حديث لا يا رب فيقول أفلك عذر أو حسنة فيبهت

أحاديث نبوية | صحيح الموارد | حديث عبدالله بن عمرو

«إنَّ اللهَ سيُخلِّصُ رجلًا من أُمَّتي على رءوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ ، فينشُرُ عليه تسعةً وتسعين سِجِلًّا ، كلُّ سِجِلٍّ مَدُّ البصرِ ، ثم يقول له : أَتُنكِرُ شيئًا من هذا ؟ أظلَمَك كتَبَتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا ربِّ ! فيقول : أفَلك عُذرٌ أو حسنةٌ ؟ فيَبهَتُ الرجلُ ويقول : لا يا ربِّ ! فيقولُ : بلى ؛ إنَّ لك عندنا حسنةً ، وإنه لا ظُلمَ عليك اليومَ ، فيُخرجُ له بطاقةٌ فيها : أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ ، وأنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه ، فيقول : احضُرْ وَزْنَك ، فيقول : يا ربِّ ! ما هذه البطاقةُ مع هذه السِّجِلَّاتِ ؟ ! فيقول : إنك لا تُظلَمُ ، فتُوضَعُ السِّجِلَّاتُ في كِفَّةٍ ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ ، فطاشت السِّجِلَّاتُ ، وثقُلَتِ البطاقةُ ، قال : فلا يَثْقُلُ مع اسمِ اللهِ شيءٌ»

صحيح الموارد
عبدالله بن عمرو
الألباني
صحيح

صحيح الموارد - رقم الحديث أو الصفحة: 2141 - أخرجه الترمذي (2639)، وأحمد (6994) باختلاف يسير، وابن حبان (225) واللفظ له

شرح حديث إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رءوس الخلائق يوم القيامة


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

إنَّ اللَّهَ سيُخَلِّصُ رجلًا من أمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ فينشُرُ علَيهِ تسعةً وتسعينَ سجلًّا ، كلُّ سجلٍّ مثلُ مدِّ البصرِ ثمَّ يقولُ : أتنكرُ من هذا شيئًا ؟ أظلمَكَ كتبتي الحافِظونَ ؟يقولُ : لا يا ربِّ ، فيقولُ : أفلَكَ عذرٌ ؟ فيقولُ : لا يا ربِّ ، فيقولُ : بلَى ، إنَّ لَكَ عِندَنا حسنةً ، وإنَّهُ لا ظُلمَ عليكَ اليومَ ، فيخرجُ بطاقةً فيها أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ ، فيقولُ : احضُر وزنَكَ فيقولُ يا ربِّ ، ما هذِهِ البطاقةُ ما هذِهِ السِّجلَّاتِ ؟ فقالَ : فإنَّكَ لا تُظلَمُ ، قالَ : فتوضَعُ السِّجلَّاتُ في كفَّةٍ ، والبطاقةُ في كفَّةٍ فطاشتِ السِّجلَّاتُ وثقُلتِ البطاقةُ ، ولا يثقلُ معَ اسمِ اللَّهِ شيءٌ
الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني
| المصدر : صحيح الترمذي
الصفحة أو الرقم: 2639 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

التخريج : أخرجه الترمذي ( 2639 ) واللفظ له، وأحمد ( 6994 )



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُرغِّبُ في ذِكرِ اللهِ عزَّ وجلَّ ويَحُثُّ عليه، ويُبيِّن ما له من عَظيمِ الفضلِ والأجرِ، وفي هذا الحَديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "إنَّ اللهَ سيُخلِّصُ"، أي: يُميِّزُ ويَخْتارُ، "رجُلًا مِن أمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ"، أي: يُنادَى به لِيُحاسَبَ، "فيَنشُرُ عليه"، أي: فيَفتَحُ ويَعرِضُ عليه، "تِسعةً وتِسعين سِجلًّا"، أي: كُتبَ وصَحائِفَ أعمالِه السَّيِّئةِ الَّتي كان يَعمَلُ بها في الدُّنيا، "كلُّ سِجلٍّ مِثلُ مَدِّ البصَرِ"، وهذا بيانٌ لِمِقدارِ طولِ وعَرضِ السِّجلِّ، "ثمَّ يقولُ"، أي: اللهُ عزَّ وجلَّ لهذا الرَّجلِ: "أتُنكِرُ مِن هذا"، أي: مِن المكتوبِ في تلك السِّجِلَّاتِ، "شيئًا؟"، أي: هل تَجِدُ فيها شيئًا لم تَفعَلْه؟ "أظَلَمَك كتَبَتي الحافِظون؟"، والمرادُ الملائكةُ الحفَظةُ الكتَبةُ لكلِّ إنسانٍ في الدُّنيا، فيقولُ الرَّجلُ: "لا يا ربِّ"، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: "أفَلَك عُذرٌ؟"، أي: ألَك عُذرٌ تُعذَرُ به ممَّا قدَّمتَ مِن أعمالٍ سيِّئةٍ في الدُّنيا، أو لك مِن الحسناتِ الَّتي قد تَغفِرُ لك مِن بعضِ تلك الأعمالِ؟ فيقولُ الرجلُ: "لا يا ربِّ"، أي: ليس له عذرٌ، فيقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: "بلى، إنَّ لك عِندَنا حسَنةً"، أي: لك حسَنةٌ لم تَظهَرْ بتلك السِّجلَّاتِ، "وإنَّه لا ظُلمَ عليك اليومَ"، أي: إنَّ اليومَ يومٌ يُحاسَبُ فيه المرءُ دونَ ظُلمٍ يقَعُ عليه أو أن يُبخَسَ في حقِّه.
قال: "فيُخرِجُ بِطاقةً"، أي: صَحيفةً صغيرةً، وهذا إشارةٌ إلى المفارَقةِ الَّتي بينَها وبينَ السِّجلَّاتِ، مكتوبٌ "فيها: أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأشهَدُ أنَّ محمَّدًا عبدُه ورسولُه"، قيل: هي كَلمةُ التَّوحيدِ الَّتي آمَن بها وأوَّلُ نُطقِه لها، وقيل: إنَّها الوحيدةُ الَّتي جاءَت مَقبولةً عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، فيَقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ: "احضُرْ وزنَك"، أي: ميزانَك الَّذي يَزِنُ لك سِجلَّاتِك الَّتي بها عمَلُك السَّيِّئُ وضَعْ فيه تلك البطاقةَ، فيقولُ الرَّجلُ: "يا ربِّ، ما هذه البطاقةُ؟! ما هذه السِّجلَّاتُ؟!"، أي: يَتعجَّبُ الرَّجلُ بمُقارنَتِه بينَ وزنِ تلك البطاقةِ الصَّغيرةِ وبينَ عِظَمِ السِّجلَّاتِ الَّتي نُشِرَت له، فقال اللهُ عزَّ وجلَّ: "فإنَّك لا تُظلَمُ"، أي: لن يقَعَ عليك ظلمٌ، إشارةً إلى أنَّ الأعمالَ كلَّها ستُعرَضُ على الميزانِ حتَّى وإن كانت قليلةً.
قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "فتُوضَعُ"، أي: في الميزانِ، "السِّجلَّاتُ في كِفَّةٍ، والبطاقةُ في كِفَّةٍ؛ فطاشَت"، أي: خَفَّت الكِفَّةُ الَّتي بها "السِّجلَّاتُ، وثَقُلت"، أي: ووُزِنَت الكِفَّةُ الَّتي بها "البِطاقةُ، ولا يَثقُلْ مع اسمِ اللهِ شيءٌ"، أي: إنَّ ثِقلَ كلمةِ التَّوحيدِ أكبرُ وأعظمُ من أن يَبلُغَها ويُساوِيَها شيءٌ في الميزانِ، فلا يَرجُحُ ولا يَغلِبُ "مع اسمِ اللهِ شيءٌ"، ولا يُقاوِمُه شيءٌ من المعاصي، بل يتَرجَّحُ ذِكرُ اللهِ تعالى على جميعِ المعاصي.
ويَحتمِلُ أنْ يوزَنُ السِّجلُّ الَّذي كُتِب فيه الأعمالُ، وهذا يَختَلِفُ باختلافِ الأحوالِ، أو أنَّ اللهَ يُجسِّمُ الأفعالَ والأقوالَ، فتُوزَنُ فتَثقُلُ الطَّاعاتُ وتَطيشُ السَّيِّئاتُ؛ لثِقَلِ العبادةِ على النَّفسِ وخفَّةِ المعصيةِ عليها؛ ولذا ورَد: "حُفَّت الجنَّةُ بالمكارهِ، وحُفَّت النَّارُ بالشَّهواتِ"، والواجبُ هو الإيمانُ بأنَّ اللهَ يُقيمُ الميزانَ بالقِسْطِ والعدلِ، وبالكيفيَّةِ الَّتي يَشاؤُها سبحانه، ولا تُقاسُ أمورُ الآخرةِ بأمورِ الدُّنيا.
وفي الحديثِ: بيانُ فَضلِ كلمةِ التَّوحيدِ وعِظَمِها يومَ القيامةِ.
وفيه: إثباتُ الميزانِ وأنَّ له كِفَّتَين.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
السلسلة الصحيحةلأن تصلي المرأة في بيتها خير لها من أن تصلي في حجرتها
الاحتجاج بالقدرأنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه يشير بإصبعيه يدعو
مختصر الشمائلأهدى دحية للنبي خفين فلبسهما
نقد النصوصمن أعطى زكاة ماله مؤتجرا فله أجرها ومن منعها فإنا آخذوها وشطر
مختصر الشمائلأن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على الأخدعين وبين الكتفين
مختصر الشمائلكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل وكان
مختصر الشمائلأن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم ب ملل
صحيح المواردالإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وعفا عن المؤذنين
مختصر الشمائلإن لي أسماء أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي الذي
مختصر الشمائلأنا محمد وأنا أحمد وأنا نبي الرحمة ونبي التوبة
مختصر الشمائلمكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة يوحى إليه
السلسلة الصحيحةلا غرار في صلاة و لا تسليم


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Sunday, June 2, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب