حديث أي بلال فقال بلال أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك بأبي أنت

أحاديث نبوية | صحيح ابن ماجه | حديث أبو هريرة

«أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ حينَ قفلَ من غزوةِ خيبرَ ، فسارَ ليلَه ، حتَّى إذا أدرَكَهُ الكَرى عرَّسَ ، وقالَ لبِلالٍ: اكلأ لَنا اللَّيلَ فصلَّى بلالٌ ما قُدِّرَ لَهُ ، وَنامَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصحابُهُ ، فلمَّا تقاربَ الفجرُ ، استَندَ بلالٌ إلى راحلتِهِ مواجِهَ الفجرِ ، فغلبت بلالًا عيناهُ وَهوَ مستَندٌ إلى راحلتِهِ ، فلم يَستيقظ بلالٌ ولا أحدٌ من أصحابِهِ حتَّى ضربتهمُ الشَّمسُ ، فَكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أوَّلَهُمُ استيقاظًا ، ففزِعَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: أي بلالُ فقالَ بلالٌ: أخذَ بنَفسيَ الَّذي أخذَ بنفسِكَ ، بأبي أنتَ وأمِّي يا رسولَ اللَّهِ قالَ: اقتادوا فاقتادوا رواحلَهُم شيئًا ، ثمَّ توضَّأَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ، وأمرَ بلالًا فأقامَ الصَّلاةَ ، فصلَّى بِهِمُ الصُّبحَ ، فلمَّا قضى النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الصَّلاةَ قالَ: من نسيَ صلاةً ، فليصلِّها إذا ذَكَرَها ، فإنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قالَ: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي»

صحيح ابن ماجه
أبو هريرة
الألباني
صحيح

صحيح ابن ماجه - رقم الحديث أو الصفحة: 577 -

شرح حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من غزوة خيبر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

الصَّلاةُ والعِباداتُ أُمورٌ تَوقيفيَّةٌ، لا بدَّ أنْ تُفعَلَ كما علَّمَها لنا النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي هذا الحديثِ تَعليمٌ وتَربيةٌ نَبويَّةٌ لمَن نسِيَ الصَّلاةَ أو غفَلَ عن وقْتِها؛ حيثُ يُخبِرُ أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حين قفَلَ"، أي: رجَعَ مُتوجِّهًا إلى المدينةِ، "مِن غَزوةِ خيبرَ" وكانت في المُحرَّمِ سَنةَ سبْعٍ من الهجرةِ، وكانت بين المُسلِمين واليهودِ، وخيبرُ بلدةٌ تقَعُ شمالَ المدينةِ على طَريقِ الشَّامِ، تبعُدُ عن المدينةِ 165 ميلًا ( 264 كم )، "فسار ليلَه، حتَّى إذا أدرَكَه الكَرى" وهو النُّعاسُ، وقيل: النَّومُ، "عرَّسَ" من التَّعريسِ، أي: نُزولِ المُسافرِ آخِرَ اللَّيلِ للاستراحةِ، أيَّ وقْتٍ كان من ليلٍ أو نَهارٍ، "وقال لبِلالٍ: اكْلَأْ لنا اللَّيلَ"، أي: احفَظْ واحرُسْ لنا اللَّيلَ؛ لإدراكِ الصُّبحِ في وقْتِه، "فصَلَّى بِلالٌ ما قُدِّرَ له"، أي: ما تيسَّرَ له من التَّهجُّدِ وصَلاةِ اللَّيلِ، "ونام رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأصحابُه، فلمَّا تقارَبَ الفجْرُ"، أي: قرُبَ وقْتُه، "استنَدَ بِلالٌ إلى راحلتِه"، أي: جلَسَ إلى الرَّاحلةِ واعتمَدَ عليها في جِلْسَتِه، والرَّاحلةُ: النَّاقةُ أو الجمَلُ الَّذي يُتَّخَذُ لسفَرٍ، "مُواجِهَ الفجْرِ"، أي: مُتوجِّهًا لموضعِ وِجْهةِ طُلوعِ الفجْرِ ليَرقُبَه؛ حتَّى يُوقِظَهم عقِبَ طُلوعِه، "فغلَبَتْ بِلالًا عيناهُ وهو مُستنِدٌ إلى راحلتِه"، أي: نام وهو على تلك الحالِ حتَّى فاته وقْتُ الفجْرِ، "فلم يستيقِظْ بِلالٌ ولا أحدٌ من أصحابِه حتَّى ضرَبَتْهم الشَّمسُ"، أي: أصابَتْهم، ووقَعَ عليهم حَرُّها وشُعاعُها.
قال: "فكان رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أوَّلَهم استيقاظًا، ففزِعَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: هَبَّ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقام من نَومِه، وانتبَهَ إلى فَواتِ وقْتِ الصُّبحِ، "فقال: أيْ بِلالُ"، أي: نادى بِلالًا، على جِهَةِ العتابِ، كأنَّه قال: لِمَ نِمْتَ حتَّى فاتَتْنا الصَّلاةُ؟ "فقال بِلالٌ: أخَذَ بنَفْسي الَّذي أخَذَ بنفْسِك"، أي: يُشيرُ إلى أنَّ غَفلَتَه عن الفجْرِ كانت بسبَبِ النَّومِ، "بأبي أنتَ وأُمِّي يا رسولَ اللهِ"، أي: فِداك أبي وأُمِّي، فقال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأصحابِه: "اقْتادُوا"، أي: سُوقوا رَواحِلَكم ودَوابَّكم، واخْرُجوا من هذا الموضعِ، قال أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "فاقْتادوا"، أي: الصَّحابةُ رضِيَ اللهُ عنهم، "رَواحِلَهم شيئًا"، أي: يَسيرًا من الزَّمانِ، أو اقتيادًا قليلًا من المكانِ، فذَهَبوا مَسافةً قليلةً، ولم يقْضِ الصَّلاةَ في ذلك المكانِ، "ثمَّ توضَّأَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأمَرَ بِلالًا، فأقامَ الصَّلاةَ، فصَلَّى بهم الصُّبحَ"، وفي حديثِ أبي قَتادةَ الأنصاريِّ رضِيَ اللهُ عنه الَّذِي أخْرَجَه البَيهَقِيُّ في سُننِه: " ثُمَّ نَادَى بِلَالٌ بِالصَّلَاةِ فَصَلَّى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ صَلَّى صَلَاةَ الْغَدَاةِ"، قال أبو هُريرةَ رضِيَ اللهُ عنه: "فلمَّا قضى النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الصَّلاةَ"، أي: فرَغَ منها، "قال: مَن نسِيَ صَلاةً" وفي معنى النِّسيانِ النَّومُ، أو مَن فاته وقْتُها بنومٍ أو نِسيانٍ، "فلْيُصلِّها إذا ذكَرَها؛ فإنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ قال: { وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي } [ طه: 14 ]"، أي: أقِمِ الصَّلاةَ لذكْرِها؛ لأنَّه إذا ذكَرَها فقد ذكَرَ اللهَ تعالى.
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ قَضاءِ سُنَّةِ الفجْرِ وصَلاةِ فريضةِ الصُّبحِ بعدَ طُلوعِ الشَّمسِ لمَن غلَبَه النَّومُ عندَ وقْتِ الفجْرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح ابن ماجهمن فارق الروح الجسد وهو بريء من ثلاث دخل الجنة من الكبر والغلول
صحيح ابن ماجهإنما الأعمال كالوعاء إذا طاب أسفله طاب أعلاه وإذا فسد أسفله فسد أعلاه
صحيح ابن ماجهرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقة حسناء وحبشي آخذ
صحيح ابن ماجهكان أبو ليلى يسمر مع علي فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب
صحيح ابن ماجهإن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة
صحيح ابن ماجهالإمام ضامن فإن أحسن فله ولهم وإن أساء يعني فعليه ولا عليهم
صحيح ابن ماجهصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسكتوا بعد
صحيح ابن ماجهقرأ النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الصبح بالمؤمنون فلما أتى على
صحيح ابن ماجهأمرت بريرة أن تعتد بثلاث حيض
صحيح ابن ماجهأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها اتخذي غنما فإن
صحيح ابن ماجهالنار جبار والبئر جبار
صحيح ابن ماجهيا رسول الله إنا نأكل ولا نشبع قال فلعلكم تأكلون متفرقين قالوا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Monday, November 25, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب