حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا قد جهد حتى صار مثل

أحاديث نبوية | صحيح الترمذي | حديث أنس بن مالك

«أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ عادَ رجلًا قد جُهِدَ حتَّى صارَ مثلَ فرخٍ فقالَ لَهُ أما كنتَ تدعو أما كنتَ تسألُ ربَّكَ العافيةَ قالَ كنتُ أقولُ اللَّهمَّ ما كنتَ مُعاقبي بِهِ في الآخرةِ فعجِّلْهُ لي في الدُّنيا فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ سبحانَ اللَّهِ إنَّكَ لا تطيقُهُ أو لا تستطيعُهُ أفلا كنتَ تقولُ اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حسَنةً وفي الآخرةِ حسَنةً وقِنا عذابَ النَّارِ»

صحيح الترمذي
أنس بن مالك
الألباني
صحيح

صحيح الترمذي - رقم الحديث أو الصفحة: 3487 -

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم عاد رجلا قد جهد حتى صار


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَادَ رَجُلًا مِنَ المُسْلِمِينَ قدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الفَرْخِ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: هلْ كُنْتَ تَدْعُو بشَيءٍ، أَوْ تَسْأَلُهُ إيَّاهُ؟ قالَ: نَعَمْ؛ كُنْتُ أَقُولُ: اللَّهُمَّ ما كُنْتَ مُعَاقِبِي به في الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لي في الدُّنْيَا، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سُبْحَانَ اللهِ! لا تُطِيقُهُ -أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ- أَفلَا قُلْتَ: اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً، وفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، قالَ: فَدَعَا اللهَ له، فَشَفَاهُ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2688 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتفقَّدُ أصحابَه، ويَزورُ مَريضَهم ويَدْعو لهم، ويُعلِّمُهم أُمورَ الدِّينِ، ويُصوِّبُ أخْطاءَهم.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أَنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زار رجُلًا مَريضًا منَ المسْلِمينَ، كان قَد أَضعَفَه المرضُ حتَّى صارَ ضعيفًا مِثلَ الفَرخِ، وهو الطَّائرُ الصَّغيرُ؛ لضَعفِه وكَثرةِ نَحافتِه، ولمَقامِ النُّبوَّةِ عَلِم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مِثلَ هذا الابتلاءِ مع هذا الرَّجلِ فيه أمرٌ، ولذلك سَألَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هَل كُنتَ تَدْعو بشَيءٍ أو تَسألُه إيَّاه؟ أي: هل كُنتَ تَدعو اللهَ بشَيءٍ منَ الأَدعيَةِ الَّتي يُسأَلُ فيها مَكروهٌ؟ أو: هل سَألتَ اللهَ البَلاءَ الَّذي أنتَ فيهِ؟ فأجاب الرَّجلُ: نَعمْ، كُنتُ أدْعُوه تعالَى أنَّه إذا كان سيُعاقِبُه في الآخِرَةِ، فلْيعَجِّلْ عُقوبتَه في الدُّنيا، خَوفًا وخَشيةً مِن عَذابِ الآخرةِ، فكأنَّ اللهَ سُبحانَه وتَعالَى استَجابَ دُعاءَه وابْتلاهُ بالمرَضِ حتَّى ضَعُفَ وصارَ مثلَ الطَّائرِ الضَّعيفِ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «سُبحانَ اللهِ!» وهذا تَنزيهٌ للهِ عن كلِّ ما لا يَليقُ، وقاله النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَعجُّبًا مِن دُعاءِ الرَّجلِ تَعجيلَ عَذابِ الآخرةِ عليه، وقال له: «لا تُطيقُه أَوْ لا تَستطيعُه» أي: لا تَتحمَّلُه في الدُّنيا؛ لأنَّ نَشأةَ الدُّنيا ضَعيفةٌ لا تَحتمِلُ العذابَ الشَّديدَ والألمَ العظيمَ، وأمَّا نَشأةُ الآخرةِ فهي للبَقاءِ.
ثمَّ عَلَّمَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كيفَ يَدْعو، وأرشَدَه إلى أحسَنِ ما يُقالُ، وأنْ يَدْعوَ ويقولَ: «اللُّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حَسنَةً، وفي الآخرَةِ حسنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ» وحَسَنةُ الدُّنيا يَدخُلُ فيها كُلُّ ما يَحسُنُ وُقوعُه عِندَ العَبدِ؛ مِن رِزقٍ هَنيءٍ واسعٍ حَلالٍ، وزَوجةٍ صالحةٍ، ووَلدٍ تقَرُّ به العَينُ، وراحةٍ، وعِلمٍ نافعٍ، وعَملٍ صالحٍ، ونَحوِ ذلكَ مِنَ المطالبِ المَحبوبَةِ والمُباحةِ.

وحسنَةُ الآخرَةِ هي: السَّلامةُ منَ العُقوباتِ في القَبرِ والموقِفِ والنَّارِ، وحُصولُ رِضا اللهِ، والفوزُ بالنَّعيمِ المُقيمِ في الجَنَّة، والقُربُ مِنَ الله الرَّحمن الرَّحيم، والدُّعاءُ بالوقايةِ مِن عَذابِ النَّارِ، وما يُقرِّبُ إليها مِن شَهوةٍ وعَملٍ في الدُّنيا، فهذا الدُّعاءُ مِن الجوامعِ الَّتي تَتضمَّنُ خيْرَ الدُّنيا والآخرةِ.
وأخبَرَ أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ دَعا لهذا الرَّجلِ بالشِّفاءِ، فاستجابَ اللهُ دُعاءَ حَبيبِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فشَفاه اللهُ وأبْرَأَه مِن ذلك المرضِ.
وفي الحديثِ: أنَّه لا يَنْبغي للعبدِ أنْ يَطلُبَ لنَفسِه البلاءَ، وإذا سَأل فإنَّما يَسأَلُ ما فيه خيرٌ.
وفيه: عِيادةُ المريضِ، ولوْ كان العائدُ أميرًا أو نحْوَه.
وفيه: سُؤالُ المريضِ سَببَ مَرضِه؛ ليُبحَثَ له عن الأدويةِ المناسِبةِ له.
وفيه: التَّسبيحُ عندَ التَّعجُّبِ.
وفيه: أنَّ مِن المرضِ ما يكونُ عُقوبةً لِصاحبِه.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترمذيالأنصار كرشي وعيبتي وإن الناس سيكثرون ويقلون فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم
صحيح الترمذيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص في بيع العرايا بخرصها
صحيح الترمذيدخلت المسجد حين غابت الشمس والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فقال النبي
صحيح الترمذيأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر عمرة الحديبية
صحيح الترمذيانفلق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله
صحيح الترمذيإذا استلقى أحدكم على ظهره فلا يضع إحدى رجليه على الأخرى
صحيح الترمذيعن أنس بن مالك قال أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة
صحيح الترمذيكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه
صحيح الترمذيأن النبي صلى الله عليه وسلم اعتمر في ذي القعدة
صحيح الترمذيسئل سهل بن سعد بأي شيء دووي جرح رسول الله صلى الله عليه
صحيح الترمذيبني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول
صحيح الترمذيكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا القرآن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, December 29, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب