حديث خير أب قال فإني لم أعمل خيرا قط فإذا مت فأحرقوني ثم

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أبو سعيد الخدري

«أنَّ رَجُلًا كانَ قَبْلَكُمْ، رَغَسَهُ اللَّهُ مالًا، فقالَ لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ: أيَّ أبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قالوا: خَيْرَ أبٍ، قالَ: فإنِّي لَمْ أعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فإذا مُتُّ فأحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي في يَومٍ عاصِفٍ، فَفَعَلُوا، فَجَمعهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ، فقالَ: ما حَمَلَكَ؟ قالَ: مَخافَتُكَ، فَتَلَقَّاهُ برَحْمَتِهِ.»

صحيح البخاري
أبو سعيد الخدري
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 3478 -

شرح حديث أن رجلا كان قبلكم رغسه الله مالا فقال لبنيه لما حضر أي


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا فِيمَن سَلَفَ - أوْ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ، قالَ: كَلِمَةً: يَعْنِي - أعْطاهُ اللَّهُ مالًا ووَلَدًا، فَلَمَّا حَضَرَتِ الوَفاةُ، قالَ لِبَنِيهِ: أيَّ أبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قالوا: خَيْرَ أبٍ، قالَ: فإنَّه لَمْ يَبْتَئِرْ - أوْ لَمْ يَبْتَئِزْ - عِنْدَ اللَّهِ خَيْرًا، وإنْ يَقْدِرِ اللَّهُ عليه يُعَذِّبْهُ، فانْظُرُوا إذا مُتُّ فأحْرِقُونِي حتَّى إذا صِرْتُ فَحْمًا فاسْحَقُونِي - أوْ قالَ: فاسْحَكُونِي -، فإذا كانَ يَوْمُ رِيحٍ عاصِفٍ فأذْرُونِي فيها، فقالَ: نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فأخَذَ مَواثِيقَهُمْ علَى ذلكَ ورَبِّي، فَفَعَلُوا، ثُمَّ أذْرَوْهُ في يَومٍ عاصِفٍ، فقالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: كُنْ، فإذا هو رَجُلٌ قائِمٌ، قالَ اللَّهُ: أيْ عَبْدِي ما حَمَلَكَ علَى أنْ فَعَلْتَ ما فَعَلْتَ؟ قالَ: مَخافَتُكَ، - أوْ فَرَقٌ مِنْكَ -، قالَ: فَما تَلافاهُ أنْ رَحِمَهُ عِنْدَها وقالَ مَرَّةً أُخْرَى: فَما تَلافاهُ غَيْرُها، فَحَدَّثْتُ به أبا عُثْمانَ، فقالَ: سَمِعْتُ هذا مِن سَلْمانَ غيرَ أنَّه زادَ فِيهِ: أذْرُونِي في البَحْرِ، أوْ كما حَدَّثَ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 7508 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



يَنبَغي للإنسانِ أن يَكونَ حالُه معَ اللهِ بينَ الخَوفِ والرَّجاءِ؛ فالمُؤمِنُ يَخافُ اللهَ فيَتَّقيه ويَبتَعِدُ عنِ المَعاصي، ويَرجو الثَّوابَ منَ اللهِ سُبحانَه، فيَجتَهِدُ في العَمَلِ، وهو في كُلِّ أحوالِه يُسدِّدُ ويُقارِبُ.
وفي هذا الحديثِ يَروي أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ذكَرَ رَجُلًا من الأُمَمِ السَّابِقةِ -وفي حَديثِ حُذَيفةَ وأبي مَسعودٍ عند الطَّبَرانيِّ في الأوسَطِ أنَّه كان من بَني إسرائيلَ- أعْطاه اللهُ ورَزَقه مالًا وولدًا، وهذا كُلُّه من أعظَمِ النِّعَمِ على أيِّ إنسانٍ؛ فقد أعْطاه اللهُ زينةَ الحَياةِ الدُّنيا، التي تَقتَضي الشُّكرَ لله مع العَمَلِ الصَّالِحِ، وأنَّه لمَّا حضَرَته الوفاةُ وجاءه المَوتُ وأيقَنَ أنَّه واقِعٌ به، قال لِبَنيه: «أيَّ أبٍ كنتُ لكم؟» فَأثنَوا عليه خَيرًا وقالوا: نِعمَ الأبُ، فأخبَرَهم أنَّه لم يَبتَئر -أو لم يَبتَئز- عندَ اللهِ خيرًا، أي: لم يَدَّخِر عملًا صالحًا يُدخِلُه اللهُ به الجنَّةَ، وأنَّه إذا رجَعَ إلى اللهِ؛ فإنَّه سيُعذِّبُه بما فعَلَ، ويُحمَلُ هذا الكَلامُ على أنَّه كان مُوحِّدًا، ولَكِنَّه لم يَأتِ من شَرائعِه بشَيءٍ، وقد رُوي الحَديُث عند أحمَدَ بلَفظِ: «كان رَجلٌ مِمَّن كان قَبلَكُم لم يَعمَلْ خَيرًا قَطُّ إلَّا التَّوحيدَ»، وفي حَديثِ حُذيفةَ رَضيَ اللهُ عَنه عند البُخاريِّ: «إنَّه كان يُسيءُ الظَّنَّ بعَمَلِه»، ووَقَع في آخِرِ حَديثِ حُذيفَةَ رَضيَ اللهُ عَنه أنَّه كان نَبَّاشًا للقُبورِ، أي: يَسرِقُ أكفانَ المَوتى، فلمَّا حَضَره المَوتُ خاف تَفريطَه، فطَلبَ هذا الرَّجُلُ من أولادِه أن يُحرِّقُوه بعدَ مَوتِه، ثُمَّ يَسحَقُوه بعدَ أن يَصيرَ فَحمًا فيَجعلوه كالرَّمادِ، ثُمَّ يَنتظِروا يومًا تكونُ فيه الرِّيحُ شَديدةً فَيُلقُوه فيها، فَيَصيرَ رَمادُه مع الرِّيحِ، وفي رواية: «أذْرُونِي في البَحْرِ»، أي: أمَر أولادَه أن يَضعوا هذا الرَّمادَ في البحرِ، وأخَذَ من بَنيه العهدَ على فِعلِ ذلك، وقد جعَلَ الخوفُ هذا الرَّجلَ يَفقِدُ رُشدَه ويَظُنُّ أنَّه تَعالَى غيرُ قادرٍ على جَمعِه مرَّةً أُخرَى، وقيل: إنَّه فَعَل ذلك على وَجه الفِرارِ منَ اللهِ معَ اعتِقادِه أنَّه غَيرُ فائتٍ، وذلك كما يَفِرُّ الرَّجُلُ أمامَ الأسَدِ، مع اعتِقادِه أنَّه لا يَفوتُه سَبقًا، ولَكِنَّه يَفعَلُ نِهايةَ ما يُمكِنُه فِعلُه، أو أنَّه طَلَب ذلك خَوفًا منَ الباري تَعالَى، وتَحقيرًا لنَفسِه، وعُقوبةً لها بعِصيانِها، وإسرافِها، وتَذلُّلًا ورَجاءً أن يَكونَ هذا سَببًا إلى رَحمَتِه، ولَعلَّه كان مَشروعًا في مِلَّتِه.
ولذلك لَمَّا جَمَعَه اللهُ تَعالَى وقال له: «كُن»، فعاد إنسانًا كامِلًا كما كان قبلَ حَرقِه بقُدرتِه سُبحانه وتعالَى، فَسَألَه عَنِ الَّذي حمَلَه على فِعلِ ذلك، فقال الرَّجلُ: «مَخافتُك أو» قال: «فَرَقٌ منك»، والفَرَقُ: الخوفُ، وفي الصَّحيحَينِ من حَديثِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عَنه أنَّه قال: «وأنت أعلَمُ» بقَصدي من ذلك، وهذا دَليلٌ على إيمانِه؛ إذِ الخَشيةُ لا تَكونُ إلَّا لمُؤمِنٍ، بل لعالِمٍ، ويَستحيلُ أن يَخافَه مَن لا يُؤمِنُ به، فَتدارَكَته رَحمةُ ربِّه عندَ قولِه ذلك.
وفي الحَديثِ: بَيانُ عَظيمِ رَحمةِ اللهِ سُبحانَه.
وفيه: عَدَمُ اليَأسِ من رَحمةِ اللهِ ولو عَظُمَ الذَّنبُ.
وفيه: بَيانُ إثباتِ البَعثِ بعدَ المَوتِ، وإن تَفرَّقَتِ الأجزاءُ وتَلاشَت.
وفيه: بَيانُ فَضيلةِ الخَوفِ منَ اللهِ تَعالَى، وغَلَبَتُها على العَبدِ، وأنَّها من مَقاماتِ الإيمانِ، وأركانِ الإسلامِ، وبها انتَفَع هذا المُسرِفُ، وحَصَلَت له المَغفِرةُ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريإن رجلا حضره الموت لما أيس من الحياة أوصى أهله إذا مت فاجمعوا
صحيح البخاريكان الرجل يداين الناس فكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل
صحيح البخاريكان رجل يسرف على نفسه فلما حضره الموت قال لبنيه إذا أنا مت
صحيح البخاريكان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله فقال لأهله إذا أنا مت
صحيح البخاريذكر رجلا فيمن كان سلف أو قبلكم آتاه الله مالا وولدا يعني
صحيح البخاريقال رجل لم يعمل خيرا قط فإذا مات فحرقوه واذروا نصفه في البر
صحيح النسائيأن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول
صحيح الترمذيسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل قال رجل يجاهد
صحيح الجامعأفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه و ماله ثم مؤمن
صحيح مسلمأن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أي الناس أفضل فقال
صحيح مسلمقال رجل أي الناس أفضل يا رسول الله قال مؤمن يجاهد بنفسه وماله
صحيح البخاريقيل يا رسول الله أي الناس أفضل فقال رسول الله صلى الله عليه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب