حديث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على ميت ففهمت من صلاته

أحاديث نبوية | صحيح الترمذي | حديث عوف بن مالك الأشجعي

«سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصلِّي علَى ميِّتٍ ففَهمتُ من صلاتِه عليهِ اللَّهمَّ اغفر لَه وارحمهُ واغسلهُ بالبردِ كما يغسلُ الثَّوبُ»

صحيح الترمذي
عوف بن مالك الأشجعي
الألباني
صحيح

صحيح الترمذي - رقم الحديث أو الصفحة: 1025 -

شرح حديث سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على ميت ففهمت من


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ علَى جِنَازَةٍ، فَحَفِظْتُ مِن دُعَائِهِ وَهو يقولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ له وَارْحَمْهُ، وَعَافِهِ وَاعْفُ عنْه، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بالمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِن دَارِهِ، وَأَهْلًا خَيْرًا مِن أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ، أَوْ مِن عَذَابِ النَّارِ.
قالَ: حتَّى تَمَنَّيْتُ أَنْ أَكُونَ أَنَا ذلكَ المَيِّتَ.
الراوي : عوف بن مالك الأشجعي | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 963 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



المقصودُ مِن الصَّلاةِ على الميِّتِ الدُّعاءُ والاستغفارُ له، وقدْ ورَدَت أدعيةٌ مُتعدِّدةٌ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم تُقالُ في صَلاةِ الجنازةِ، والأفضلُ أنْ يَدعُوَ المُصلِّي بهذه الأدعيةِ الواردةِ عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وإنْ دَعا بغيرِها فلا حرَجَ عليه، ويكونُ الدُّعاءُ للميِّتِ بعدَ التَّكبيرةِ الثَّالثةِ، ويَدْعو سِرًّا بأحسَنِ ما يَحضُرُه، ولكنْ عليه أنْ يُخلِصَ الدُّعاءَ للميِّتِ.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ عوْفُ بنُ مالكٍ الأشجعيُّ رَضِي اللهُ عنه أنَّه حضَرَ صَلاةَ جنازةٍ مع النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وكان مِن دُعائهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم الَّذي حَفِظَه عوْفٌ رَضِي اللهُ عنه: «اللَّهمَّ اغفِرْ لَه» وذلك بمَحوِ السَّيِّئاتِ والذُّنوبِ، «وارحَمْه» بقَبولِ الطَّاعاتِ، «وعافِه»، أي: ادْفَعْ عنه المَكروهاتِ، وسلِّمْه منَ العَذابِ، «واعفُ عنهُ»، أي: عمَّا وقَعَ منه مِن ذُنوبٍ وتَقصيرٍ في الطَّاعاتِ، «وأَكرِمْ نُزُلَه»، والنُّزُلُ في الأصلِ طَعامُ الضَّيفِ الَّذي يُهيَّأُ له، والمرادُ هنا ما يُعطِيه اللهُ ويُكرِمُ به عبْدَه عندَ لِقائهِ، «ووَسِّع مُدْخلَه»، أي: وَسِّع مَوضعَ دُخولِه الَّذي يَدخُلُ فيه -وهوَ قبرُه- فلا يُضيَّقُ عليه، وهو مِن نَعيمِ المؤمنِ في القبرِ؛ وذلك أنَّ القبرَ إمَّا أنْ يُوسَّعَ لصاحبِه، وإمَّا أنْ يُضيَّقَ على صاحبِه، «واغسِلْه بالماءِ والثَّلجِ والبَرَدِ»، البَردُ: حَبُّ الثَّلجِ منَ الغَمامِ النَّازلِ مِن السَّماءِ، والمعنى: طَهِّرْه منَ الذُّنوبِ والمَعاصي بها، كَما أنَّ هَذه الأَشياءَ أَنواعُ المُطهِّراتِ منَ الوَسخِ والدَّنسِ، وجمَعَ بيْنها للمُبالَغةِ، أي: طَهِّرْه مِن الذُّنوبِ بأنواعِ المغفرةِ، وذَكَرَ الثَّلجَ والبَرَدَ؛ لأنَّهما بارِدانِ، وذَكَر الماءَ؛ لأنَّ بهِ النَّظافةَ، والذُّنوبُ عُقوبتُها حارَّةٌ، فناسَبَ أنْ يَقْرِنَ معَ الماءِ الثَّلجَ، فيَحصُلُ بالماءِ التَّنظيفُ، ويَحصُلُ بالثَّلجِ والبَرَدِ التَّبريدُ.
«ونَقِّهِ منَ الخَطايا»، وهذا دُعاءٌ بالتَّنقيةِ بمَعنى التَّطهيرِ مِن مَعاصِيه، كَما يُنظَّفُ الثَّوبُ الأَبيضُ منَ الوَسخِ، وهوَ تَشبيهٌ للمَعقولِ بالمَحسوسِ، وهوَ تَأكيدٌ لِمَا قَبْلَه أَرادَ بهِ المُبالغةَ في التَّطهيرِ منَ الخَطايا والذُّنوبِ، «وأَبْدِلْه دارًا خَيرًا مِن دارِه»، أي: عَوِّضْه وأَعطِه منَ القُصورِ أو مِن سَعةِ القُبورِ ما هوَ خيرٌ مِن دارِه في الدُّنيا الفانِيَةِ، وأبْدِلْه «أَهلًا خيرًا مِن أَهلِه» الَّذين همْ ذَوُوه، كأُمِّه وخالتِه وبَناتِه، وأَبيه وابنِه، وما أَشبهَ ذلكَ، ممَّا كان له مِن قَراباتِ الدُّنيا، ولا تَدخُلُ الزَّوجةُ فيهم؛ لأنَّه قدْ خصَّها بالذِّكرِ فيما بعْدُ، وقيل: الأهلُ هنا عبارةٌ عن الخدَمِ، «وَزَوْجًا خَيْرًا مِن زَوْجِهِ»، أي: أَعطِه زَوجةً منَ الحُورِ العينِ، أو مِن نِساءِ الدُّنيا في الجَنَّةِ، وقيل: المرادُ بالإبدالِ في الأهلِ والزَّوجةِ إبدالُ الأوصافِ لا الذَّواتِ، «وأَدخِلْه الجنَّةَ» وهو دُعاءٌ بدُخولِه الجنَّةَ ابتداءً مِن غيرِ تَعذيبٍ سابقٍ، «وَأَعِذْهُ مِن عَذَابِ القَبْرِ» بعْدَ أنْ يَدخُلَه، أَوْ قال: «أعِذْه مِن عَذَابِ النَّارِ» في الآخرةِ.
وعقَّب عَوفُ بنُ مالكٍ رَضِي اللهُ عنه أنَّه بعْدَ سَماعِه هذا الدُّعاءَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، تَمنَّى أنْ يكونَ هو ذلكَ الميِّتَ؛ لِما في هذا الدُّعاءِ مِن عَظيمِ الأجرِ والمغفرةِ لصحابِه، ولتَحصيلِ ثَمرةِ دُعائهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم؛ فصَلاةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ودُعاؤه أرْجى في القَبولِ والتَّحقُّقِ مِن غيرِه.
وفي الحَديثِ: الدُّعاءُ في صَلاةِ الجنازةِ، وهو مُعظَمُ مَقصودِها.
وفيه: إثباتُ عَذابِ القبرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
سنن الترمذيرمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله أو أبجله فحسمه
صحيح الترمذيرمي يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله أو أبجله فحسمه
سنن الترمذيفي الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام
صحيح الترمذيفي الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين مائة عام
صحيح الترمذيلا تستقبلوا السوق ولا تحفلوا ولا ينفق بعضكم لبعض
صحيح ابن ماجهرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فأخذ شماله بيمينه
صحيح الترمذيعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن تلقي البيوع
صحيح الترمذيجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأنا مريض في بني سلمة
صحيح الترمذيلو أنكم تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها
صحيح الترمذيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة يوم الفتح فناجاها
صحيح الترمذيأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة عام الفتح فناجاها فبكت
سنن الترمذيلو أنكم تكونون كما تكونون عندي لأظلتكم الملائكة بأجنحتها


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Thursday, July 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب