حديث يا رسول الله ما هذا التشديد الذي نزل فقال

أحاديث نبوية | صحيح النسائي | حديث محمد بن عبدالله بن جحش

«كنَّا جلوسًا عندَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فرَفَعَ رأسَه إلى السماءِ ، ثم وضَعَ راحتَه على جبهتِه ، ثم قال : سبحان اللهِ ! ماذا نزَلَ مِن التَشْدِيدِ ؟ فسَكَتْنَا ، وفَزِعْنَا ، فلما كان مِن الغدِ سأَلْتُه : يا رسولَ اللهِ ، ما هذا التشديدُ الذي نزَلَ ؟ فقال : والذي نفسي بيدِه، لو أن رجلًا قُتِلَ في سبيلِ اللهِ ، ثم أُحْيِىَ ، ثم قُتِلَ ، ثم أُحْيِىَ ، ثم قُتِلَ ، وعليه دَيْنٌ ، ما دخَلَ الجنةَ حتى يُقْضَى عنه دَيْنُه.»

صحيح النسائي
محمد بن عبدالله بن جحش
الألباني
حسن

صحيح النسائي - رقم الحديث أو الصفحة: 4698 -

شرح حديث كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

شَدَّدَتِ الشَّريعةُ الإسلاميَّةُ في أمرِ قضاءِ الدَّيْنِ، والتَّحذيرِ مِن عدمِ سَدادِه أو المماطلةِ في ذلِك، وأنَّ هذا قد يمنَعُ المسلِمَ مِن دُخولِ الجنَّةِ حتَّى يُقضى دَينُه.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ محمَّدُ بنُ جَحشٍ رَضِي اللهُ عَنه: "كنَّا جُلوسًا عندَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، فرفَع رأسَه إلى السَّماءِ"، أي: صوَّب النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بصَرَه إلى أعلى ناحيةَ السَّماءِ، "ثمَّ وضَع راحتَه على جَبهتِه"، أي: وضَع باطنَ كفِّه على مُقدَّمِ رأسِه، ثمَّ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "سُبحانَ اللهِ!"، أي: تَنزيهًا للهِ تعالى، تُقالُ غالبًا عند التَّعجُّبِ والاندِهاشِ مِن عَظيمِ قُدرةِ اللهِ عزَّ وجلَّ، وهي مِن جُملِ الذِّكرِ الَّتي حَثَّ عليها النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "ماذا نزَل مِن التَّشديدِ؟"، أي: ما نزَل مِن أحكامٍ على العِبادِ فيها تَثقيلٌ؟ "فسكَتْنا"، أي: سكَتْنا عن طلبِ مَزيدِ جوابٍ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم على ما أخبَرَ، "وفزِعْنا"، أي: خِفْنا، وأشفَقْنا أنْ يكونَ ما نزَل فيه مكروهٌ، قال محمَّدُ بنُ جَحشٍ رَضِي اللهُ عَنه: "فلمَّا كان مِن الغَدِ"، أي: صباحِ اليومِ التَّالي، "سأَلْتُه: يا رسولَ اللهِ، ما هذا التَّشديدُ الَّذي نزَل؟"، أي: طلَب مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم أن يُبيِّنَ له ويُفسِّرَ ما ذكَر مِن التَّشديدِ الَّذي أخبَرَهم به، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "والَّذي نفْسي بيدِه"، أي: يُقسِمُ باللهِ عزَّ وجلَّ؛ وذلك لأنَّ اللهَ هو الَّذي يملِكُ الأنفُسَ، وكثيرًا ما كان يُقسِمُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم بهذا القسَمِ، "لو أنَّ رجُلًا قُتِلَ في سبيلِ اللهِ"، أي: لو أنَّ رجُلًا قُتِلَ مِن أَجلِ إعلاءِ كَلمةِ اللهِ تعالى، ونُصرةِ دِينِه، "ثمَّ أُحْيِيَ ثمَّ قُتِلَ، ثمَّ أُحْيِيَ ثمَّ قُتِلَ"، أي: كلُّ ذلك في سبيلِ اللهِ تعالى، وهذا بَيانٌ لعَظيمِ عمَلِه وما يَتحصَّلُ عليه مِن أجرٍ، "وعليه دَيْنٌ"، أي: وكان هذا الَّذي قُتِلَ في سَبيلِ اللهِ مَدْيونًا بدَيْنٍ لم يَقْضِه، ولم يُسدِّدْه عنه غيرُه بَعدَ مَوتِه، "ما دخَلَ الجنَّةَ"، أي: يُحبَسُ عن دُخولِها، "حتَّى يُقضَى عنه دَيْنُه"؛ لأنَّ الدَّيْنَ مِن حُقوقِ العبادِ الَّتي لا بدَّ أنْ تُؤدَّى، وقد بيَّنَتِ الرِّواياتُ: أنَّ أَوْلى النَّاسِ بقَضاءِ دَيْنِ الميِّتِ هم أقاربُه، فإن لم يجِدوا أو لم يقدِروا، سعَى لقَضائِه له رَجلٌ مِن المسلِمين أو يعفو عنه صاحبُ الدَّينِ، وقيل: حتَّى يَقضيَ هو دَينَه بنفْسِه، بالقِصاصِ الَّذي يقَعُ منه في الآخرةِ.
وفي الحديثِ: أنَّ نَفْسَ المؤمنِ مُعلَّقةٌ في الآخرةِ بدَيْنِه.
وفيه: تَغليظُ الوَعيدِ لِمَن يترُكُ دَيْنًا خَلْفَه، ولم يَسْعَ في قَضائِه.
وفيه: بيانُ ما كان عند الصَّحابةِ مِن أدبٍ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح النسائيكنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في جنازة فقال أها هنا
صحيح النسائيكنا نأكل لحوم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح النسائيأكلنا يوم خيبر لحوم الخيل والوحش ونهانا النبي صلى الله عليه
صحيح ابن ماجهأكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش
سنن الترمذيأطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل ونهانا عن لحوم
صحيح النسائيإنا كنا نذبح ذبائح في الجاهلية في رجب فنأكل ونطعم من جاءنا
صحيح النسائيأدخل الله عز وجل رجلا كان سهلا مشتريا وبائعا وقاضيا ومقتضيا الجنة
صحيح ابن ماجهأدخل الله الجنة رجلا كان سهلا بائعا ومشتريا
صحيح النسائيقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشياء حرمها
صحيح النسائيشر الكسب مهر البغي و ثمن الكلب وكسب الحجام
صحيح النسائيضحينا مع رسول الله بجذع من الضأن
صحيح النسائيكنا مع النبي صلى الله عليه وسلم قبل الأضحى بيومين نعطي الجذعتين بالثنية


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب