شرح حديث يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة فيقول سل هذا فيم قتلني
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
يَجيءُ الرَّجلُ آخذًا بيدِ الرَّجلِ ، فيقولُ : ياربِّ هذا قتلني ، فيقولُ اللهُ له : لم قتلتَه ؟ فيقولُ : قتلتُه لتكونَ العزَّةُ لك .
فيقول إنِّي لها ويَجيءُ الرَّجلُ آخذًا بيدِ الرَّجلِ يقولُ : إنَّ هذا قتلني ؟ فيقولُ اللهُ له : لم قتلتَه ؟ فيقولُ : لتكونَ العزَّةُ لفلانٍ ، فيقولُ : إنَّها ليست لفلانٍ ، فيبوءُ بإثمِه
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح النسائي
الصفحة أو الرقم: 4008 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه النسائي ( 3997 ) واللفظ له، والطبراني ( 10/119 ) ( 10075 )، والبيهقي ( 17251 )
لقد عظَّمَ الشَّرعُ المُطهَّرُ حُرمَةَ الدِّماءِ ونهَى عن قتْلِ النَّفسِ بغيرِ حَقٍّ، وبيَّن ما لقاتِلِ النَّفْسِ المُؤمِنةِ بغيرِ حقٍّ مِن الوَعيدِ، ومِن الجزاءِ الحَسنِ والثَّوابِ لِمَن قاتَلَ أعداءَ
اللهِ تعالى لتكونَ العِزَّةُ للهِ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم أنَّه: "يَجيءُ الرَّجلُ"،
أي: يَأتي المَقتولُ يومَ القيامَةِ للمَوْلى عزَّ وجلَّ، "آخِذًا بيَدِ الرَّجلِ"،
أي: مُمسِكًا بيَدِ قاتِلِه، "فيقولُ: يا رَبِّ، هذا قتَلَني"،
أي: يُريدُ مِن
اللهِ عزَّ وجلَّ أنْ يقتَصَّ له مِنه، "فيقولُ
اللهُ له"،
أي: للقاتِلِ: "لِم قتَلْتَه؟"، فيقولُ القاتِلُ: "قتَلتُه لتكونَ العزَّةُ لك"،
أي: لتَكونَ كلِمةُ
اللهِ هي العُليا، وذلك بتنفِيذِ أَحكامِه؛ وهذا فيمَن كان مُستحِقًّا للقَتلِ، فيقولُ
اللهُ عزَّ وجلَّ: "إنِّي لها"،
أي: للعزَّةِ؛ وهذا كِنايةٌ عن قَبولِ
اللهِ عزَّ وجلَّ مِن القاتِلِ فِعْلَه لصِدْقِ نِيَّتِه، قال النَّبيُّ صلَّى
اللهُ علَيه وسلَّم: "ويَجيءُ الرَّجلُ آخِذًا بيَدِ الرَّجلِ"،
أي: ويَأتي مَقتولٌ آخَرُ ممسِكًا بقاتِلِه إلى
اللهِ عزَّ وجلَّ، "يقولُ: إنَّ هذا قتَلَني، فيقولُ
اللهُ له: لِم قتَلْتَه؟"، فيقولُ القاتِلُ: "لتَكونَ العزَّةُ لفُلانٍ"،
أي: كأمْرٍ بغير حَقٍّ مِن مَلِكٍ ووَليِّ أَمرٍ، أو كالقَتلِ عَصبيَّةً وما شابَه؛ وهذا فيمَن قُتِلَ مَظلومًا، فيقولُ
اللهُ عزَّ وجلَّ: "إنَّها ليسَت لفُلانٍ"،
أي: ليسَتِ العِزَّةُ للَّذي مِن أجْلِه قتَلْتَ، "فيَبوءُ بإثْمِه"،
أي: فيَتحمَّلُ وِزرَ قَتلِه.
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم