حديث أي رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها فأشرب من مائها فيقول

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث عبدالله بن مسعود

«آخرُ من يَدخلِ الجنةَ رجلٌ فهو يَمشي مرةً ويكبو مرةً وتَسفعُهُ النارُ مرةً فإذا جاوزها التفتَ إليها فقال : تبارَكَ الذي أَنْجاني منكِ لقد أعطانيَ اللهُ شيئًا ما أعطاهُ أحدًا من الَأوَّلينَ والآخرينَ فتُرفعُ له شجرةٌ فيقولُ : أيْ ربِّ أَدْنِنِي من هذه الشجرةِ فأستظِلَّ بظلِّهَا فأشربَ من مائِها فيقولُ له اللهُ : يا ابنَ آدمَ فلعلِّي إذا أَعْطَيْتُكَهَا سأَلْتَنِي غيرَها فيقولُ : لا يا ربِّ ويُعاهدُهُ أن لا يَسألَهُ غيرَها قال : وربُّه عزَّ وجلَّ يَعذُرُهُ لأنَّه يَرى ما لا صَبْرَ له عليهِ فيُدنِيهِ منها فيَستظِلَّ بظلِّها ويَشربَ من مائِها ثم تُرفعُ له شجرةٌ هي أحسنُ من الأُولى فيقولُ : أيْ ربِّ هذه فَلِأَشْرَبَ من مائِها وأستظِلَّ بظلِّها لا أسأَلُك غيرَها فيقولُ : ابنَ آدمَ ألم تُعاهدْني أن لا تَسألَني غيرَها فيقولُ : لعلِّي إنْ أَدْنيتُك منها تَسألُني غيرَها فيُعاهدُهُ أن لا يُسألَهُ غيرَها وربُّهُ عزَّ وجلَّ يَعذُرُهُ لأنه يَرى ما لا صَبرَ له عليهِ فُيدنيهِ منها فيستظلَّ بظلِّها ويَشربَ من مائِها ثم تُرفَعُ له شجرةٌ عندَ بابِ الجنةِ هي أحسنُ من الأُولَيينِ فيقولُ : أيْ ربِّ أدنِنِي من هذه الشجرةِ فأستظِلَّ بظلِّها وأشربَ من مائِها لا أَسألُك غيرَها فيقولُ : يا ابنَ آدمَ ألم تُعاهدْني أن لا تَسألَني غيرَها قال : بَلَى أيْ ربِّ هذه لا أسألُك غيرَها فيقولُ : لعلي إن أدنيتُك منها تَسألُني غيرَها فيُعاهدُهُ أن لا يَسألَهُ غيرَها وربُّهُ يعذرُهُ لأنه يَرى ما لا صبرَ له عليهِ فيُدنيهِ منها فإذا أدناهُ منها سمعَ أصواتَ أهلِ الجنةِ فيقولُ : أيْ ربِّ أدْخِلْنِيها فيقولُ : يا ابنَ آدمَ ما يُصريني منكَ أيُرضيكُ أن أُعطيكَ الدنيا ومِثلَها معَها فيقولُ : أيْ ربِّ أتَستهزِئُ بي وأنت ربُّ العالمينَ فضَحكَ ابنُ مسعودٍ فقال : ألا تَسألوني مَّما أضحكُ ؟ فقالوا : مَّما تضحكُ ؟ فقال : هكذا ضحِكَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال : ألا تَسألوني مما أضحَكُ ؟ فقالوا : مَّما تضحكُ يا رسولَ الله ؟ قال : مِن ضحكِ ربِّي حينَ قال : أتستهزئُ منِّي وأنت ربُّ العالمينَ فيقولُ : إنِّي لا أستهزئُ منك ولكنِّي على ما أشاءُ قديرٌ»

مسند أحمد تحقيق شاكر
عبدالله بن مسعود
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 5/344 - أخرجه مسلم (187) باختلاف يسير

شرح حديث آخر من يدخل الجنة رجل فهو يمشي مرة ويكبو مرة وتسفعه النار


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

آخِرُ مَن يَدْخُلُ الجَنَّةَ رَجُلٌ، فَهْوَ يَمْشِي مَرَّةً، ويَكْبُو مَرَّةً، وتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فإذا ما جاوَزَها التَفَتَ إلَيْها، فقالَ: تَبارَكَ الذي نَجَّانِي مِنْكِ، لقَدْ أعْطانِي اللَّهُ شيئًا ما أعْطاهُ أحَدًا مِنَ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ، فَتُرْفَعُ له شَجَرَةٌ، فيَقولُ: أيْ رَبِّ، أدْنِنِي مِن هذِه الشَّجَرَةِ فَلأَسْتَظِلَّ بظِلِّها، وأَشْرَبَ مِن مائِها، فيَقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: يا ابْنَ آدَمَ، لَعَلِّي إنَّ أعْطَيْتُكَها سَأَلْتَنِي غَيْرَها، فيَقولُ: لا، يا رَبِّ، ويُعاهِدُهُ أنْ لا يَسْأَلَهُ غَيْرَها، ورَبُّهُ يَعْذِرُهُ لأنَّهُ يَرَى ما لا صَبْرَ له عليه، فيُدْنِيهِ مِنْها، فَيَسْتَظِلُّ بظِلِّها، ويَشْرَبُ مِن مائِها، ثُمَّ تُرْفَعُ له شَجَرَةٌ هي أحْسَنُ مِنَ الأُولَى، فيَقولُ: أيْ رَبِّ، أدْنِنِي مِن هذِه لأَشْرَبَ مِن مائِها، وأَسْتَظِلَّ بظِلِّها، لا أسْأَلُكَ غَيْرَها، فيَقولُ: يا ابْنَ آدَمَ، ألَمْ تُعاهِدْنِي أنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَها، فيَقولُ: لَعَلِّي إنْ أدْنَيْتُكَ مِنْها تَسْأَلُنِي غَيْرَها، فيُعاهِدُهُ أنْ لا يَسْأَلَهُ غَيْرَها، ورَبُّهُ يَعْذِرُهُ لأنَّهُ يَرَى ما لا صَبْرَ له عليه، فيُدْنِيهِ مِنْها فَيَسْتَظِلُّ بظِلِّها، ويَشْرَبُ مِن مائِها، ثُمَّ تُرْفَعُ له شَجَرَةٌ عِنْدَ بابِ الجَنَّةِ هي أحْسَنُ مِنَ الأُولَيَيْنِ، فيَقولُ: أيْ رَبِّ، أدْنِنِي مِن هذِه لأَسْتَظِلَّ بظِلِّها، وأَشْرَبَ مِن مائِها، لا أسْأَلُكَ غَيْرَها، فيَقولُ: يا ابْنَ آدَمَ، ألَمْ تُعاهِدْنِي أنْ لا تَسْأَلَنِي غَيْرَها، قالَ: بَلَى يا رَبِّ، هذِه لا أسْأَلُكَ غَيْرَها، ورَبُّهُ يَعْذِرُهُ لأنَّهُ يَرَى ما لا صَبْرَ له عليها، فيُدْنِيهِ مِنْها، فإذا أدْناهُ مِنْها فَيَسْمَعُ أصْواتَ أهْلِ الجَنَّةِ، فيَقولُ: أيْ رَبِّ، أدْخِلْنِيها، فيَقولُ: يا ابْنَ آدَمَ ما يَصْرِينِي مِنْكَ؟ أيُرْضِيكَ أنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيا ومِثْلَها معها؟ قالَ: يا رَبِّ، أتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟
فَضَحِكَ ابنُ مَسْعُودٍ، فقالَ: ألا تَسْأَلُونِي مِمَّ أضْحَكُ فقالوا: مِمَّ تَضْحَكُ، قالَ: هَكَذا ضَحِكَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فقالوا: مِمَّ تَضْحَكُ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مِن ضَحِكِ رَبِّ العالَمِينَ حِينَ قالَ: أتَسْتَهْزِئُ مِنِّي وأَنْتَ رَبُّ العالَمِينَ؟ فيَقولُ: إنِّي لا أسْتَهْزِئُ مِنْكَ، ولَكِنِّي علَى ما أشاءُ قادِرٌ.
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 187 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : من أفراد مسلم على البخاري



الجَنَّةُ هي دارُ النَّعيمِ المُقيمِ الذي أعدَّه اللهُ لعِبادِه المُتَّقينَ المؤمِنينَ، ومَن رأى هولَ المَحشَرِ والقيامةِ، ثُمَّ فازَ بالجَنَّةِ؛ فإنَّه يَعلَمُ مِقدارَ نِعمةِ اللهِ وفَضلِه عليه، ومع ذلك فإنَّ الكريمَ الرَّحيمَ يَتكرَّمُ على عِبادِه بأفضالِه ومَثوبتِه، ويَزيدُهم من نِعَمِه وكَرامتِه.
وفي هذا الحديثِ بَيانٌ لِعَظَمةِ اللهِ ورَحمتِه وجَزيلِ عَطائه لِعبدِه؛ فيُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ آخِرَ مَن يَدخُلُ الجنَّةَ رجُلٌ، يكونُ من شأنِه قبْلَ دُخولِها أنَّه يَمشي مَشيًا ضَعيفًا مَرَّةً، ويَسقُطُ على وَجهِه مَرَّةً؛ وذلك من شِدَّةِ ما كان فيه مِنَ الخوفِ والفزَعِ، «وتَسْفَعُه النَّارُ مَرَّةً»، وتُصيبُه النَّارُ وتُحرِقُه مَرَّةً، وفي هذا تَصويرٌ لِما يَحدُثُ مِنَ الرَّجُلِ قبلَ أن يُقبِلُ على المَولى جَلَّ شأنُه، والسَّفعُ: الضَّربُ على الوجه مُؤثِّرًا فيه بعَلامةٍ، فإذا ما ابتعدَ العبدُ عنِ النَّارِ، التَفَتَ إليها، فنظرَ إليها بَوجهِه، وقالَ الرَّجلُ: «تبارك»، أي: جَلَّ شأنُه على سائرِ خَلقِهِ، الَّذي أنقَذَني مِنَ النَّارِ، ومن شِدَّةِ فَرَحِه يُحدِّثُ نفسَه أنَّه قد أعْطاه اللهُ شيئًا، ومَنَّ عليه وفضَّلَه بنِعَمِه وكَرَمِه بهذا الأمرِ الذي ما أكرمَ به أحدًا من خَلقِه غيرَه، فأثنَى الرَّجلُ على اللهِ عزَّ وجلَّ بما أنجاه مِنَ النَّارِ، وأعَدَّ نَجاتَه مِنَ النَّارِ هي من أعظَمِ نِعَمِ اللهِ عليه.
ثُمَّ بَيَّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الرَّجُلَ لم يَكتفِ بنِعمةِ نَجاتِه من النَّارِ، بل صار يَطمَعُ في كَرمِ اللهِ وفضلِه عليه، فأخبَرَنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ الرَّجلَ وهو على تلك الحالِ، ظهَرت له شَجرةٌ، فيَقولُ الرَّجُلُ راجيًا رَبَّه: يا رَبِّ، قَرِّبني من هذه الشَّجرةِ، «فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّها»، أي: أنعَمَ وأنتفِعَ بظِلِّها، «وأشْرَبَ من مائِها»، وفي هذا إشارةٌ إلى ما كانَ بِجِوارِ الشَّجرةِ من ماءٍ.

فيَقولُ اللهِ عزَّ وجلَّ: «يا ابنَ آدمَ، لَعَلِّي إنْ أَعْطَيْتُكَها»، أي: قرَّبتُكَ منها، «سَألْتَني غيْرَها»، بأنْ تَطمَعَ فيما هو أفضَلُ من ذلك، فيَقولُ الرَّجُلُ مُجاوِبًا رَبَّه: لا يا رَبِّ، لن أطمَعَ في غيرِها، ويُعاهِدُ اللهَ ألَّا يَسألَه غيرَها مِمَّا سيَظهَرُ له، ويُعَلِّقُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على ذلك بقولِه: «ورَبُّه يَعْذِرُه»، أي: يَجعَلُه مَعذورًا غيرَ مَلومٍ، فيَقبَلُ منه ولا يَمنعُه إذا طَمِعَ؛ «لأنَّه يَرى ما لا صَبْرَ له عليه» مِنَ النَّعيمِ الَّذي يَراه ولا يَقدِرُ أن يَمتنِعَ عن طَلبِه.
فيُقرِّبُه اللهُ عزَّ وجلَّ مِنَ الشَّجرةِ، فيَستَظِلُّ بِظِلِّها ويَشرَبُ من مائها، ثُمَّ تَظهَرُ له شجرةٌ هي أحسَنُ مِنَ الأُولى الَّتي هو تحتَها، فيَطلبُ الرَّجُلُ راجيًا من رَبِّه أن يُقرِّبَه مِنَ الشَّجرةِ الثَّانيةِ؛ ليستظلَّ بظِلِّها ويَشربَ من مائها، ويؤكِّدُ أنَّه لن يسألَ ربَّه عن شَيءٍ آخَرَ بعدَها؛ فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ له: «يا ابنَ آدمَ، أَلَمْ تُعاهِدْني ألَّا تَسْألَني غيْرَها؟» أي: ألَم يَسبِق منكَ هذا العهدُ في الشَّجرةِ الَّتي أنتَ بِقُربِها الآنَ، فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: لَعَلِّي إن أدنَيتُكَ منها وقرَّبتُكَ تَسألْني غيرَها، فتَطمعَ فيما سيَظهرُ لك من نِعَمٍ، فيُعاهِدُ الرَّجُلُ رَبَّه بِمِثلِ ما عاهَدَه في الشَّجرةِ الأُولى، ويُعَلِّقُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِمِثلِ ما عَلَّقَ عليه في الأُولى بقولِه: «ورَبُّه يَعْذِرُه؛ لأنَّه يَرى ما لا صَبْرَ له عليه»، فيُقرِّبُه اللهُ عزَّ وجلَّ مِنَ الشَّجرةِ الثَّانيةِ، فيَستَظِلُّ بِظِلِّها ويَشرَبُ من مائها، ثُمَّ يُظهِرُ اللهُ له شجرةً ثالثةً قريبةً من بابِ الجَنَّةِ، فيَطمَعُ الرَّجلُ فيها بمِثلِ ما طَمِعَ في الشَّجرتَينِ السَّابِقتَينِ، ويَقَعُ معه مِثلُ ما وَقَعَ في المَرَّتَينِ السَّابقتَينِ، فيُقرِّبُه اللهُ عزَّ وجلَّ مِنَ الشَّجرةِ الَّتي بِجِوارِ بابِ الجَنَّةِ، فإذا ما اقتربَ منها واستَظَلَّ بِظِلِّها، سَمِعَ الرَّجُلُ أصواتَ أهلِ الجَنَّةِ، في مؤانَستِهم مع أزواجِهم، أو في مُحاوَرتِهم مع أصحابِهم، فأرادَ الاستئناسَ بهِم، والتَّقرُّبَ منهم ليَلْتذَّ بنَعيمِهم، فيَطلُبُ الرَّجُلُ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ أن يُدخِلَه الجنَّةَ، فيَسألُه اللهُ عزَّ وجلَّ له: «يا ابنَ آدمَ، ما يَصْرِينِي منكَ؟» أي: ما يَقطَعُ مَسألتَك، وأيُّ شَيءٍ يُرضيك ويَقطُعُ السُّؤالَ بَيني وبينَك، وما الَّذي تَطلُبُه حتَّى تَقنَعَ به وتَكُفَّ عن مَسألتِك لي؟! فقد أجَبتُك إلى ما سألتَ كَرَّةً بعدَ كَرَّةٍ، وأخذتُ ميثاقَك ألَّا تَعُودَ، ولا تَسألَ غيرَه، وأنتَ لا تَفي بذلك، فما الذي يَفصِلُ بيني وبينك في هذه القضيَّةِ؟
ثُمَّ أخبَرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ اللهَ تَعالَى قالَ له: أيُرضيكَ أن أُعطِيَكَ مِثلَ نَعيمِ الدُّنيا بأسرِها ومُلكِها وأَزِيدُ لك ضِعفَهُ؟ وهذا ليَنقطِعَ طلبُ هذا العبدِ، فقال العبدُ: يا رَبِّ، أتَستَهزِئُ مِنِّي وأنتَ رَبُّ العالمينَ؟! وإنَّما قال ذلك على سَبيلِ الفرحِ والاستِبشارِ؛ فلم يَضبِطْ لِسانَه بسَببِ الدَّهشَةِ والفرحِ بما عَرَضَ عليه اللهُ عزَّ وجلَّ.
فضَحِكَ عبدُ اللهِ بنُ مَسعُودٍ، فقال لأصحابِه: ألَا تَسألوني: مِمَّ أضحكُ؟ فسَألَه أصحابُه: مِمَّ تَضحَكُ؟ قال ابنُ مَسعُودٍ: هكذا ضَحِكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، أي: عندما انتَهى من قولِ الحديثِ؛ فقال أصحابُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: مِمَّ تَضحَكُ يا رسولَ اللهِ؟ قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: من ضَحِكِ رَبِّ العالمينَ حين قال الرَّجُلُ: أتَستَهزِئُ مِنِّي وأنتَ رَبُّ العالمينَ؟! والضَّحِكُ منَ اللهِ تَعالَى ومِن رَسولِه وإن كانا مُتَّفِقَينِ في اللَّفظِ، فإنَّهما مُتَبايِنانِ في المعنى؛ فإنَّ صِفاتِ اللهِ لا تُشابِه صِفاتِ المَخلوقينَ، فهو ضَحِكٌ يَليقُ بكَمالِه وجَلالِه سُبحانَه وتعالَى، وإنَّما ضَحِكَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لضَحِكِ ربِّ العالَمينَ، وأمَّا ضَحِكُ ابنِ مَسعُودٍ فكان اقتِداءً برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
ثُمَّ يَقولُ اللهُ تَعالَى للرَّجُلِ: إنّي لا أستَهزِئُ منكَ، أي: إنِّي لا أقولُ لك ذلك ولن أُعطيَك، ولكنِّي على ما أشاءُ قادِرٌ على أن أُعطِيَك مِثلَ نَعيمِ الدُّنيا وضِعفَ ذلك ولن يَنقُصَ من مُلكي شَيءٌ.
وفي تَتمَّةٍ عندَ مُسلِمٍ من حديثِ أبي سَعيدٍ الخُدريِّ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أخبَرَ «وَيُذَكِّرُهُ اللهُ: سَلْ كذا وكذا»، أي: يُذكِّرُ الرَّجلَ الَّذي يَكونُ أقلَّ أهلِ الجَنَّةِ مَنزِلةً بما في الجَنَّةِ من نَعيمٍ غابَ عنه، ويُسمِّي له ما فيها، «فإذا انقطعَتْ به الأمانيُّ»، أيِ: انتهَت مَطالِبُه، ونَفِدَت رَغباتُه، قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: هو لك ومعه عَشَرةُ أضعافِ ما تمنِّيتَ وطلَبتَ، ثُمَّ يَدخُلُ الرَّجلُ بَيتَه الذي في الجَنَّةِ، «فتَدخُلُ عليه زَوْجتاهُ مِنَ الحُورِ العِينِ»، والحُورُ العينُ: نِساءُ أهلِ الجَنَّةِ، والمُرادُ بالحَوراءِ: الشَّديدَةُ بَياضِ العَينِ الشَّديدةُ سَوادِها، والمُرادُ بالعينِ: واسعةُ العَينِ، فتَقُولانِ: «الحمدُ للهِ الَّذي أحْياكَ لنا وأحْيَانَا لكَ»، أي: فهو سُبحانَه الَّذي خَلَقَكَ لنا وخَلَقَنا لكَ، فيَظُنُّ الرَّجُلُ بما أعْطاه اللهُ من نَعيمٍ في الجَنَّةِ أنَّه أخَذَ أعلى مَنزِلةٍ في الجَنَّةِ.
وفي الحديثِ: أنَّ المُعَذَّبينَ في النَّارِ من أُمَّةِ التَّوحيدِ غيرُ مُخَلَّدينَ في النَّارِ وسيَخرُجون منها عندما يَأذَنُ اللهُ بذلك.
وفيه: بَيانٌ لِعِظَمِ نَعيمِ أهلِ الجنَّةِ في الآخِرةِ مُقارَنةً بأهلِ الدُّنيا؛ إذ أقلُّهم نَعيمًا له مِثلَي نَعيمِ أهلِ الدُّنيا.
وفيه: تَرغيبٌ للنَّاسِ في نَعيمِ الجَنَّةِ حتَّى يَزدادوا عملًا.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكركان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين فيقول أعيذكما
البدر المنيرإن الله تجاوز لأمتي عما توسوس به صدورها ما لم تعمل به
مسند أحمد تحقيق شاكرصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر بذي الحليفة ثم أتي ببدنته
مسند أحمد تحقيق شاكرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال
مسند أحمد تحقيق شاكرمن أعمر عمرى فهي لمن أعمرها جائزة ومن أرقب رقبى فهي لمن أرقبها
السنن الكبرى للبيهقياستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا على صدقات بني سليم يدعى
مسند أحمد تحقيق شاكرعن ابن عباس في قوله الم غلبت الروم قال غلبت وغلبت
مسند أحمد تحقيق شاكرأيما إهاب دبغ فقد طهر
مسند أحمد تحقيق شاكرأن امرأة رفعت صبيا لها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت
مسند أحمد تحقيق شاكرقدمت المدينة فبلغنا أن الطاعون وقع بالكوفة قال فقلت من يروي
مسند أحمد تحقيق شاكرلأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا ودما خير له من أن يمتلئ شعرا
الاستذكارمر بامرأة وهي في محفتها فقيل لها هذا رسول الله صلى


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب