حديث رقيت يوما على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته

أحاديث نبوية | صحيح الترمذي | حديث عبدالله بن عمر

«رقيتُ يومًا علَى بيتِ حفصةَ فرأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى حاجتِه مستقبلَ الشَّامِ مستدبرَ الكعبةِ»

صحيح الترمذي
عبدالله بن عمر
الألباني
صحيح

صحيح الترمذي - رقم الحديث أو الصفحة: 11 - أخرجه الترمذي (11) واللفظ له، وأحمد (4617)

شرح حديث رقيت يوما على بيت حفصة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

عَنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ، أنَّه كانَ يقولُ: إنَّ نَاسًا يقولونَ: إذَا قَعَدْتَ علَى حَاجَتِكَ فلا تَسْتَقْبِلِ القِبْلَةَ ولَا بَيْتَ المَقْدِسِ، فَقالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ: لَقَدِ ارْتَقَيْتُ يَوْمًا علَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا، فَرَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى لَبِنَتَيْنِ، مُسْتَقْبِلًا بَيْتَ المَقْدِسِ لِحَاجَتِهِ.
وقالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ علَى أوْرَاكِهِمْ؟ فَقُلتُ: لا أدْرِي واللَّهِ.
قالَ مَالِكٌ: يَعْنِي الذي يُصَلِّي ولَا يَرْتَفِعُ عَنِ الأرْضِ، يَسْجُدُ وهو لَاصِقٌ بالأرْضِ.
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 145 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 266 ) باختلاف يسير



علَّمَنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ آدابَ قَضاءِ الحاجةِ مِن الأقوالِ والأفعالِ، وبيَّن في سُنَّتِه ما يَنْبغي فِعلُه وما لا يَنْبغي.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ التَّابعيُّ وَاسِع بْنُ حَبَّانَ أنَّ عبدَ اللهِ بنَ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما كانَ يقولُ: إنَّ ناسًا يَقولون: إذا قَعَدتَ على حاجتِك -وهذا كِنايةٌ عن قَضاءِ الحاجةِ، وذَكَر القُعودَ لِكَونِه الغالِبَ، وإلَّا فلا فَرْقَ بيْنه وبيْنَ حالةِ القِيامِ- فلا تَستَقبِلِ الكَعبةَ المُشرَّفةَ التي هي القِبلةُ، ولا بَيتَ المَقدسِ، والمُرادُ به المسجدُ الأقْصى، وخَصَّ بَيتَ المَقدِسِ؛ لأنَّه كان القِبلةَ الأُولى للمُسلِمينَ، وأراد بالناسِ مَن كانوا يَقولون بعُمومِ النَّهيِ عن استِقبالِ القِبلةِ واستِدبارِها عِندَ الحاجةِ في الصَّحراءِ والبُنيانِ، وهم أمثالُ أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، وأبي هُريرةَ، ومَعقلٍ الأسَديِّ، وغَيرِهم، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهم.ثمَّ روَى عَبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه صَعِدَ يَومًا على ظَهرِ بَيتٍ، وفي رِوايةِ الصَّحيحَينِ: «على ظَهرِ بَيتِ حَفصةَ» أُختِه وزَوجِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، كما صرَّح به في رِوايةِ مُسلمٍ، فَرأى رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جالِسًا على لَبِنَتَينِ، واللَّبِنةُ قالَبٌ يكونُ مُستطيلًا أو مُربَّعًا مَصنوعًا مِن الطِّينِ، ويُستخدَمُ في البِناءِ، مُستقبِلًا بَيتَ المَقدِسِ وَقتَ قَضاءِ حاجتِه، وفي رِوايةٍ للبُخاريِّ «مُستقبِلَ الشَّامِ مُستدبِرَ الكَعبةِ»، فنَظَرَ منه ظاهِرَ جَسَدِه، لا على ما لا يَجوزُ النَّظرُ إليه، كالعَورةِ ونحوِها، فلمْ يَرَ إلَّا أعلاهُ، وما يَبرُزُ مِن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وقيل: لم يَقصِدِ ابنُ عمَرَ النَّظَرَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في تلك الحالةِ، وإنَّما صَعِدَ السَّطحَ لضَرورةٍ، كما في رِوايةٍ عندَ البُخاريِّ: «ارتَقَيتُ فَوقَ ظَهرِ بَيتِ حَفصةَ لِبَعضِ حاجَتِي»، فحانتْ منه الْتفاتةٌ، كما في رِوايةٍ للبَيهقيِّ، ولَمَّا اتَّفَقَتْ له رُؤيتُه في تلك الحالةِ عن غيرِ قصْدٍ أحبَّ ألَّا يُخلِيَ ذلك مِن فائدةٍ، فحَفِظَ هذا الحُكْمَ الشَّرعيَّ؛ فبيَّن حَديثُ ابنِ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما أنَّه لا يُوجَدُ حَرَجٌ أو مَحظورٌ شَرعيٌّ في قَضاءِ الحاجةِ في كُنُفٍ قدْ بُنيِتْ باتِّجاهِ القِبلةِ استِقبالًا أو استِدبارًا، وأنَّ حُكمَ النَّهيِ يخُصُّ مَن كان يَقضِي حاجتَه في أماكنَ يَستطيعُ أنْ يَميلَ فيها عن جِهةِ القِبلةِ في الصَّحراءِ والفَضاءِ ونَحوِ ذلك.ثُمَّ قال ابنُ عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنهما لِوَاسِع بنِ حَبَّانَ: لَعلَّك مِن الَّذينَ يُصلُّون على أوراكِهم؟ أي: مِن الجاهِلينَ بالسُّنَّةِ في السُّجودِ مِن تَجافي البَطنِ عن الوَرِكَين فيه؛ وقد فسَّرها الرَّاوي في الحديثِ بقولِه: «يَعْنِي الذي يُصَلِّي ولا يَرْتَفِعُ عن الأرضِ، يَسجُدُ وهو لاصِقٌ بالأرضِ»، وهذا على وَجْهِ التَّحذيرِ له مِن الصَّلاةِ عليها، والعَيبِ على مَن يَفعَلُ ذلك، ويَقصِدُ أيضًا: لو كَنتَ ممَّن لا يَجهَلُها لَعَرَفتَ الفَرقَ بيْن الفَضاءِ وغيرِه، والفرْقَ بيْن استِقبالِ الكَعبةِ وبَيتِ المَقدِسِ.
وفي الحَديثِ: دَليلٌ على أنَّ الصَّحابةَ رَضيَ اللهُ عنهم يَختَلِفون في مَعاني السُّنَنِ، وأنَّ كُلَّ واحِدٍ منهم يَستعمِلُ ما سَمِعَ على عُمومِه.
وفيه: تَتَبُّعُ أحوالِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كُلِّها، ونَقلُها، وأنَّها كلَّها أحكامٌ شَرعيَّةٌ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترمذيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها صداقها
صحيح الترمذيأنه باع من النبي صلى الله عليه وسلم بعيرا واشترط ظهره إلى
صحيح الترمذيكانوا ركوعا في صلاة الصبح
صحيح الترمذيعن ابن عمر قال كانوا ركوعا في صلاة الفجر يعني في
صحيح الترمذيإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي الصبح فينصرف النساء
صحيح الترمذيلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما تقام الصلاة يكلمه
صحيح الترمذييعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية لك فأنزل الله والجروح قصاص
صحيح الترمذيأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر
سنن الترمذيأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر
صحيح الترمذيدخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على
صحيح الترمذيهل معكم من لحمه شيء في حديث صيد أبي قتادة الحمار الوحشي
صحيح الترمذيماتت شاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهلها ألا نزعتم جلدها


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 22, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب