حديث ما رزق عبد خيرا له و لا أوسع من الصبر

أحاديث نبوية | السلسلة الصحيحة | حديث أبو هريرة

«ما رُزِقَ عبدٌ خيرًا له و لا أوسعَ من الصَّبرِ»

السلسلة الصحيحة
أبو هريرة
الألباني
صحيح على شرط الشيخين

السلسلة الصحيحة - رقم الحديث أو الصفحة: 448 - أخرجه الحاكم (3552)

شرح حديث ما رزق عبد خيرا له و لا أوسع من الصبر


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ نَاسًا مِنَ الأنْصَارِ سَأَلُوا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فأعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فأعْطَاهُمْ، حتَّى نَفِدَ ما عِنْدَهُ، فَقَالَ: ما يَكونُ عِندِي مِن خَيْرٍ فَلَنْ أدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، ومَن يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، ومَن يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، ومَن يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وما أُعْطِيَ أحَدٌ عَطَاءً خَيْرًا وأَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ.
الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : البخاري
| المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 1469 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجوَدَ بالخَيرِ مِن الرِّيحِ المُرسَلةِ، وكان يُعطِي عَطاءَ مَن لا يَخْشَى الفقْرَ، ومع سَعةِ إنفاقِه وُجودِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يُربِّي النُّفوسَ على العَفافِ والاستغناءِ، وأنَّ ما عندَ اللهِ خَيرٌ وأبْقى.
وفي هذا الحديثِ يَحكي أبو سَعيدٍ الخُدريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ ناسًا مِن الأنصارِ لم يُسَمِّهم سَأَلوا رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ شَيئًا مِن المالِ فأعْطاهم، ثمَّ سَأَلوه فأعْطاهم، ثمَّ سَأَلوه فأَعْطاهم حتَّى نَفِدَ وانتَهى ما عِندَه مِن المالِ، فبيَّنَ لهم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّه لا يَمنَعُ عنهم شيئًا مِن المالِ يكونُ عندَه فيَحتفَظ به لغَيرِهم.
ثمَّ أرشَدَهُم صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ وحَثَّهم على الاستِعفافِ؛ فمَن تَخلَّقَ بالعِفَّةِ عمَّا حَرَّمَ اللهُ عليْه -سَواءٌ في مَأكَلٍ، أو مَشرَبٍ، أو مَلبَسٍ، ونَحوِ ذلك- أعانَه اللهُ عليْها وحَصَلَتْ له، ثمَّ حثَّهم صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ على الاستِغناءِ، وهو أنْ يُسْتَغْنى الإنسانُ عمَّا في أيْدي النَّاسِ، ويَستَغنيَ بما عِندَه مِن اليَسيرِ عن المَسأَلةِ، فلا يَسألُ إلَّا إذا كان مُضطَرًّا، ومَن يَفعَلْ ذلك يَمُدَّه اللهُ عزَّ وجلَّ بالغِنى مِن عِندِه، ويَجعَلِ القَليلَ في عَينِه كَثيرًا، ثمَّ حثَّ صلَّى اللهُ عليْه وسلَّمَ على الْتِزامِ الصَّبرِ وتَعويدِ النَّفسِ عليْه؛ لأنَّ الإنسانَ إذا صَبَرَ استَعفَفَ واستَغْنى، ولم يَحصُلْ منه السُّؤالُ والإلْحافُ في المَسأَلةِ.
وقولُه: «ومَن يَتَصبَّرْ يُصَبِّرْه اللهُ»، أي: ومَن يُعالِجِ نفْسَه بالصَّبرِ ويَتَكلَّفْه على ضِيقِ العَيشِ وغَيرِه مِن مَكارِه الدُّنيا؛ يَملَأِ اللهُ قَلْبَه به، ومَن بَذَلَ الأسبابَ وحَرَصَ على الصَّبرِ؛ فإنَّ اللهَ تعالَى يُوفِّقُه لتَحصيلِه، ويَجعَلُه يَتَّصفُ به.
ثمَّ بيَّن أنَّه ما أعْطَى اللهُ أحدًا نِعمةً ولا خُلُقًا كَريمًا أفضَلَ ولا أوسَعَ مِن الصَّبرِ؛ لأنَّه يَتَّسِعُ لكُلِّ الفَضائلِ، فكُلُّها تَصدُرُ عنه، وتَعتَمِدُ عليْه؛ مِن عِفَّةٍ، وشَجاعةٍ، وعَزيمةٍ، وإرادةٍ، وإباءٍ، وغَيرِها، والإنسانُ إذا كان صَبورًا تَحمَّلَ كُلَّ مَكروهٍ بإذْنِ اللهِ تعالَى.
وفي الحَديثِ: أنَّ الأخلاقَ الكريمةَ يُمكِنُ اكتِسابُها والوصولُ إليها عن طَريقِ التعوُّدِ عليها.
وفيه: ما كان عليه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الكَرَمِ والسَّخاءِ والإيثارِ على نفْسِه.
وفيه: الاعتِذارُ للسَّائلِ إذا لم يَجِدِ المسؤولُ ما يُعطِيه.
وفيه: الحَضُّ على الاستِغناءِ عن النَّاسِ بالصَّبرِ، والتَّوكُّلِ على اللهِ، وانتظارِ رِزقِ اللهِ سُبحانَه، وأنَّ الصَّبرَ أفضلُ ما أُعطيَه المؤمنُ، وكذلك الجَزاءُ عليه غيرُ مُقدَّرٍ ولا مَحدودٍ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
السلسلة الصحيحةمن لم يغز أو يجهز غازيا أو يخلف غازيا في أهله
السلسلة الصحيحةإذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قال و ما رياض الجنة قال
السلسلة الصحيحةمن صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام
الإيمان لأبي عبيدمن أتى ساحرا أو كاهنا فصدقه بما يقول أو أتى حائضا أو
السلسلة الصحيحةمن أحبهما فقد أحبني و من أبغضهما فقد أبغضني يعني الحسن و
تحريم آلات الطربإن الله حرم علي أو حرم الخمر والميسر والكوبة
الإيمان لابن أبي شيبةلا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو
مختصر الشمائلاكتحلوا بالإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر
الإيمان لابن أبي شيبةالحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار
مختصر الشمائلعليكم بالإثمد عند النوم فإنه يجلو البصر وينبت الشعر
فضل الصلاةقال قلنا يا رسول الله هذا السلام عليك فكيف الصلاة عليك
مختصر الشمائلأن النبي نهى أن يأكل يعني الرجل بشماله أو يمشي في


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب