حديث وما علمك بذلك قال إن أمي كانت مشركة وكنت أدعوها إلى الإسلام

أحاديث نبوية | سير أعلام النبلاء | حديث يزيد بن عبدالرحمن

«عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: واللهِ، ما خلَقَ اللهُ مؤمِنًا يسمَعُ بي إلَّا أحبَّني، قلتُ: وما عِلْمُكَ بذلكَ؟ قال: إنَّ أُمِّي كانت مُشْرِكةً، وكنتُ أَدْعوها إلى الإسلامِ، وكانتْ تَأْبى عليَّ، فدعوْتُها يومًا، فأسمَعَتْني في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما أكرَهُ، فأتَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا أَبْكي، فأخبَرْتُهُ، وسألتُهُ أنْ يدعُوَ لها، فقال: اللَّهمَّ اهْدِ أُمَّ أبي هُرَيرةَ، فخرجْتُ أَعْدو أُبَشِّرُها، فأتَيْتُ، فإذا البابُ مُجَافٌ، وسمِعْتُ خَضْخَضةَ الماءِ، وسمِعَتْ حِسِّي، فقالتْ: كما أنتَ، ثمَّ فتحَتْ وقد لَبِسَتْ دِرْعَها، وعَجِلَتْ عن خِمارِها، فقالتْ: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأنَّ مُحمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، قال: فرجَعْتُ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أَبْكي مِنَ الفَرَحِ كما بكَيْتُ مِنَ الحُزْنِ، فأخبَرْتُهُ، وقلتُ: ادْعُ اللهَ أنْ يُحَبِّبَني وأُمِّي إلى عبادِهِ المؤمِنينَ، فقال: اللَّهمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا وأُمَّهُ إلى عبادِكِ المؤمِنينَ، وحَبِّبْهم إليهما.»

سير أعلام النبلاء
يزيد بن عبدالرحمن
الذهبي
إسناده حسن

سير أعلام النبلاء - رقم الحديث أو الصفحة: 2/593 - أخرجه البزار (9387)

شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال والله ما خلق الله مؤمنا


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إلى الإسْلَامِ وَهي مُشْرِكَةٌ، فَدَعَوْتُهَا يَوْمًا، فأسْمعتْنِي في رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ما أَكْرَهُ، فأتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، إنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إلى الإسْلَامِ فَتَأْبَى عَلَيَّ، فَدَعَوْتُهَا اليومَ فأسْمعتْنِي فِيكَ ما أَكْرَهُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ اهْدِ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَخَرَجْتُ مُسْتَبْشِرًا بدَعْوَةِ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جِئْتُ فَصِرْتُ إلى البَابِ، فَإِذَا هو مُجَافٌ، فَسَمِعَتْ أُمِّي خَشْفَ قَدَمَيَّ، فَقالَتْ: مَكَانَكَ يا أَبَا هُرَيْرَةَ، وَسَمِعْتُ خَضْخَضَةَ المَاءِ، قالَ: فَاغْتَسَلَتْ وَلَبِسَتْ دِرْعَهَا، وَعَجِلَتْ عن خِمَارِهَا، فَفَتَحَتِ البَابَ، ثُمَّ قالَتْ: يا أَبَا هُرَيْرَةَ، أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قالَ: فَرَجَعْتُ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فأتَيْتُهُ وَأَنَا أَبْكِي مِنَ الفَرَحِ.
قالَ: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ؛ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعْوَتَكَ وَهَدَى أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عليه وَقالَ خَيْرًا، قالَ: قُلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يُحَبِّبَنِي أَنَا وَأُمِّي إلى عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، وَيُحَبِّبَهُمْ إلَيْنَا، قالَ: فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هذا -يَعْنِي أَبَا هُرَيْرَةَ- وَأُمَّهُ إلى عِبَادِكَ المُؤْمِنِينَ، وَحَبِّبْ إلَيْهِمِ المُؤْمِنِينَ، فَما خُلِقَ مُؤْمِنٌ يَسْمَعُ بي وَلَا يَرَانِي إلَّا أَحَبَّنِي.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2491 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 2491 )



الدُّعاءُ للكُفَّارِ والمُشْرِكين بالهِدايةِ سُنَّةٌ نَبويَّةٌ أنْقَذَتْ وأسْعَدَت الكَثيرينَ، وهذا يُوضِّحُ مَدى عَظمَتِه ورَحمتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ للمُخالِفينَ في غيرِ بأسٍ منهم بأذًى أو قِتالٍ يَستلزِمُ دَفْعَه، ولوْ بالدُّعاءِ عليهم.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أبو هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه كان يَدعو أُمَّه إلى الإسلامِ وهي مُشركةٌ، فتَرفُضُ وتَمتنِعُ عن الدُّخولِ فيه، ويُكرِّرُ عليه دَعْوتَه تلك، فَدعاها يومًا فَأسمعَتْه في رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ «ما يَكرَهُ»، أي: أنَّها أساءتْ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في حُضورِ أبي هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه، فَأتى أبو هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عنه إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَبكي مِنَ الحزنِ، وإساءةِ أُمِّه للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وذكَرَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ما فَعَلَتْ، وطَلَبَ مِن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدعوَ اللهَ لها بِالهدايةِ، فأجابَهُ النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في طَلبِهِ ودَعا لها قائلًا: «اللَّهمَّ اهْدِ أُمَّ أبي هُرَيْرَةَ» فَخَرَجَ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه مِن عندِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بتلك الدَّعوةِ مُستبشِرًا، مَسروًرا مُنشرِحًا؛ وذلك لعِلمِه أنَّ دَعوةَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُستجابةٌ، ورَجَع إلى بَيتِه، فَلمَّا وَصَلَ إلى بابِ أُمِّه فإذا البابُ «مُجافٌ» أي: مَردودٌ مُغلَقٌ، فَسَمِعَتْ أُمُّه خَشَفَ قَدمِه، أي: مَشْيتَه، فعَرَفَت أنَّه وَلَدُها، فقالت له: «مَكانَكَ»، أي: لا تَدخُلْ، وسَمِعَ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه «خَضْخَضَةَ الماءِ»، أي: تَحريَكَه، أو صَوْتَه، وهذا كلُّه كِنايةٌ عن استعمالِها الماءَ واغتِسالِها به، فلمَّا أنِ اغتَسَلَت ولَبِستْ «دِرعَها»، أي: مَلابِسَها، وتركَتْ خِمارَها مِنَ العَجَلِة، فلمْ تَلْبَسْه على رَأسِها، والمعنى: أنَّها بَادرَتْ إلى فتحِ البابِ بعدَ لُبْسِها الثِّيابَ قبْلَ أنْ تَلبَسَ خِمارَها لتُبشِّرَ ابْنَها وتُفرِّحَه بإسلامِها، فقالتْ رَضيَ اللهُ عنها: «يا أبا هُرَيْرَةَ، أشهدُ أنَّ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه» فنَطَقَت الشَّهادتينِ ودخَلَت في الإسلامِ، فلمَّا سَمِع أبو هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه ذلك منها رجَعَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو يَبكي مِنَ الفرَحِ، وقالَ: «يا رَسُولَ اللهِ، أبْشِرْ» بالخيرِ، وأنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ قَدِ اسْتَجَابَ دَعْوتَه، فحَمِدَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اللهَ وأثْنَى عليه، وقال كلامًا يَتضمَّنُ خيرًا، ثُمَّ طَلَبَ أبو هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يَدعُوَ اللهَ أنْ يُحبِّبَه هو وأمَّه إلى عِبادِه المؤمِنينَ، ويُحبِّبَهم إليهما، فدعا صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قائلًا: «اللَّهمَّ حَبِّبْ عُبيدَك هذا -يعني أبا هُرَيْرةَ- وأُمَّه إلى عِبادِكَ المؤمِنينَ وحَبِّبْ إليهمُ المؤمِنينَ» فاستجابَ اللهُ دُعاءَ نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، حتَّى قال أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه: «فما خُلقَ مُؤمنٌ يَسمعُ بي» بذِكرِ اسْمي «ولا يَراني» في حَياتِي «إلَّا أحبَّنِي» ببَرَكةِ دَعوةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفي الحديثِ: فضْلُ أبي هُرَيْرَةَ رَضيَ اللهُ عنه ومَنقبةٌ له ولأُمِّه رَضيَ اللهُ عنها.
وفيه: البِرُّ بِالوالدَيْنِ والتأدُّبُ معهم ولو كانَا كافِرَيْنِ.
وفيه: استجابةُ دُعاءِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على الفَورِ بِعينِ المسؤولِ وهو مِن أعلامِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: أنَّ مِن هدْيِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حمْدَ اللهِ عندَ حُصولِ النِّعمِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
تفسير القرآن العظيمإن الله ليسأل العبد يوم القيامة حتى يقول ما منعك إذ رأيت المنكر
صحيح الترغيبأن رجلا كان في حلة فتبختر واختال فيها
تفسير القرآن العظيممات رأس المنافقين قال يحيى بن سعيد بالمدينة فأوصى أن يصلي عليه
صحيح الأدب المفردسألت عائشة رضي الله عنها هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح الترغيبرب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش و رب قائم حظه من
صحيح الترغيببعث إلي عمر بن عبد العزيز فحملت على البريد فلما دخلت إليه قلت
صحيح الترغيببع هذا على حدة وهذا على حدة فمن غشنا فليس منا
مختصر الشمائللا يقسم ورثتي دينارا ولا درهما ما تركت بعد نفقة نسائي ومؤنة عاملي
سير أعلام النبلاءطوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يكفيك لحجك وعمرتك
السلسلة الصحيحةكان يأتي بالتمر فيه دود فيفتشه يخرج السوس منه
التلخيص الحبيرعن أبي ذر قال اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى الله عليه
السلسلة الصحيحةمن لم يدع الله يغضب عليه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب