإنَّه يَحصُلُ للباني به الثَّوابُ.
وفي الحديثِ: النَّهيُ عن تمنِّى الموتِ، وعدمُ الاعتِراضِ على قدَرِ اللهِ.

وفيه: أنَّ النَّفقةَ في وجوهِ الخيرِ عليها أجرٌ، وأنَّ ما أُنفِق فيما لا حاجةَ إليه يكونُ وَبالًا على صاحبِه، وأنَّه قد يَأثَمُ على ذلك.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
سنن الترمذيمن كاتب عبده على مائة أوقية فأداها إلا عشر أواق أو قال عشرة
صحيح الترمذيمن كاتب عبده على مائة أوقية فأداها إلا عشر أواق أو قال
صحيح ابن ماجهأيما عبد كوتب على مائة أوقية فأداها إلا عشر أوقيات فهو رقيق
صحيح أبي داودأيما عبد كاتب على مائة أوقية فأداها إلا عشرة أواق فهو عبد
صحيح أبي داودالمكاتب عبد ما بقي عليه من مكاتبته درهم
صحيح ابن ماجهالمسلمون شركاء في ثلاث في الماء والكلإ والنار وثمنه حرام قال أبو سعيد
صحيح ابن ماجهثلاث لا يمنعن الماء والكلأ والنار
صحيح أبي داودالمسلمون شركاء في ثلاث في الكلأ والماء والنار
صحيح ابن ماجهمر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يبيع طعاما فأدخل يده فيه
صحيح أبي داودأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يبيع طعاما فسأله كيف
صحيح أبي داودعن أنس بن مالك أنه قال حجم أبو طيبة رسول الله
صحيح الترمذيعن أبيه أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم في إجارة ال حجام


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, July 16, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب