حديث الصلاة أمامك فلما أتى المزدلفة صلى المغرب ثم نزعوا رحالهم

أحاديث نبوية | صحيح النسائي | حديث أسامة بن زيد

«كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أردفَهُ من عرفةَ ، فلمَّا أتى الشِّعبَ ، نزلَ فبالَ ولم يقل أهْراقَ الماءَ قالَ فصبَبتُ عليهِ من إداوةٍ فتَوضَّأ وضوءًا خَفيفًا فقلتُ لَه : الصَّلاةَ ! فقالَ : الصَّلاةُ أمامَكَ ، فلمَّا أتى المزدلِفةَ صلَّى المغربَ ، ثمَّ نزعوا رحالَهُم ، ثمَّ صلَّى العشاءَ»

صحيح النسائي
أسامة بن زيد
الألباني
صحيح

صحيح النسائي - رقم الحديث أو الصفحة: 608 - أخرجه البخاري (139)، ومسلم (1280)، وأبو داود (1925)، والنسائي (609) واللفظ له، وابن ماجه (3019)، وأحمد (21742)

شرح حديث كان النبي صلى الله عليه وسلم أردفه من عرفة فلما أتى


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

رَدِفْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن عَرَفَاتٍ، فَلَمَّا بَلَغَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الشِّعْبَ الأيْسَرَ، الذي دُونَ المُزْدَلِفَةِ، أنَاخَ، فَبَالَ ثُمَّ جَاءَ، فَصَبَبْتُ عليه الوَضُوءَ، فَتَوَضَّأَ وُضُوءًا خَفِيفًا، فَقُلتُ: الصَّلَاةُ يا رَسولَ اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ أمَامَكَ، فَرَكِبَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى أتَى المُزْدَلِفَةَ فَصَلَّى، ثُمَّ رَدِفَ الفَضْلُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةَ جَمْعٍ. قالَ كُرَيْبٌ: فأخْبَرَنِي عبدُ اللَّهِ بنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، عَنِ الفَضْلِ: أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَمْ يَزَلْ يُلَبِّي حتَّى بَلَغَ الجَمْرَةَ.
الراوي : أسامة بن زيد | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1669 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



الحجُّ هو الرُّكنُ الخامسُ مِن أركانِ الإسلامِ، وقد بيَّنَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَناسِكَ الحجِّ بأقوالِه وأفعالِه، ونَقَلَها لنا الصَّحابةُ الكرامُ رَضيَ اللهُ عنهم أجمعينَ.
وفي هذا الحديثِ يَروي أُسامةُ بنُ زَيْدٍ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه رَكِبَ خَلْفَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَنفِرُ مِن عَرَفاتٍ في حَجَّةِ الوداعِ، وكانت في السَّنةِ العاشرةِ مِن الهِجرةِ، فلمَّا بَلَغَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الشِّعْبَ الأيسرَ الَّذي هو قَريبٌ مِن المِزْدَلِفةِ أناخَ راحلتَه وجَعَلَها تَقعُدُ على الأرضِ، ونَزَلَ مِن فَوقِها فبالَ، والشِّعبُ: الطَّريقُ بَينَ الجبلَين، ثمَّ جاءه أُسامةُ بنُ زَيدٍ رَضيَ اللهُ عنهما بالماءِ فصَبَّ عليه، فتَوضَّأَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وُضوءًا خَفيفًا؛ وفي رِوايةِ الصَّحيحَينِ: «ولم يُسبِغِ الوُضوءَ»، والمقصودُ به أنَّه يَستوعِبُ العضوَ بالماءِ، ولا يُكثِرُ الدَّلْكَ، ولا يَزيدُ على مَرَّةٍ مَرَّةٍ، وفي هذا إشارةٌ إلى أنَّ أصْلَ فِعلِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الإسباغُ، وهو إعطاءُ كُلِّ عُضوٍ حقَّه مِن الماءِ، وغسْلُه ثلاثًا ثلاثًا، كما هو متواترٌ في السُّنَّةِ.
فسَأَلَ أُسامةُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وظَنَّ مِن نُزولِه ووُضوئِه أنَّه سيُؤدِّي صلاةَ المَغربِ، فأخْبَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الصَّلاةَ حاضِرةٌ أمامَك مَكانًا عندَ الوُصولِ للمُزدلِفةِ، فرَكِبَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى أتى المُزْدَلِفةَ، فصلَّى المَغرِبَ والعِشاءَ جمْعَ تَأخيرٍ.
والمُزدلِفةُ: اسمٌ للمكانِ الذي يَنزِلُ فيه الحجيجُ بعْدَ الإفاضةِ مِن عَرَفاتٍ، ويَبيتونَ فيه لَيلةَ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ، وفيه المَشعَرُ الحرامُ، وتُسمَّى جَمْعًا، وتَبعُدُ عن عَرَفةَ حوالي ( 12 كم )، وهي بجِوارِ مَشعَرِ مِنًى.
ثمَّ أخْبَرَ أُسامةُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ الفضْلَ بنَ العبَّاسِ رَضيَ اللهُ عنهما رَكِبَ خلْفَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَبيحةَ لَيلةِ المَبيتِ بالمُزدلِفةِ، وهي صَبيحةُ يَومِ النَّحرِ اليومِ العاشرِ مِن ذي الحِجَّةِ، حيث يَتوجَّهُ الحَجيجُ لرَمْيِ الجَمرةِ الكُبرى.
وسُمِّيَت المُزدلِفةُ ( جَمْعًا )؛ لأنَّها يُجمَعُ فيها بيْن الصَّلاتينِ المغربِ والعِشاءِ، وقيل: وُصِفَت بفِعلِ أهْلِها؛ لأنَّهم يَجتمِعون بها ويَزدَلِفون إلى اللهِ؛ أي: يَتقرَّبون إليه بالوقوفِ فيها.

وفي رِوايةِ الصَّحيحَينِ: «فرَكِبَ، فلمَّا جاء المزدلِفةَ نزَلَ فتَوضَّأَ، فأسْبَغَ الوُضوءَ، ثمَّ أُقِيمَت الصَّلاةُ، فصَلَّى المغرِبَ، ثمَّ أناخ كلُّ إنسانٍ بَعيرَه في مَنزلِه، ثمَّ أُقِيمَت العِشاءُ فصلَّى، ولم يُصلِّ بيْنهما»، قيل: تَخفيفُه في الوضوءِ الأوَّلِ هناك وإسباغُه هنا؛ لأنَّ الأوَّلَ لم يُرِدْ به الصَّلاةَ، وإنَّما أراد به دَوامَ الطَّهارةِ؛ ليَكونَ مُستصحِبًا للطَّهارةِ في طَريقِه، ولا سيَّما في تلك الحالةِ؛ لكَثرةِ الاحتياجِ إلى ذِكرِ اللهِ حينئذٍ، أو خفَّفَ الوُضوءَ لقِلَّةِ الماءِ حينئذٍ، ولكنْ لمَّا نَزَلَ وأراد الصَّلاةَ أسْبَغَه وأتَمَّه.
وأخْبَر الفضلُ بنُ العَبَّاسِ رَضيَ اللهُ عنهما، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لم يَزَلْ يُلبِّي حتَّى بَلَغَ الجَمرةَ الَّتي بالعَقَبةِ -وهي الجَمرةُ الكُبرَى غَرْبَي مِنًى ممَّا يَلي مكَّةَ- صَبيحةَ يومِ النَّحرِ، وهو اليومُ العاشِرُ مِن ذي الحِجَّةِ، فقَطَعَ التَّلبيةَ حينَ بُلوغِها، وصِيغةُ التَّلبيةِ: «لَبَّيكَ اللَّهمَّ لَبَّيك، لَبَّيك لا شَريكَ لك لَبَّيك، إنَّ الحمْدَ والنِّعمةَ لكَ والمُلْك، لا شَريكَ لك»، ويَبدَأُ وقْتُ التَّلبيةِ عندَ الإحرامِ بالحجِّ.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ المَبيتُ بالمُزدلِفةِ لَيلةَ النَّحرِ.
وفيه: مُبادَرةُ الحاجِّ بصَلاتي المغرِبِ والعِشاءِ جمعا أوَّلَ قُدومِه المُزدلِفةَ.
وفيه: تَواضُعُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: مَشروعيَّةُ رُكوبُ اثنَينِ على الدَّابَّةِ إذا كانتْ مُطيقةً لذلك.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح النسائيإنما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لسودة في الإفاضة قبل الصبح
صحيح النسائيكنت فيمن قدم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة في ضعفه أهله
صحيح النسائيأنا ممن قدم النبي صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة في ضعفة أهله
صحيح النسائيأنه صلى مع رسول الله في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعا
صحيح النسائيأن رسول الله جمع بينهما بالمزدلفة صلى كل واحدة منهما بإقامة
صحيح النسائيوددت أني استأذنت رسول الله كما استأذنته سودة فصليت الفجر بمنى قبل
صحيح النسائيإن صفية بنت حيي قد حاضت فقال رسول الله صلى الله عليه
صحيح النسائيالحجة المبرورة ليس لها ثواب إلا الجنة تكفر ما بينهما
صحيح النسائيلا يبيع الرجل على بيع أخيه حتى يبتاع أو يذر
صحيح النسائيلا يبيع أحدكم على بيع أخيه
صحيح النسائيأنهم كانوا يبتاعون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أعلى
صحيح النسائيكنا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتاع الطعام فيبعث علينا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, July 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب