حديث إن الله رحيم كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه

أحاديث نبوية | صحيح الترغيب | حديث أنس بن مالك

«إنَّ اللهَ رحيمٌ كريمٌ ، يستَحيي مِن عبدِهِ أن يرفعَ إليهِ يدَيْهِ ، ثمَّ لا يضعُ فيهِما خيرًا .»

صحيح الترغيب
أنس بن مالك
الألباني
صحيح لغيره

صحيح الترغيب - رقم الحديث أو الصفحة: 1636 -

شرح حديث إن الله رحيم كريم يستحيي من عبده أن يرفع إليه يديه


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن
الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح ابن ماجه
الصفحة أو الرقم: 3131 | خلاصة حكم المحدث : صحيح



فَضلُ اللهِ عزَّ وجلَّ على عِبادِه كثيرٌ، وهو حَييٌّ كريمٌ وبَرٌّ رحيمٌ سُبحانَه، ومِن كرمِه ألا يَرُدَّ دُعاءَ عَبدِه، وخاصَّةً إذا كان الدُّعاءُ بخُشوعٍ وخُضوعٍ، واشتمَل على التَّوسُّلِ إلى اللهِ تبارَك وتعالى، والسُّؤالِ بأسمائِه الحسنى الجليلةِ الدَّالَّةِ على كمالِ صفاتِه العظيمةِ، وبيَّن أنَّ اللهَ يَقبَلُ دعوةَ عِبادِه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ سَلْمانُ الفارِسيُّ رَضِي اللهُ عَنه: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم قال: "إنَّ ربَّكم حَيِيٌّ كَريمٌ يَسْتحيي مِن عَبدِه أن يَرفَعَ إليه يدَيهِ"، أي: بالدُّعاءِ، "فيَرُدَّهما صِفْرًا"، أي: فارِغَتَينِ مِن قَبولِ الإجابةِ، "أو قال خائِبَتَين"، لا تَنالُ ما دعَتْ به.
وقوله: "حَييٌّ" فيه تَسميتُه سُبحانَه بهذا الاسمِ، ووصفُه جَلَّ وعلا بمُقتضاه، وهو ثابتٌ على وَجْهٍ لا نَقْصَ فيه؛ بل على الوجهِ اللَّائقِ مِن غيرِ تكييفٍ ولا تعطيلٍ، ولا تحريفٍ ولا تمثيلٍ، ولا يَجوزُ تأويلُهما بغيرِ مَعْناهما الظَّاهرِ مِن لَوازِمِهما وغيرِ ذلك؛ فوصْفُ اللهِ سُبحانَه بالحياءِ والاستحياءِ من الصِّفاتِ الخبريَّةِ التي ورَدَتْ في القرآنِ والسُّنَّةِ كما في هذا الحديث، وفي قولِه تعالى: { إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَة فَمَا فَوْقَهَا } [ البقرة: 26 ]، وقال تعالى: { وَاللهُ لا يَسْتَحْيِ مِنْ الْحَقِّ } [ الأحزاب: 53 ]، وحَياؤُه تعالى على الوصْفِ الذي يَليقُ بكَمالِه وجلالِه؛ فليس كحَياءِ المخلوقِين، الَّذي هو تَغيُّرٌ وانكِسارٌ يَعتَري الشَّخصَ عندَ خوفِ ما يُعابُ أو يُذَمُّ، بل هو تَرْكُ ما لا يتَناسَبُ مع سَعةِ رحمتِه وكمالِ جُودِه وكَرمِه وعَظيمِ عَفْوِه وحِلْمِه؛ فالعبدُ يُجاهِرُه بالمعصيةِ مع أنَّه أفقَرُ شيءٍ إليه وأضعَفُه لدَيْه، ويَستَعينُ بنِعَمِه على مَعصيَتِه، ولكنَّ الرَّبَّ سبحانه معَ كَمالِ غِناهُ وتَمامِ قُدرتِه عليه يَسْتَحي مِن هتْكِ سَتْرِه وفَضيحتِه، فيَستُرُه بما يُهيِّؤُه له مِن أسبابِ السَّترِ، ثمَّ بعدَ ذلك يَعْفو عنه ويَغفِرُ.
والكريمُ هو المتحقِّقُ بأوصافِ الكرَمِ والتَّفضُّلِ، الَّذي يتَرفَّعُ عن صِفةِ الحِرْمانِ لِمَن سأَله، فإذا رَفَع إليه العبدُ يدَيْه سائلًا مِنه فإنَّه يتَكرَّمُ عن أن يَحرِمَه، ويتَعالى عن أن يَرُدَّه، وإن كان العبدُ لا يَستوجِبُ العطاءَ، ولا يَستأهِلُ العفوَ؛ فهو تعالى يتَفضَّلُ عليه؛ لأنَّه جلَّ وعزَّ لا يَرْضى حِرْمانَ عبْدِه وقد مَدَّ إليه يدَه سائِلًا منه مُفتقِرًا إليه مُتعرِّضًا لفَضلِه، وهو جلَّ وعزَّ يُجِلُّ قدْرَ عبدِه المؤمنِ أن يَرُدَّ يدَيْه صِفْرًا خائِبَتَين وقد رفَعَهما إليه.
وفي الحديثِ: بيانُ سَعةِ كَرمِ اللهِ ورَحمتِه بعبادِه.
وفيه: الحثُّ والتَّرغيبُ في الدُّعاءِ للهِ ورَفْعِ اليدَينِ فيه.
وفيه: إثباتُ صفةِ الحَياءِ والكرَمِ للهِ سبحانَه وتعالى.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح الترغيبإن أفضل الصلاة بعد المفروضة الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد
صحيح الترغيبإن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط
تفسير القرآن العظيموعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا مع كل ألف سبعون
الفتح الربانيلو لم تذنبوا لخلق الله خلقا يذنبون ثم يغفر لهم
صحيح الأدب المفردإذا كانوا ثلاثة فلا يتناجى اثنان دون الثالث
صحيح الأدب المفردألا أنبئكم بدرجة أفضل من الصلاة والصيام والصدقة قالوا بلى
صحيح الأدب المفردأعيرته بأمه قلت نعم ثم قال إن إخوانكم خولكم
صحيح الأدب المفردفي ابن آدم ستون وثلثمائة سلامى أو عظم أو مفصل على كل واحد
السلسلة الصحيحةإن الله تعالى قال من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
السلسلة الصحيحةإن الله ليعجب إلى العبد إذا قال لا إله إلا أنت
السلسلة الصحيحةنهى أن ينتعل الرجل قائما
السلسلة الصحيحةإذا خفضت فأشمي و لا تنهكي فإنه أسرى للوجه و


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب