شرح حديث جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
جاءَ رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ، يستفتونَكَ في الكلالةِ فما الكلالةُ ؟ قالَ : تجزيكَ آيةُ الصَّيفِ فقلتُ لأبي إسحاقَ : هوَ مَن ماتَ ولم يدَع ولدًا ولا والدًا ؟ قالَ : كذلِكَ ظنُّوا أنَّهُ كذلِكَ
الراوي : البراء بن عازب | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم: 2889 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
من أجلِّ مظاهرِ العَدلِ في الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ: أحكامُ الميراثِ، حيثُ حُدِّدَ نَصيبُ كلِّ فردٍ وارثٍ، وأُعطِي كلُّ ذي حقٍّ حقَّه، وبَيَّن
اللهُ عزَّ وجلَّ ذلك بيانًا شافيًا.
وفي هذا الحَديثِ أنَّ رجلًا جاءَ إلى النبيِّ صلَّى
اللهُ عليهِ وسلَّم ، فقالَ: يا رَسولَ
الله، "يَسْتَفْتونَكَ في الكَلالَةِ"،
أي: يَطلبونَ منكَ الفَتوى والإجابةَ عن سؤالهمْ؛ فما الكَلالةُ؟ و"الكَلالةُ" كما سَيأتي في آخِرِ هذا الحديثِ: هو مَن ماتَ ولم يترُكْ ولدًا ولا والدًا.
فقال صلَّى
اللهُ عليه وسلَّم: "تَجزيك آيةُ الصَّيفِ"،
أي: تَكفيكَ وتنفعُكَ آيةُ الكَلالةِ في آخِر سورةِ النِّساء التي نزلَتْ في الصَّيفِ، وهيَ قولُ
الله تَعالى:
{ يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالاً وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [
النساء: 176 ]؛ قيلَ: إنَّ الرجُلَ السَّائلَ هو عمرُ بن الخطَّابِ رضيَ
الله عنه، وإنَّما أحالَه على الآيةِ ولم يُجِبه لاعتِمادِه على فِقْهه وعِلمِه واجتِهادِه الذي سيعرِف بهِ المعنى.
قال أبو بكرٍ بنُ عيَّاشٍ- أحدُ رُواة الحديثِ-: فقلتُ لأبي إسحاقَ- أحدِ التابعينَ الذي روى الحديثَ عن البراءِ بنِ عازبٍ-: هوَ مَن ماتَ ولم يدَعْ ولدًا ولا والدًا،
أي: مَعنى الكَلالةِ، فقالَ أبو إسحاقَ: كذلِكَ ظنُّوا أنَّه كذلكَ،
أي: إنَّ الصَّحابةَ رِضوانُ
اللهِ عَليهم عَرَّفوهُ بهذا المعنى.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم