شرح حديث من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر
كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة
الصَّلاةُ أعظمُ رُكنٌ من أركانِ الإسلامِ بعد الشَّهادتَينِ، ولها أهميَّةٌ كبيرةٌ في الشَّرعِ، وقد بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ فضْلَها وثوابَ المُحافظةِ عليها، كما بيَّنَ خطَرَ التَّهاونِ في شأنِها،
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ عبدُ
اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ
اللهُ عنهما، أنَّ النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ قال: "مَن سمِعَ النِّداءَ"،
أي: الأذانَ للصَّلاةِ والإعلامِ بدُخولِ وقتِها، "فلم يأْتِه"،
أي: فلم يذهَبْ للصَّلاةِ في الجماعةِ مع عدَمِ وُجودِ عُذْرٍ شرعيٍّ، "فلا صلاةَ له إلَّا مِن عُذْرٍ" والعُذْرُ الشَّرعيُّ هو المانِعُ عن الذَّهابِ للصَّلاةِ؛ مِثل المرضِ، وعندَ أبي داودَ: "قالوا: وما العُذْرُ؟ قال: خوفٌ أو مَرَضٌ" فبيَّنَ العُذْرَ المقصودَ.
والمُرادُ بسَماعِ الأذانِ: العِلْمُ بدُخولِ وقْتِ الصَّلاةِ بأيِّ وسيلةٍ مِن أدواتِ تحديدِ الوقتِ، وعلى المُؤمنِ أنْ يَجتهِدَ ويَحتاطَ لدِينِه، وذلك الحرصُ مِن أجْلِ حُضورِ الجماعةِ في هذه العِبادةِ العظيمةِ؛ امتثالًا لقولِه سُبحانَه:
{ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ } [
البقرة: 238 ]، وقولِه عزَّ وجلَّ:
{ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } [
البقرة: 43 ]، وقولِ النَّبيِّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ كما في مُسنَدِ أحمدَ: "مَن حافَظَ على الصَّلاةِ كانت له نُورًا وبُرهانًا ونجاةً يومَ القيامةِ، ومَن لم يُحافِظْ عليها لم يكُنْ له نُورٌ ولا بُرهانٌ ولا نجاةٌ، وحُشِرَ يومَ القيامةِ مع فِرعونَ وهامانَ وقارونَ وأُبَيِّ بنِ خلَفٍ".
ولم يُرَخِّصِ النَّبيُّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ للأعمى أنْ يَتخلَّفَ عنِ الجماعةِ؛ ففي صحيحِ مُسلِمٍ عن أبي هُريرةَ رضِيَ
اللهُ عنه: أتى النَّبيَّ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ رجُلٌ أعمى، فقال: يا رسولَ
اللهِ، إنَّه ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجِدِ، فسأَلَ رسولَ
اللهِ صلَّى
اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُرَخِّصَ له، فيُصَلِّيَ في بيتِه، فرخَّصَ له، فلمَّا ولَّى، دعاه، فقال: "هل تسمَعُ النِّداءَ للصَّلاةِ؟" قال: نعم، قال: "فأجِبْ".
شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم