حديث الطعن في الأنساب و النياحة على الميت و قولهم مطرنا

أحاديث نبوية | صحيح الجامع | حديث عمرو بن عوف المزني

«ثلاثةٌ من أعمال الجاهليةِ ، لا يتركُهنَّ الناسُ : الطَّعنُ في الأنسابِ ، و النِّياحةُ على الميِّتِ ، و قولُهم مُطِرْنا بنَوءِ كذا و كذا»

صحيح الجامع
عمرو بن عوف المزني
الألباني
صحيح

صحيح الجامع - رقم الحديث أو الصفحة: 3054 - أخرجه البزار (3394)، والطبراني (17/19) (20)، وابن منده في ((الإيمان) (664) باختلاف يسير.

شرح حديث ثلاثة من أعمال الجاهلية لا يتركهن الناس الطعن في الأنساب


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

أَرْبَعٌ في أُمَّتي مِن أمْرِ الجاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ في الأحْسابِ، والطَّعْنُ في الأنْسابِ، والاسْتِسْقاءُ بالنُّجُومِ، والنِّياحَةُ.
وقالَ: النَّائِحَةُ إذا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِها، تُقامُ يَومَ القِيامَةِ وعليها سِرْبالٌ مِن قَطِرانٍ، ودِرْعٌ مِن جَرَبٍ.
الراوي : أبو مالك الأشعري | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 934 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم حَريصًا عَلى إخراجِ أُمَّتِه مِن الجاهليَّةِ بكُلِّ ما فِيها مِن شُرورٍ وآثامِ شِركٍ، إلى الإسلامِ وشَرائعِه وَما فيهِ مِن خَيرٍ وتَوحيدٍ.

وَفي هذا الحديثِ يَرصُدُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أُمورًا كانت وَلا تزالُ عالقةً ببَعضِ النَّاسِ يَأتونَ بِها، وهيَ مِن أُمورِ أهلِ الجاهليَّةِ، فَحذَّرَنا مِنها، وأنَّ مَن أَتى بواحدةٍ مِنها فقدْ أَتى بإحْدَى الصِّفاتِ الجاهليَّةِ، ولا بدَّ لَه مِن تَركِها إلى ما شَرَعَه الإسلامُ فيها وفي أَمثالِها؛ فيُخبِرُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم بوُجودِ أَربعِ خِصالٍ في أُمَّةِ الإسلامِ، هي مِن أُمورِ أهلِ الجاهليَّةِ وخِصالِهمُ المُعتادةِ، وأخبَرَ أنَّ هذِه الخِصالَ تَدومُ في الأُمَّةِ لا تَترُكُها كما ترَكَت غيْرَها مِن سُننِ الجاهليَّةِ؛ فإنْ تَرَكَها طائفةٌ، جاءَ وتَمسَّك بها آخَرون.
وأَوَّلُ هذِه الأُمورِ: «الفخرُ في الأَحسابِ»، وهو افتخارُ المرْءِ ومُباهاتُه وتَمدُّحُه بالخِصالِ والمَناقبِ والمَكارمِ؛ إمَّا فيه أو في أَهلِه، والحَسَبُ ما يَعُدُّه الرَّجلُ منَ الخِصالِ الَّتي تَكونُ فيهِ، كالشَّجاعةِ والفَصاحةِ وغيرِ ذلكَ، ومَعنى الفَخرِ في الأَحسابِ هوَ التَّكبُّرُ والتَّعظُّمُ بعَدِّ مَناقبِه ومآثرِ آبائِه، وهذا يَستلزِمُ تَفضيلَ الرَّجلِ نَفْسَه عَلى غيرِه ليُحقِّرَه، وعندَ أبي داودَ: قال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «قدْ أذْهبَ اللهُ عنْكم عُبِّيَّةَ الجاهليَّةِ وفخْرَها بالآباءِ، مؤمنٌ تَقيٌّ، وفاجرٌ شَقيٌّ، والنَّاسُ بنو آدمَ، وآدمُ مِن تُرابٍ».
وثاني الأُمورِ المُستقبَحةِ: «الطَّعنُ في الأنسابِ»، ويُقصَدُ به إدخالُ العَيبِ في أنسابِ النَّاسِ، كالتَّعييرِ بالنَّسبِ، أو أنْ يَنفِيَ نَسبَه عن أبيهِ، وهيَ دَعوَى مُنتِنةٌ؛ لِمَا فيها مِن شقِّ الصَّفِّ المُسلمِ، ولِما تُثيرُه مِن فِتنٍ وشُرورٍ، ورمْيٍ لأعراضِ النَّاسِ.
والأَمرُ الثَّالثُ: «الاستسقاءُ بالنُّجومِ»، ويُقصَدُ به الدُّعاءُ وطَلبُ السُّقيا بنُزولِ المطرِ، بِاعتقادِ أنَّ النُّجومَ سَببٌ في ذلكَ، كَما كانوا يَقولونَ في الجاهليَّةِ: مُطِرْنا بنَوءِ كَذا، واعتقادُ أنَّها المؤثِّرةُ في نُزولِ المطرِ حَقيقةً كُفرٌ.
والمَطرُ مِن رَحمةِ اللهِ بعِبادِه، ويَنزِلُ بَقدَرِه، وهوَ مِنَ الأُمورِ الَّتي قالَ اللهُ فيها: { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ } [ لقمان: 34 ].
والأمرُ الرَّابعُ: «النِّياحةُ»، وهيَ البُكاءُ عَلى الميِّتِ بصِياحٍ وَعويلٍ وَجزَعٍ، وعدِّ شَمائلِ الميِّتِ ومَحاسنِه، مِثلَ: وا شُجاعاه! وا أَسدَاه! وا جَبَلاه!
ثُمَّ حذَّر النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم النِّساءَ النَّائحاتِ إذا لم يَتُبْنَ عنِ النِّياحةِ قبْلَ مَوتِهنَّ، فَقال: «والنَّائحةُ إذا لم تَتُبْ قبْلَ» حُضورِ «مَوتِها، تُقامُ يومَ القِيامةِ»، فتُوقَفُ وتُحشَرُ النَّائحةُ الَّتي لم تَتُبْ بيْنَ أَهلِ المَوقفِ للفَضيحةِ يومَ القيامَةِ، جَزاءً على قِيامِها في المَناحةِ، وَعليها قَميصٌ منَ القَطِرانِ، وهو النُّحاسُ المُذابُ، أو هو طِلاءٌ يُطْلى به، وقيل: دُهنٌ يُدْهَنُ به الجَملُ الأجرَبُ، فيُحرِقُ الجرَبَ، وقدْ تَبلُغُ حَرارتُه الجوْفَ، «ودِرعٌ مِن جَربٍ»، والدِّرعُ نوعٌ مِن قُمصانِ النِّساءِ، فيَكونُ عَليها قَميصٌ آخَرُ مِن جَرَبٍ، والمَعنى: أنَّ كُلَّ جِلدِها يَكونُ جَرَبًا بمَنزلةِ الدِّرعِ، بحيثُ يُغطِّي جِلدَها تَغطيةَ الدِّرعِ ويَلتزِقُ بِها، وإنَّما قُيَّد التَّوبةَ بأنْ تكونَ قبْلَ الموتِ؛ لِيُعلَمَ أنَّ مِن شَرطِ التَّوبةِ أنْ يَتوبَ التَّائبُ وهوَ يُؤمِّلُ البَقاءَ، ويُمكنُ أنْ يَتأتَّى منه العملُ الَّذي يَتوبُ مِنه، ومِصداقُ ذَلكَ في كِتابِ اللهِ: { وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتَ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ } [ النساء: 18 ].
وهذا العذابُ يكونُ على النِّياحةِ والتَّعديدِ؛ لِما فيهما مِن إظهارِ الاعتراضِ على قدَرِ اللهِ، أمَّا بُكاءُ الحُزنِ والرَّحمةِ على الميِّتِ، فلا شَيءَ فيه؛ فقدْ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلوبِ عِبَادِه، وإنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِن عِبَادِه الرُّحَمَاءَ» متَّفقٌ عليه.
وفي الحَديثِ: عَلامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم.
وفيه: التَّحذيرُ مِن الفَخرِ بالأَحسابِ، والطَّعنِ في الأَنسابِ.
وفيه: الدَّعوةُ إلى حِفظِ أَعراضِ النَّاسِ وعَدمِ الخَوضِ فيها.
وفيهِ: أنَّ قَدْرَ الإنسانِ تَكونُ بقَدْرِ شَخصِه وأَفعالِه، ولَيس بِما فَعَلَه آباؤُه.
وفيهِ: التَّحذيرُ مِن النِّياحةِ عَلى الأَمواتِ.
وفيه: أنَّ المَطرَ مِن عندِ اللهِ سُبحانه وَلا دَخْلَ للنُّجومِ فيه، فَلا تُطلَبُ السُّقيا إلَّا مِنَ الخالقِ القادرِ عَلى إنزالِ المَطرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الجامعثلاثة من الجاهلية الفخر بالأحساب و الطعن في الأنساب و
صحيح الترغيبمن صلى الصبح فهو في ذمة الله تبارك و تعالى فلا تخفروا
صحيح الجامعمن صلى في اليوم و الليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعا بنى الله
السلسلة الصحيحةإذا قام أحدكم من الليل ثم ليطول بعد ما
السلسلة الصحيحةأنهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي
السلسلة الصحيحةتصدق أبي علي بصدقة فقالت عمرة بنت رواحة لا أرضى حتى تشهد عليها
البدر المنيرمن ترك ثلاث جمع تهاونا طبع الله على قلبه
نيل الأوطارمن قاتل في سبيل الله من رجل مسلم فواق ناقة وجبت له الجنة
الفتوحات الربانيةأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من طعامه قال
الفتوحات الربانيةكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل أو شرب قال
الفتوحات الربانيةمن أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير
الفتوحات الربانيةيا أيها الناس أفشوا السلام بينكم وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب