حديث إنه قال ليؤمكم أكثركم قراءة للقرآن قال فدعوني فعلموني الركوع والسجود فكنت

أحاديث نبوية | صحيح النسائي | حديث عمرو بن سلمة

«لمَّا رجعَ قَومي مِن عِندِ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، قالوا : إنَّهُ قالَ ليؤمَّكُم أكثرُكُم قِراءةً للقُرآنِ قالَ فدَعَوني فعلَّموني الرُّكوعَ والسُّجودَ فَكُنتُ أصلِّي بِهِم وَكانَت عليَّ بُردَةٌ مَفتوقةٌ فَكانوا يَقولونَ لأبي ألا تُغطِّي عنَّا استَ ابنِكَ ؟ !»

صحيح النسائي
عمرو بن سلمة
الألباني
صحيح

صحيح النسائي - رقم الحديث أو الصفحة: 766 -

شرح حديث لما رجع قومي من عند النبي صلى الله عليه وسلم قالوا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عَنْ أيُّوبَ، عن أبِي قِلابَةَ، عن عَمْرِو بنِ سَلِمَةَ، قالَ: قالَ لي أبو قِلابَةَ: ألَا تَلْقاهُ فَتَسْأَلَهُ؟ قالَ: فَلَقِيتُهُ فَسَأَلْتُهُ، فقالَ: كُنَّا بماءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وكانَ يَمُرُّ بنا الرُّكْبانُ فَنَسْأَلُهُمْ: ما لِلنَّاسِ؟ ما لِلنَّاسِ؟ ما هذا الرَّجُلُ؟ فيَقولونَ: يَزْعُمُ أنَّ اللَّهَ أرْسَلَهُ، أوْحَى إلَيْهِ -أوْ أوْحَى اللَّهُ بكَذا- فَكُنْتُ أحْفَظُ ذلكَ الكَلامَ، وكَأنَّما يُغْرَى في صَدْرِي، وكانَتِ العَرَبُ تَلَوَّمُ بإسْلامِهِمُ الفَتْحَ، فيَقولونَ: اتْرُكُوهُ وقَوْمَهُ؛ فإنَّه إنْ ظَهَرَ عليهم فَهو نَبِيٌّ صادِقٌ، فَلَمَّا كانَتْ وقْعَةُ أهْلِ الفَتْحِ، بادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بإسْلامِهِمْ، وبَدَرَ أبِي قَوْمِي بإسْلامِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قالَ: جِئْتُكُمْ واللَّهِ مِن عِندِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقًّا، فقالَ: صَلُّوا صَلاةَ كَذا في حِينِ كَذا، وصَلُّوا صَلاةَ كَذا في حِينِ كَذا، فإذا حَضَرَتِ الصَّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أحَدُكُمْ، ولْيَؤُمَّكُمْ أكْثَرُكُمْ قُرْآنًا.
فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أحَدٌ أكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي؛ لِما كُنْتُ أتَلَقَّى مِنَ الرُّكْبانِ، فَقَدَّمُونِي بيْنَ أيْدِيهِمْ وأنا ابنُ سِتٍّ أوْ سَبْعِ سِنِينَ، وكانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ، كُنْتُ إذا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي، فَقالتِ امْرَأَةٌ مِنَ الحَيِّ: ألَا تُغَطُّوا عَنَّا اسْتَ قارِئِكُمْ؟ فاشْتَرَوْا فَقَطَعُوا لي قَمِيصًا، فَما فَرِحْتُ بشَيءٍ فَرَحِي بذلكَ القَمِيصِ.
الراوي : عمرو بن سلمة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4302 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



في هذا الحَديثِ يُخبِرُ عَمْرُو بنُ سَلِمةَ رَضيَ اللهُ عنهما عن قِصَّةِ إمامَتِه لقَومِه عندَما سَأَلَه التَّابِعيُّ أبو قِلابةَ عبدُ اللهِ بنُ زَيدٍ الجَرْميُّ عن ذلك، فأخْبَرَ عَمْرُو بنُ سَلِمةَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّهم كانوا ساكِنينَ بمَوضِعٍ في المَدينةِ فيه ماءٌ، يمُرُّ النَّاسُ عليه، وكانوا كلَّما مَرَّ بهم الرُّكْبانُ -وهمُ المُسافِرونَ- سَأَلوهم: ما للنَّاسِ؟ ما للنَّاسِ؟ وما هذا الرَّجلُ؟ أي: ما حالُ النَّاسِ، أو ما طَرَأ للنَّاسِ حتَّى ظهَرَ عليهمُ القَلقُ والفزَعُ؟ وسُؤالُهم هذا يدُلُّ على حُدوثِ أمرٍ غَريبٍ؛ ولذا كَرَّروا السُّؤالَ: «ما للنَّاسِ؟)  ويَسْأَلونَ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فكان المُسافِرونَ يَذكُرونَ أنَّه رَجلٌ يَدَّعي أنَّ اللهَ أرْسَلَه إلى النَّاسِ كافَّةً، وأوْحَى إليه بكذا وكذا، أي: أوْحَى إليه بآيةِ كذا، أو سُورةِ كذا، كِنايةً عنِ القُرآنِ، فكان عَمْرُو بنُ سَلِمةَ رَضيَ اللهُ عنه يَحفَظُ ما يَنقُلونَه عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن القُرآنِ وغيرِه، وكان ما يَسمَعُه يُغْرَى، أي: يُلْصَقُ بالغراء، وفي نُسْخةٍ: «يُقَرُّ»، أي: يُثبَتُ في صَدرِه رَضيَ اللهُ عنه، ولأبي داودَ: «وكُنتُ غُلامًا حافِظًا، فحفِظْتُ مِن ذلك قُرآناً كَثيرًا»، وكانتِ العَرَبُ -ما عدا قريشًا قومَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في ذلك الوَقتِ تَتَلَوَّمُ بإسْلامِهمُ الفَتحَ، أي: يَنتَظِرونَ فَتْحَ مكَّةَ، أي: نَصْرَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على قَومِه للدُّخولِ في الإسْلامِ، فيَقولونَ: اتْرُكوه؛ فإنْ أظْهَرَه اللهُ على قُريشٍ ونصَرَه عليهمْ، فهو نَبيٌّ صادِقٌ؛ إذْ لا يُتصَوَّرُ غلَبَتُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليهم كذلك، إلَّا بمَحضِ المُعجِزةِ الخارِقةِ للعادةِ القاضيةِ بأنَّه لا يَظهَرُ عليهم؛ لضَعفِه وقوَّتِهم.
فلمَّا فتَحَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مكَّةَ في العامِ الثَّامِنِ مِن الهِجْرةِ، سارَعَ كلُّ قومٍ بإعْلانِ إسْلامِهم، وأسرَعَ أبوه، وسبَقَ قَومَه بإسْلامِه، وقدِمَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلمَّا رجَعَ مِن عندِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال لهم: «جِئتُكُم واللهِ مِن عندِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَقًّا»، أيِ: الَّذي نُبِّئَ حقًّا، فهو لا يَكذِبُ في هذا، وأخْبَرَ قَومَه بما أخْبَرَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الصَّلَواتِ المَكْتوبةِ عليهم ومَواقيتِها، وأنْ يُؤَذِّنَ أحَدُهم عندَ حُضورِ وقتِ الصَّلاةِ، وأنْ يَؤُمَّهم أكثَرُهم حِفظًا للقُرآنِ، فلمْ يَجِدوا أحفَظَ مِن عَمْرِو بنِ سَلِمةَ رَضيَ اللهُ عنهما؛ لِمَا كان يَحفَظُه وقْتَ أنْ كان يُقابِلُ الرُّكْبانَ المُسافِرينَ والمارِّينَ عليهم، فأَمَّهم وهو ابنُ سِتِّ سِنينَ، أو سَبعِ سِنينَ، وكان يَلبَسُ بُرْدةً -أي كِساءً أسْوَدَ مُرَبَّعًا- وهو يُصَلِّي، فكلَّما سجَدَ انحسَرَتْ ورُفِعَتْ إلى أعالي البَدَنِ، فتَنكشِفُ عَوْرتُه، فقالتِ امْرأةٌ مِن قَومِه: ألَا تُغَطُّونَ عنَّا اسْتَ قارِئِكم؟! أي: عَوْرتَه، فاشتَرَوْا له قَميصًا، وهو ثَوبٌ مَخِيطٌ بكُمَّيْنِ غَيرُ مُفرَّجٍ يُلْبَسُ تحْتَ الثِّيابِ، يَقولُ عَمْرُو بنُ سَلِمةَ رَضيَ اللهُ عنه: فما فرِحْتُ بشَيءٍ فَرَحي بذلك القَميصِ؛ إمَّا لأجْلِ حُصولِ التَّستُّرِ، وعدَمِ تَكلُّفِ الضَّبطِ، وخَوفِ الكَشفِ، وإمَّا فرِحَ به كما هو عادةُ الصِّغارِ بالثَّوبِ الجَديدِ.
وفي الحَديثِ: فَضلُ عَمْرِو بنِ سَلِمةَ رَضيَ اللهُ عنهما.
وفيه: مَشْروعيَّةُ إمامةِ الصَّبيِّ المُميِّزِ في الفَريضةِ.
وفيه: سَترُ العَوْرةِ عندَ الصَّلاةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح النسائيكان يمر علينا الركبان فنتعلم منهم القرآن فأتى أبي النبي صلى الله
صحيح النسائيلما كان وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم فذهب أبي بإسلام أهل
صحيح النسائيأن امرأة سرقت فأتي بها النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا من يجترئ
صحيح النسائيسرقت امرأة من قريش من بنى مخزوم فأتى بها النبي صلى الله عليه
صحيح النسائياستعارت امرأة على ألسنة أناس يعرفون وهي لا تعرف حليا فباعته وأخذت ثمنه
صحيح النسائيأن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ما
صحيح النسائيتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بأهله قال
صحيح النسائيأن رسول الله كان يقرأ في صلاة الغداة يالستين إلى المائة
صحيح النسائيصليت وراء رسول الله ثمانيا جميعا وسبعا جميعا
صحيح النسائيصليت مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة ثمانيا جميعا وسبعا جميعا
صحيح النسائيعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول أما بعد فإن الخمر نزل
صحيح النسائيقال الخمر من خمسة من التمر والحنطة والشعير والعسل


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب