حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث أنس بن مالك

«أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، نَعَى زَيْدًا، وجَعْفَرًا، وابْنَ رَوَاحَةَ لِلنَّاسِ، قَبْلَ أنْ يَأْتِيَهُمْ خَبَرُهُمْ، فَقالَ أخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ، فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أخَذَ ابنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، وعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ حتَّى أخَذَ سَيْفٌ مِن سُيُوفِ اللَّهِ حتَّى فَتَحَ اللَّهُ عليهم.»

صحيح البخاري
أنس بن مالك
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 3757 -

شرح حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

خَطَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: أَخَذَ الرَّايَةَ زَيْدٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَرٌ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا عبدُ اللَّهِ بنُ رَوَاحَةَ فَأُصِيبَ، ثُمَّ أَخَذَهَا خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ عن غيرِ إمْرَةٍ فَفُتِحَ له، وقالَ: ما يَسُرُّنَا أنَّهُمْ عِنْدَنَا قالَ أَيُّوبُ أَوْ قالَ: ما يَسُرُّهُمْ أنَّهُمْ عِنْدَنَا وعَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 2798 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



أعْطى اللهُ للشُّهداءِ فَضلًا ومَنزِلًا عَظيمًا في الآخرةِ؛ ولِذا حَرَص الصَّحابةُ الكرامُ على نَيلِ الشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ، فنالَها كَثيرٌ مِنهم في ساحاتِ القتالِ.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه بيْنَما كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخطُبُ النَّاسَ في مَسجدِه بالمدينةِ، أطلَعَه اللهُ تعالَى على استشهادِ القادة الثَّلاثةِ في غَزوةِ مُؤتةَ، وكانت بالبَلْقَاءِ على أطْرافِ الشَّامِ، وكانت في السَّنةِ الثَّامنةِ مِن الهِجرةِ، وكانت بيْن المسلمينَ والرُّومِ، فنَعَاهُم إلى أصحابِه الذين معه في المدينةِ، وأخبَرَهم عن استشهادِهم جَميعًا مِن فَوقِ مِنْبرِه الشَّريفِ، حيث أخَذَ الرَّايةَ زَيدُ بنُ حارثةَ رَضيَ اللهُ عنه فأُصيبَ وقُتِلَ، والرَّايةُ العَلَمُ الَّذي يَتَّخِذُه الجيشُ شِعارًا له، ولا يَمسِكُها إلَّا قائدُ الجيشِ، ثمَّ أخَذَها بعْدَه جَعفَرُ بنُ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه، وهو ابنُ عمِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأُصيبَ وقُتِلَ، ثمَّ أخَذَها عبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ رَضيَ اللهُ عنه، فأُصيبَ وقُتِلَ، وكانت عَيْناهُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَذْرِفان، أي: تَفِيضَانِ بالدُّموعِ حُزنًا عليهم، وبعْدَ فَراغِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن نَعيِهم، قال: وما يَسُرُّنا أنَّهم -أي: هؤلاء الشُّهداءُ- عِندَنا، باقونَ معنا أحياءٌ؛ لعِلمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بما صاروا إليه مِن الكَرامةِ والدَّرجةِ العُلْيا، وفي رِوايةٍ: «ما يَسُرُّهم أنَّهم عِندَنا»، أي: إنَّهم لَمَّا رَأَوا مِن الكرامةِ بالشَّهادةِ، فَلا يُعجِبُهم أنْ يَعودوا إلى الدُّنيا كما كانوا مِن غيرِ أنْ يُستشهَدوا مرَّةً أُخرى.
وهؤلاء الثَّلاثةُ كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ عَهِدَ إليهم بقِيادةِ وإمارةِ الجيشِ، فلمَّا ماتوا جَميعًا تَولَّى بعْدَهم القيادةَ على الجيشِ خالدُ بنُ الوليدِ رَضيَ اللهُ عنه دونَ أنْ يَعهَدَ إليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بالإمارةِ بها حينَ رَأى المصلحةَ في ذلك، ففُتِحَ له، والمرادُ بالفتْحِ المذكورِ في الحديثِ: أنَّ خالدًا رَضيَ اللهُ عنه انْحازَ بجَيشِ المسلمينَ، بمعْنى تَرَكوا مَراكِزَهم يَتجهَّزُ بهم للانسحابِ حِفاظًا على قُوَّةِ وعَتادِ المسلمينَ؛ وذلك أنَّ جَيشَ الرُّومِ كان مِئةَ ألْفٍ مِنَ الرُّومِ، ومئةَ ألْفٍ أُخرى مِن نَصارى أهلِ الشَّامِ، وكان جَيشُ المسلمينَ حينئذٍ ثَلاثةَ آلافٍ، وقابَلَ جَيشُ الرُّومِ انسحابَ المسلمينَ بانسحابٍ منهم أيضًا على كَثرةِ عَدَدِهم وعُدَّتِهم؛ وذلك أنَّ جَيشَ المسلمينَ قدْ أثْخَنَ فيهم القتْلَ والجِراحَ، فقدْ وَرَدَ في البُخاريِّ: أنَّ خالدًا رَضيَ اللهُ عنه قال: «لقدِ انقَطَعَت في يَدِي يَومَ مُؤتَةَ تِسعةُ أسيافٍ، فما بَقيَ في يَدِي إلَّا صَفيحةٌ يَمانيَةٌ»، فانْصرَف خالدٌ رَضيَ اللهُ عنه بالنَّاسِ، فتَمَكَّنَ مِنَ الانْسِحابِ بمَن معه مِنَ المسلمين، فعَدَّ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذلك فَتْحًا وانتصارًا.
وفي الحديثِ: أنَّ الرَّحمةَ التي تكونُ في القلبِ مَحمودةٌ.
وفيه: أنَّ للمُسلِمِ سَدَّ خَلَلِ ما يَراه مِن عَوراتِ المسلمينَ إذا رَأى مَصلحةً راجِحةً، وكان مُستطيعًا لذلك.
وفيه: مَنقَبةٌ لخالدِ بنِ الوليدِ رَضيَ اللهُ عنه وبَيانٌ لِفضْلِه.
وفيه: مَشروعيَّةُ البُكاءِ على الميِّتِ.
وفيه: مُعجِزةٌ مِن مُعجِزاتِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريأن النبي صلى الله عليه وسلم نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل
صحيح الجامعأخذ الراية زيد فأصيب ثم أخذها جعفر فأصيب ثم أخذها عبد
صحيح النسائيبعث علي وهو باليمن بذهيبة بتربتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح أبي داودبعث علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها فقسمها بين
صحيح الترمذيلأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا
صحيح الجامعلأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ
صحيح ابن ماجهلأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا
صحيح ابن ماجهلأن يمتلئ جوف الرجل قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا
صحيح الأدب المفردلأن يمتلئ جوف رجل قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرا
صحيح ابن حبانلأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرا
صحيح أبي داودلأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا
صحيح الأدب المفردلأن يمتليء جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتليء شعرا


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب