حديث ذر الناس يعملون فإن في الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين

أحاديث نبوية | صحيح الترمذي | حديث معاذ بن جبل

«مَن صامَ رمضانَ وصلَّى الصَّلواتِ وحجَّ البيتَ ، لا أَدري أذَكَرَ الزَّكاةَ أم لا ، إلَّا كانَ حقًّا علَى اللَّهِ أن يغفرَ لَهُ ، إن هاجرَ في سبيلِ اللَّهِ ، أو مَكَثَ بأرضِهِ الَّتي وُلِدَ بِها قالَ معاذٌ : ألا أخبرُ بِها النَّاسَ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ : ذرِ النَّاسَ يعمَلونَ فإنَّ في الجنَّةِ مائةَ درجةٍ ما بينَ كلِّ درجَتينِ كما بينَ السَّماءِ والأرضِ ، والفِردَوسُ أعلى الجنَّةِ وأوسطُها ، وفَوقَ ذلِكَ عرشُ الرَّحمنِ ، ومنها تُفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ ، فإذا سَألتُمُ اللَّهَ فسَلوهُ الفردوسَ .»

صحيح الترمذي
معاذ بن جبل
الألباني
صحيح

صحيح الترمذي - رقم الحديث أو الصفحة: 2530 - أخرجه الترمذي (2530) واللفظ له، وابن ماجه (4331) مختصراً، وأحمد (22087) باختلاف يسير.

شرح حديث من صام رمضان وصلى الصلوات وحج البيت لا أدري أذكر الزكاة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

مَن آمَنَ باللَّهِ وبِرَسولِهِ، وأَقامَ الصَّلاةَ، وصامَ رَمَضانَ؛ كانَ حَقًّا علَى اللَّهِ أنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، جاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ أوْ جَلَسَ في أرْضِهِ الَّتي وُلِدَ فيها، فقالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، أفَلا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قالَ: إنَّ في الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أعَدَّها اللَّهُ لِلْمُجاهِدِينَ في سَبيلِ اللَّهِ، ما بيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كما بيْنَ السَّماءِ والأرْضِ، فإذا سَأَلْتُمُ اللَّهَ، فاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ؛ فإنَّه أوْسَطُ الجَنَّةِ وأَعْلَى الجَنَّةِ -أُراهُ- فَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، ومِنْهُ تَفَجَّرُ أنْهارُ الجَنَّةِ.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2790 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه البخاري ( 2790 )



العمَلُ الصَّالحُ مع الإخلاصِ يكونُ سَببًا في الفَوزِ برِضا اللهِ سُبحانه، ومِن أفضَلِ الأعمالِ الَّتي تَرفَعُ الدَّرَجاتِ عندَ اللهِ، وتكونُ سَببًا في دُخولِ الجنَّةِ؛ الصَّلاةُ والصِّيامُ والجِهادُ.
وفي هذا الحديثِ يُبيِّن النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ مَن آمَن باللهِ تعالَى وأنَّه وَحْدَه المستحِقُّ بالعبادةِ، ولم يُشرِكْ بعِبادةِ ربِّه أحَدًا، وآمَنَ برَسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إيمانًا صادقًا مِن قلْبِه، وأنَّه خاتمُ المرسَلينَ، ورسَولُ اللهِ إلى الخلْقِ كافَّةً، وأقام الصَّلواتِ الخمْسَ «الفجْرُ، والظُّهرُ والعصْرُ، والمغرِبُ والعِشاءُ»، فأدَّاها بشُروطِها وأركانِها كما يَنْبغي، وصام شَهرَ رَمَضانَ إيمًانا واحتسابًا؛ استحَقَّ دُخولَ الجنَّةِ بفَضْلِ اللهِ ورَحمتِه، سَواءٌ جاهَدَ في سَبيلِ اللَّهِ إنِ استطاعَ، أوْ جَلَسَ في أرْضِهِ الَّتي وُلِدَ فيها ولم يُشارِكْ في الجِهادِ؛ لأنَّ كلَّ مُسلمٍ يُعامَلُ بحَسْبِ عَمَلِه كثيرًا كان أو قَليلًا، فالتَّفاوُتُ حاصلٌ في عمَلِ الدُّنيا، وكذلك حاصلٌ في دَرَجاتِ الجنَّاتِ في الآخرةِ.
ولم يَذكُرِ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في هذا الحديثِ الزَّكاةَ والحَجَّ؛ قيل: لم يَذكُرْهما تَسامُحًا؛ لأنَّ الحديثَ لم يُذكَرْ لبَيانِ الأركانِ؛ فكأنَّ الاقتصارَ على ما ذُكِر لأنَّه هو المُتكرِّرُ غالبًا؛ فالزَّكاةُ لا تجِبُ إلَّا على الغنيِّ بشَرْطِه، والحجُّ لا يَجِبُ إلَّا على المستطيعِ في العُمرِ مَرَّةً واحدةً.
فلمَّا قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك، قال بَعضُ الحاضِرين: «أفَلَا نُبَشِّرُ النَّاسَ؟» يعني: نُخبِرُهم بهذه البِشارةِ العَظيمةِ، وعِندَ التِّرمذيِّ مِن حَديثِ مُعاذِ بنِ جبَلٍ رَضيَ اللهُ عنه: «قال مُعاذٌ: ألَا أُخبِرُ بهذا النَّاسَ؟ فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ذَرِ النَّاسِ يَعمَلون»، فظَهَر أنَّ المرادَ: لا تُبشِّرِ النَّاسِ بما ذكَرْتُه مِن دُخولِ الجنَّةِ لمَن آمَنَ وعَمِلَ الأعمالَ المفروضةَ عليه، فيَقِفوا عندَ ذلك ولا يَتجاوَزوه إلى ما هو أفضَلُ منه مِن الدَّرَجاتِ التي تَحصُلُ في الجِهادِ.
ولمَّا سوَّى النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْن الجِهادِ وبيْن عَدَمِه -وهو المرادُ بالجلوسِ في أرْضِه الَّتي وُلِدَ فيها- في دُخولِ المؤمنِ باللهِ ورَسولهِ، المُقيمِ للصَّلاةِ، الصَّائمِ لرَمَضانَ في الجنَّةِ؛ استَدْرَكَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قولَه الأوَّلَ بقَولِه الثَّاني: «إنَّ في الجنَّةِ مِئةَ دَرَجةٍ أعَدَّها اللهُ لِلمُجاهِدينَ في سَبيلِ اللهِ» إلى آخِرِه، وتَعقَّبَ بأنَّ التَّسويةَ لَيست على عُمومِها، وإنَّما هي في أصْلِ دُخولِ الجنَّةِ، لا في تَفاوُتِ الدَّرَجاتِ، فأَخبَرَهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بدَرَجاتِ المجاهِدين في سَبيلِ الله، وبيَّن مَنْزِلَتهم في الجنَّةِ؛ لِيُرغِّبَ أُمَّتَه في مُجاهَدةِ المشركينَ وإعلاءِ كَلمةِ الإسلامِ، ودَرَجاتُ الجنَّةِ كثيرةٌ لم يَرِدْ حَصْرُها في عَدَدٍ، فهذه مِئةٌ أُعِدَّتْ للمُجاهِدين، ثمَّ قال: «فإذا سَأَلتُم اللهَ فاسأَلوه الفِرْدَوْسَ» وهو البُستانُ يكونُ فيه الشَّجَرُ والزُّهورُ والنَّباتاتُ؛ «فإنَّه أَوسَطُ الجنَّةِ، وأعلَى الجنَّةِ»، والمرادُ بالأوسَطِ هنا: الأَعْدَلُ، والأفضَلُ، كقولِه تعالَى: { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا } [ البقرة: 143 ]، وقيل: المرادُ بالأوسَطِ السَّعةُ، وبالأعْلى الفَوقيَّةُ.
«فَوْقَه عَرْشُ الرَّحْمَنِ» فيَكونُ لها سَقفًا، فعَرْشُ الرَّحمنِ فوقَ كلِّ دَرَجاتِ الجنَّةِ، وهو أعْلَى المَخلوقاتِ وأكْبَرُها وأعظَمُها، ومِن الفِردوسِ تَتَّفجَّرُ أنهارُ الجنَّةِ الأربعةُ، فتَسيلُ وتَنبُعُ، وهي الأنهارُ المذكورةُ في قولِه تعالَى: { فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى } [ محمد: 15 ].
وفي الحديثِ: الحَثُّ على أداءِ فَرائضِ اللهِ سُبحانه وتعالَى.
وفيه: الحثُّ والتَّرغيُب في الجِهادِ في سَبيلِ اللهِ وإعلاءِ كَلمتِه.
وفيه: أنَّ الفِرْدَوسَ فوقَ جَميعِ الجِنَانِ.
وفيه: تَأنيسٌ لمَن حُرِمَ الجِهادَ وأنَّه ليس مَحرومًا مِن الأجْرِ، بلْ له مِن الإيمانِ والْتزامِ الفرائضِ ما يُوصِلُه إلى الجنَّةِ وإنْ قَصُرَ عن دَرَجةِ المجاهِدينَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترمذيكفن النبي صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب بيض يمانية ليس
صحيح الترمذيإن كنا آل محمد نمكث شهرا ما نستوقد نارا إن هو
صحيح الترمذيالوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه
صحيح ابن ماجهالوالد أوسط أبواب الجنة فأضع ذلك الباب أو احفظه
صحيح الترمذيكنا عند رسول الله فجاء رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا
صحيح أبي داودبينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل
صحيح الترمذيأن النبي صلى الله عليه وسلم أوضع في وادي محسر وزاد فيه
صحيح أبي داودأفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه السكينة وأمرهم أن يرموا
صحيح الترمذيكنا في غزاة قال سفيان يرون أنها غزوة بني المصطلق فكسع رجل من
صحيح الترمذيلما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم جعل يمر بالنبي والنبيين ومعهم القوم
صحيح الترمذيأن النبي صلى الله عليه وسلم سجدهما بعد السلام
صحيح الترمذيللمؤمن على المؤمن ست خصال يعوده إذا مرض ويشهده إذا مات


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 24, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب