حديث كنت آتيها مكاتبا ما تختفي مني فتجلس بين يدي وتتحدث معي

أحاديث نبوية | صحيح النسائي | حديث أبو عبدالله سالم

«قال : وكانت عائشةُ تستعجِبُ بأمانتِهِ وتستأجرُهُ – فأرتني كيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم يتوضأُ ، فتمضمضَتْ ، واستنثرَتْ ثلاثًا ، وغسلَتْ وجهَها ثلاثًا ، ثمَّ غسلَتْ يدَها اليمنَى ثلاثًا ، واليسرَى ثلاثًا ، ووضعَتْ يدَها في مقدَّمِ رأسِها ، ثمَّ مسحَتْ رأسَها مسحةً واحدةً إلى مؤخرِهِ ، ثمَّ أمرَّتْ يدَيْها بأذنَيْها ، ثمَّ مرَّتْ على الخدَّينِ . قال سالمٌ : كنتُ آتيها مكاتِبًا ما تختفي منِّي فتجلسُ بين يديَّ وتتحدثُ معي ، حتَّى جئتُها ذاتَ يومٍ فقلتُ : ادعي لي بالبركةِ يا أمَّ المؤمنين ! قالت : وما ذاك ؟ قلتُ : أعتقَنيَ اللهُ ، قالت : باركَ اللهُ لكِ وأرخَتِ الحجابَ دوني ، فلم أرَها بعد ذلك اليومِ .»

صحيح النسائي
أبو عبدالله سالم
الألباني
صحيح

صحيح النسائي - رقم الحديث أو الصفحة: 100 -

شرح حديث قال وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره فأرتني كيف كان رسول


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كان التَّابعونَ رحِمهم اللهُ تعالى يَحرِصونَ كلَّ الحِرصِ على تلقِّي العِلمِ وسُنَّةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن صَحابتِه رَضِي اللهُ عَنهم؛ لأنهم هم الذين نَقلوا سُنةَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وبَيَّنوها، وخُصوصًا أزواجَه رضِيَ اللهُ عنهنَّ، وأمَّ المؤمنِينَ عائشةَ رَضِي اللهُ عَنها بصفةٍ أخصَّ.
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ الملِكِ بنُ مَرْوانَ بنِ الحارثِ بنِ أبي ذُنَابٍ: أخبَرَني أبو عبدِ اللهِ سالمٌ سَبَلانُ قال- وكانَتْ عائشةُ تستعجِبُ بأمانتِه وتستأجِرُه، أي: تستحسِنُ ما كان عندَه مِن أمانةٍ، وتستعمِلُه بالأُجرةِ، أو في تجارتِها؛ لتلك الصِّفةِ-: "فأَرَتْني كيف كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يتوضَّأُ"، أي: توضَّأَتْ أمامَه؛ لِتُرِيَهُ كيفيَّةَ وُضوءِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، "فتمَضْمَضَتْ"، والمَضْمضةُ هي تَحريكُ الماءِ في الفَمِ، ثمَّ إلقاؤُه، "واستَنْثَرَتْ ثلاثًا"، أي: ثَلاثَ مرَّاتٍ للمَضْمضةِ، وثلاثَ مرَّاتٍ للاستنثارِ، وهو غَسْلُ الأنفِ باستنشاقِ الماءِ، ثمَّ نَثْرِه وإفراغِه، "وغسَلَتْ وجهَها ثلاثًا"، أي: ثلاثَ مرَّاتٍ، وحدُّ الوجهِ طُولًا مِن مَنْبِتِ شَعَرِ الرَّأسِ إلى الذَّقنِ واللِّحيةِ، وعَرْضًا مِن الأُذُنِ إلى الأُذُنِ الأُخْرى، "ثمَّ غسَلَتْ يدَها اليُمْنى ثلاثًا، واليُسْرى ثلاثًا"، أي: ثمَّ شَرَعَتْ في غَسْلِ يدِها اليُمْنى إلى المِرْفَقِ ثلاثَ مرَّاتٍ، ثمَّ اليُسْرى كذلك، "ووضَعَتْ يدَها في مُقدَّمِ رأسِها، ثمَّ مسَحَتْ رأسَها مَسْحَةً واحدةً إلى مُؤخَّرِه"، ثمَّ بعد ذلك جعَلَتْ يدَها على مُقدَّمِ رأسِها، وابتدَأَتْ منه المَسحَ إلى مُؤخَّرِ رأسِها، "ثمَّ أَمَرَّتْ يدَيْها بأُذُنَيٍها"، أي: بعدَ أنْ مسَحَتْ رأسَها جعَلَتْ يدَيْها تمُرُّ بأُذُنَيْها، "ثمَّ مَرَّتْ على الخَدَّيْنِ"، والخدَّانِ هما جانِبَا الوَجْهِ؛ ولعلَّها فعَلَتْ ذلك؛ لأنَّ هناك ماءً قد تبقَّى عليهما، فأَمَرَّتْ يدَها لإزالتِه.
قال سالمٌ: "كُنْتُ آتيها مُكاتَبًا"، أي: كان يَتردَّدُ ويدخُلُ عليها وهو مُكاتَبٌ، والمُكاتَبَةُ: أن يتعاقَدَ العبدُ مع سيِّدِه على قَدْرٍ مِن المالِ، إذا أدَّاه لسيِّدِه، أصبَحَ هذا العبدُ حُرًّا، "ما تختفي منِّي"، أي: ما تستَتِرُ وتحتجِبُ منه، "فتجلِسُ بين يَدَيَّ وتتحدَّثُ معي"، أي: تجلِسُ أمامي وتَتكلَّمُ معي، "حتَّى جئتُها ذاتَ يومٍ"، أي: حتَّى أتيتُها في يَومٍ مِن الأيَّامِ، "فقُلْتُ: ادعِي لي بالبركةِ يا أمَّ المُؤمنينَ!"، أي: طلَب منها أن تدعُوَ اللهَ أن يُبارِكَ له، قالت عائشةُ: "وما ذاكَ؟"، أي: ما سَببُ تلك الدَّعوةِ؟! فقال أبو عبدِ اللهِ سَبَلانُ: فقُلْتُ: "أعتَقَني اللهُ"، أي: محَا اللهُ عنِّي الرِّقَّ وصيَّرَني حُرًّا، فقالت عائشةُ: "بارَكَ اللهُ لكَ"، أي: دعَتْ عائشةُ له بالبركةِ كما طلَب منها، "وأَرْخَتِ الحِجابَ دوني، فلم أرَها بعدَ ذلك اليومِ"، أي: أسدَلَتْ وأنزَلَتِ الحِجابَ، وصارَتْ محتَجِبَةً عنِّي، فما شاهَدْتُها بعدَ أنْ صِرْتُ حرًّا، وكانتْ عائشةُ رضِيَ اللهُ عنه ترَى أنَّ العبدَ والمكاتَبَ يجوزُ أن يرَى الحُرَّةَ؛ لقوله تعالى: { أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ } [ النور: 31 ]؛ فظاهرُ الآيةِ لم يُفرِّق بين الذَّكر والأنثى؛ لعمومِ "ما"، ولأنه لو كان المرادُ الإناثَ خاصَّةً لقيل: "أو إمائهن"؛ فإنه أخصرُ ونصٌّ في المقصود، ويُؤيِّد هذا ما رواه البيهقيُّ بسند صحيح عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسارٍ، عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عنها , قال: "اسْتَأْذَنْتُ عليها، فَقالَتْ: مَنْ هذا؟ فَقُلْتُ: سُلَيْمانُ قالَتْ: كَمْ بَقِيَ عليك مِنْ مُكاتَبَتِكَ؟ قالَ: قُلْتُ: عَشْرُ أواقٍ قالَتْ: ادْخُلْ؛ فإنَّكَ عَبْدٌ ما بَقِيَ عليكَ دِرْهَمٌ "، وسليمانُ بنُ يسارٍ لم يكُنْ مولاها، بلْ كان مولى ميمونةَ كاتبَتْه بعِتقٍ.
وفي الحَديثِ: بيانُ ما كان عند التَّابعينَ مِن حِرصٍ على التَّفقُّهِ في الدِّينِ .

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح النسائيقال من شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخمس ومن شاء
صحيح النسائيالوتر حق فمن شاء أوتر بخمس ومن شاء أوتر بثلاث ومن
صحيح النسائيالوتر حق فمن شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخمس ومن شاء أوتر
صحيح النسائيعن عمر بن الخطاب قال من فاته حزبه من الليل فقرأه
صحيح النسائيأنه قال السنة في الصلاة على الجنازة أن يقرأ في التكبيرة الأولى
صحيح النسائيعن أبي ذر قال في متعة الحج ليست لكم ولستم منها في
صحيح النسائيعن أبي ذر قال كانت المتعة رخصة لنا
صحيح النسائيقال جاء رجل إلى ابن عمر فقال إن أهلنا ينبذون لنا
صحيح النسائيجاء رجل إلى ابن عمر فقال إن أهلنا ينبذون لنا شرابا عشيا فإذا
صحيح النسائيأنه كان يقول ما أبالي شربت الخمر أو عبدت هذه السارية
صحيح النسائيعن عثمان بن عفان قال اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث إنه
صحيح النسائيقال اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث فإنه كان رجل ممن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب