حديث نزلت في آخر ما أنزلت وما نسخها شيء

أحاديث نبوية | صحيح النسائي | حديث سعيد بن جبير

«اختلف أهلُ الكوفةِ في هذه الآيةِ ومن يقتل مؤمنا متعمدا فرَحَلْتُ إلى ابنِ عباسٍ فسَأَلْتُه فقال : نزَلَتْ في آخرِ ما أُنْزِلَتْ، وما نَسَخَها شيءٌ.»

صحيح النسائي
سعيد بن جبير
الألباني
صحيح

صحيح النسائي - رقم الحديث أو الصفحة: 4879 -

شرح حديث اختلف أهل الكوفة في هذه الآية ومن يقتل مؤمنا متعمدا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

سَمِعْتُ سَعِيدَ بنَ جُبَيْرٍ قالَ: آيَةٌ اخْتَلَفَ فِيهَا أهْلُ الكُوفَةِ، فَرَحَلْتُ فِيهَا إلى ابْنِ عَبَّاسٍ فَسَأَلْتُهُ عَنْهَا، فَقالَ: نَزَلَتْ هذِه الآيَةُ: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ } [ النساء: 93 ]، هي آخِرُ ما نَزَلَ، وما نَسَخَهَا شَيءٌ.
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4590 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : من أفراد البخاري على مسلم



حرَّمَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى سَفْكَ الدِّماءِ المعصومةِ بغيْرِ حَقٍّ، وتَوعَّدَ مَن سفَكَها عمْدًا بالعذابِ الأليمِ، واللهُ عزَّ وجلَّ حَكَمٌ عَدْلٌ لا تَضيعُ عِندَه الحقوقُ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التابِعيُّ سعيدُ بن جُبَيرٍ أنَّ أهلَ الكوفةِ اخْتَلَفوا في آيةٍ، هي قولُ اللهِ تعالَى: { وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا } [ النساء: 93 أي: اخْتَلَفوا في جَزاءِ مَنْ قتَل مُؤمِنًا متعمِّدًا، والمرادُ بـ«أهل الكُوفِة»: فُقهاؤها، فرحَلَ سَعيدٌ إلى ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما يَسألُهُ عنها؛ ليَفْصِلَ في هذا الخِلافِ، وتَوجُّهُه إلى ابنِ عبَّاسٍ إنَّما كان لسَببينِ؛ الأوَّلُ: أنَّه صَحابيٌّ؛ فهو أقْرَبُ عهْدٍ بالنُّبوَّةِ مِنَ التَّابعين، والثاني: أنَّه مِن عُلماءِ الصَّحابةِ؛ فقدْ دَعا له النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنْ يُفقِّهَه اللهُ في الدِّينِ، فذَكَر له سَعيدٌ الاختلافَ، فأخْبَرَه ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما أنَّ آخِرَ ما نزَلَ هذِه الآيةُ وقال: «وَمَا نَسَخَهَا شَيْءٌ».
ومُرادُ كَلامِ ابنِ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: أنَّ آخِرَ ما نزَل في جَزاءِ مَن قتَلَ مُؤمنًا مُتعمِّدًا هو الحُكمُ المذكورُ في تِلك الآيةِ: { فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا }، وظاهِرُ معنى النَّسخِ عِندَه: أنَّه لا تَوبةَ له.
والَّذي عليه الجُمهورُ مِنَ السَّلف والخَلَفِ أنَّ القاتلَ المتعمِّدَ له تَوبةٌ كسائرِ أَصحابِ الكبائرِ؛ لقولِه تعالَى: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [ طه: 82 ]، وقولِه تعالَى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } [ النساء: 48 ]،.
وأنَّ المرادَ بالخُلودِ في الآيةِ هو المَكْثُ الطَّويلُ، أو هو لمن قَتَل مُستحلًّا قَتْلَ المؤمِنِ، أو لمن قَتَل ولم يَتُبْ، فيستحِقُّ ذلك إلَّا أن يعفوَ اللهُ عنه.
وقد رُوِيَ عن ابنِ عَبَّاسٍ ما يوافِقُ قَولَ الجُمهورِ، وهو ما أخرجه ابنُ أبي شيبةَ: «جاء رجلٌ إلى ابنِ عَبَّاسٍ فقال: لمن قتل مؤمنًا توبةٌ؟ قال: لا، إلَّا النَّارَ، فلما ذهب قال له جُلَساؤه: ما هكذا كنتَ تُفتينا، كنتَ تُفتينا أنَّ لمن قَتَل مؤمنًا توبةً مقبولةً، فما بالُ اليومَ؟ قال: إني أحسَبُه رجلًا مُغضَبًا يريدُ أن يَقتُلَ مُؤمِنًا، قال: فبعثوا في أثَرِه فوجدوه كذلك»؛ فيُحمَلُ القَولُ الأوَّلُ مِنْهُ عَلَى التَّغْلِيظِ والتشديدِ، وَإِنَّمَا أفتَى الرَّجُلَ بذلك؛ لِأَنَّهُ ظَنَّ أنَّ السَّائِلَ سَأَلَ ليَقْتُلَ، فَأَرَادَ زَجْرَه عَن ذَلِك.
وفي الحَديثِ: بَيانُ الحِرصِ على الرِّحلةِ في طَلبِ العلم مِن أهلِه ومَن هُم أعلمُ.
وفيه: أنَّ مُتعمِّدَ القتلِ بغيْرِ حقٍّ في خَطرٍ عظيمٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن ماجهاشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر
صحيح أبي داودأنا أولى بكل مؤمن من نفسه فمن ترك دينا أو ضيعة فإلي ومن
صحيح النسائيأرسل إلي زوجي بطلاقي فشددت علي ثيابي ثم أتيت النبي صلى
صحيح النسائيلما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتخيير أزواجه بدأ بي
صحيح النسائيأيما امرئ أفلس ثم وجد رجل عنده سلعته بعينها فهو أولى بها
صحيح النسائيأن النبي صلى الله عليه وسلم أتى برجل قد قتل رجلا فدفعه إلى
صحيح النسائينهاني نبي الله صلى الله عليه وسلم عن الخاتم في السبابة والوسطى
صحيح النسائينهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ألبس في إصبعي هذه وفي
صحيح النسائيمن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يقاد وإما أن يفدى
صحيح النسائيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الماء
صحيح النسائيأن نفرا من قومه انطلقوا إلى خيبر فتفرقوا فيها فوجدوا أحدهم
صحيح النسائيجيء بالقاتل الذي قتل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء به


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, August 1, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب