حديث من حوسب عذب

أحاديث نبوية | صحيح الترمذي | حديث أنس بن مالك

«مَن حوسِبَ عُذِّبَ»

صحيح الترمذي
أنس بن مالك
الألباني
حسن صحيح

صحيح الترمذي - رقم الحديث أو الصفحة: 3338 - أخرجه الترمذي (3338)، والضياء في ((الأحاديث المختارة)) (2409)

شرح حديث من حوسب عذب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كَانَتْ لا تَسْمَعُ شيئًا لا تَعْرِفُهُ، إلَّا رَاجَعَتْ فيه حتَّى تَعْرِفَهُ، وأنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: مَن حُوسِبَ عُذِّبَ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلتُ أوَليسَ يقولُ اللَّهُ تَعَالَى: { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } [ الانشقاق: 8 ] قَالَتْ: فَقَالَ: إنَّما ذَلِكِ العَرْضُ، ولَكِنْ: مَن نُوقِشَ الحِسَابَ يَهْلِكْ.
الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 103 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ هو المرجعُ في تَفسيرِ ما يُشكِلُ على الناسِ في دِينِهم، وقد حرَصَ الصَّحابةُ رَضيَ اللهُ عنهم على الرُّجوعِ إليه في ما يَعرِضُ لهم ويُشكِلُ عليهم.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِر عبدُ اللهِ بْنُ أبي مُلَيكةَ، أنَّ عائِشةَ زَوجَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانتْ لا تَسمَعُ شيئًا لا تَعرِفُه، إلَّا راجَعَتْ فيه القائلَ أو سأَلَت عنه النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ حتَّى تَعْرِفَ حَقيقتَه وصَوابَه مِن خَطَئِه، وهذا مِن الفِطنةِ والذَّكاءِ؛ ألَّا تُوقِنَ بكلِّ ما سَمِعَتْه ومعها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.ثم رَوَت عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: «مَن حُوسِبَ عُذِّبَ»، وهنا قارنتْ عائشةُ رَضيَ اللهُ عنها بيْن قولِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقولِ اللهِ تعالَى: { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا } [ الانشقاق: 8 ]؛ فلَفظُ الحديثِ عامٌّ في تَعذيبِ مَن حُوسِبَ، ولَفظُ الآيةِ دالٌّ على أنَّ بَعضَهم لا يُعذَّبُ، فأجابَها النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بقولِه: «إنَّما ذلكِ العَرْضُ، ولكِنْ مَن نُوقِشَ الحِسَابَ يَهْلِكْ»، فكان جَوابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبَيانِ المَقصودِ الحَقيقيِّ للآيةِ، وأنَّ الحِسابَ اليَسيرَ شَيءٌ آخَرُ، وهو العرْضُ، وهو إبرازُ الأعمالِ وإظهارُها، فيُعرِّفُ اللهُ صاحبَها بذُنوبِه، ثمَّ يَتجاوَزُ عنه؛ حتى يَعرِفَ مِنَّةَ اللهِ عليه في سَتْرِها عليه في الدُّنيا، وفي عَفْوِه عنها في الآخرةِ، وأنَّ مَن نُوقِشَ الحِسابَ يَهْلِكُ، والمعنى: أنَّ التَّقصيرَ غالبٌ على العِبادِ، فمَن استُقصِيَ عليه ولم يُسامَحْ؛ هَلَكَ وأُدخِلَ النَّارَ.فالحِسابُ يومَ القِيامةِ نَوعانِ: حِسابُ عَرْضٍ ومُعاتَبةٍ، وهو حِسابٌ يَسيرٌ لا عَذابَ فيه، وحِسابُ مُناقَشةٍ، وهو حِسابٌ عَسيرٌ وشَديدٌ، ولا يَخلو مِن العذابِ؛ لأنَّه مُناقَشةٌ للعبدِ على أخطائِه، وتَوقيفُه على جَميعِ ذُنوبِه، واستقصاءٌ لكلِّ سيِّئاتِه.
وفي الحديثِ: بَيانُ فَضيلةِ عائشةَ رَضيَ اللهُ عنها، وحِرصِها على التَّعلُّمِ والتَّحقيقِ.
وفيه: إثباتُ الحِسابِ والعَرْضِ، والعذابِ يومَ القيامةِ، وتَفاوُتُ النَّاسِ في الحِسابِ.
وفيه: جَوازُ المُناظَرةِ ومُقابَلةِ السُّنَّةِ بالكِتابِ.
وفيه: أنَّ مِن حقِّ طالبِ العِلمِ أنْ يَسأَلَ فيما أشكَلَ عليه، وأنْ يُراجِعَ.
وفيه: أنَّ على العالِمِ أنْ يُقابِلَ مُراجعتَه برَحابةِ صَدْرٍ، وأنْ يُجيبَ السَّائلَ المُستفهِمَ، كما فعَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترمذيالحمى فور من النار فأبردوها بالماء
صحيح الترمذيهي زوجته في الدنيا والآخرة يعني عائشة
صحيح الترمذيقلت يا رسول الله أسمع منك أشياء فلا أحفظها قال ابسط رداءك فبسطته
صحيح الترمذيقيل يا رسول الله من أحب الناس إليك قال عائشة قيل من الرجال
صحيح الترمذيأنه سئل عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم قال كان يصوم من
صحيح الترمذيأن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
صحيح الترمذيسألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان
صحيح الترمذيرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع في الصحفة يعني
صحيح الترمذيإن الله حرم مكة ولم يحرمها الناس من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
صحيح الترمذيلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات بالرجال من النساء والمتشبهين
صحيح الترمذيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم في النفل للفرس بسهمين
صحيح الترمذيكان ملك من الملوك وكان لذلك الملك كاهن يكهن له فقال الكاهن


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, November 20, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب