حديث نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن مثل أسنمة البخت لا يدخلن

أحاديث نبوية | مجموع الفتاوى | حديث -

«صنفان من أهلِ النارِ من أمتي لم أرهما بعدُ : نساءٌ كاسياتٌ عارياتٌ مائلاتٌ مميلاتٌ على رؤوسِهن مثلُ أسنمةِ البختِ لا يدخلْنَ الجنةَ ولا يجدْنَ ريحَها ، ورجالٌ معهم سياطٌ مثلُ أذنابِ البقرِ يضربون بها عبادَ اللهِ»

مجموع الفتاوى
-
ابن تيمية
صحيح

مجموع الفتاوى - رقم الحديث أو الصفحة: 34/129 -

شرح حديث صنفان من أهل النار من أمتي لم أرهما بعد نساء كاسيات


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا.
الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2128 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعِظُ أصحابَه بالتَّرغيبِ تارةً والتَّرهيبِ مرَّةً أُخرى، وكان يُخبِرُهم بما أعَدَّه اللهُ مِن جَزاءِ المطيعينَ والعُصاةِ؛ حتَّى يكونَ النَّاسُ على بَصيرةٍ مِن أمْرِهم فيَعمَلوا لِآخِرتِهم ويَحذَروا الوقوعَ في المعاصي والذُّنوبِ الَّتي تُورِدُ أصحابَها المهالِكَ يومَ القيامةِ.
وفي هذا الحديثِ يُحذِّرُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن صِنفَينِ مِن النَّاسِ مِن أهْلِ النَّارِ لم يَرَهما رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولم يُوجَدا في عَصرِهِ، بلْ سيَكونانِ بعدَه؛ الصِّنفُ الأوَّلُ: قَومٌ معهم «سِياطٌ» جمْعُ سَوطٍ، وهو آلةٌ تُتَّخَذُ مِن الجِلدِ يُضرَبُ بها كالعَصا ونحوِها، وهي «كَأذنابِ البقرِ»، أي: ذُيولِها، والمعنى أنَّها سِياطٌ طويلةٌ ولها رِيشةٌ يَضرِبون بها النَّاسَ بِغيرِ حقٍّ، وتَشبيهُ السِّياطِ بأذنابِ البَقرِ لطُولِها وغِلَظِها وشِدَّتِها.
وهؤلاء هُمُ الشُّرَطُ وأعوانُ الظَّلمةِ الَّذينَ يَضرِبونَ النَّاسَ بِغيرِ حقٍّ.
والصِّنفُ الثاني: نوعٌ مِن النِّساءِ خَلَعْنَ عن أنفسُهِنَّ ثَوبَ العِفَّةِ والحَياءِ، وتَجرَّدْنَ ممَّا أوجبَتْه عليهنَّ الشَّريعةُ مِن ثِيابٍ ساترةٍ، وخُلُقٍ وافِرٍ، مُخالِفينَ بذلِكَ اللهَ ورَسولَه، قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في وَصفِهِنَّ: «نِساءٌ كاسياتٌ»، في الحَقيقةِ، «عارياتٌ» في المَعْنى؛ لأنَّهنَّ يَلبَسْنَ ثِيابًا رِقاقًا تَصِفُ البَشَرةَ، أو يَستُرنَ بعضَ بَدَنِهِنَّ ويَكشِفْنَ بعضَهُ؛ إظْهارًا للجَمالِ.
وإنْ كنَّ كاسياتٍ لِلثِّيابِ عارياتٍ في الحقيقةِ، أو كاسياتٍ بِالحُلَى وَالحُلِيِّ، عارياتٍ مِن لباسِ التَّقوى، «مُمِيلاتٌ» قلوبَ الرِّجالِ إليهن، أوِ مُمِيلاتُ المَقانِعِ -والمِقنَعُ الَّذي تُغَطِّي به المَرأةُ رَأْسَها وظَهْرَها وصَدْرَها- عَن رُؤوسِهِنَّ؛ لِتَظْهَرَ وُجوهُهنَّ، وقيل: مُميلاتٌ بِأكتافِهنَّ فيَمْشِينَ مُتبخْتِراتٍ مُمِيلاتٍ لِأكتافِهنَّ، وقيل: يُمِلْنَ غيرَهنَّ إلى فِعلِهنَّ المذمومِ، «مَائلاتٌ» والميلُ هو الانحرافُ والزَّيغُ، فهنَّ زائغاتٌ عن طاعةِ اللهِ تعالَى، وما يَلزَمُهنَّ مِن حِفظِ حُدودِه وحِفظِ فُروجِهنَّ وغيرِ ذلك، وهنَّ أيضًا مائلاتٌ إلى الرِّجالِ بِقُلوبِهنَّ أو بِقوالبِهنَّ، أو مُتبختراتٌ في مَشْيِهنَّ، أو زائغاتٌ عَنِ العَفافِ، أو مائلاتٌ إلى الفُجورِ والهوى، وقيلَ: مائلاتٌ يَمْتَشطْنَ مِشطَةَ البَغايا، ومِن صِفاتِهنَّ «رُؤوسُهنَّ كَأسنمةِ البُخْتِ المائلةِ»، وهي جِمالٌ طِوالُ الأعناقِ، والأسْنمةُ جَمعُ سَنامٍ، وهي الجزءُ المرتفِعُ النَّاتئُ فوْقَ ظَهرِ الجَملِ، وكلَّما كان كَبيرًا وعاليًا كان أكثَرَ مَيلًا واهتزازًا عندَ الحركةِ، فهؤلاء النِّساءُ يُعظِّمْنَ حَجْمَ رُؤوسِهنَّ ويُكبِّرنَها بِلفِّ عِصابةٍ ونحوِها، وقيلَ: يَطمَحْنَ إلى الرِّجالِ لا يَغضُضنْ مِن أبصارهِنَّ، ولا يُنكِّسْنَ رُؤوسَهنَّ، ومُرادُ التَّشبيهِ بأسْنمةِ البُختِ إنَّما هو لارتفاعِ الغَدائرِ أو الضَّفائرِ فوْقَ رُؤوسِهنَّ، وتَكسُّرِها بما يُضفِّرْنَه حتَّى تَميلَ إلى ناحيةٍ مِن نَواحي الرَّأسِ كما يَميلُ سَنامُ البعيرِ.

فمَن كُنَّ بهذه الصِّفاتِ لا يَدخُلْنَ الجنَّةَ ولا يَجدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَتُوجدُ مِن مَسيرةِ كذا وكذا، وهذا كِنايةٌ عن المسافةِ البعيدةِ الَّتي يُقدَّرُ سَيرُها بزَمنٍ طَويلٍ ويَمتَدُّ في رِيحِ الجنَّةِ، ومعناه: أنَّهنَّ لا يَدخلْنَها ولا يجدْنَ رِيحَها حينَما يَدخُلُها ويَجدُ رِيحَها العَفائفُ المُتورِّعاتُ، لا أنَّهنَّ لا يَدخُلْنَ أبدًا، ويُمكنُ أنْ يكونَ محمولًا على أنَّهنَّ إذا استَحْلَلْنَ هذه الأفعالَ وهذه الذُّنوبَ، فيكونَ كُفرًا استَحَقُّوا به الحِرْمانَ مِن الجَنَّةِ، أو المرادُ منه الزَّجرُ والتَّغليظُ.

وفي الحديثِ: علامةٌ مِن عَلاماتِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

وفيه: بيانُ بعضِ صفاتِ أهلِ النَّارِ
وفيه: التَّحذيرُ مِن الظُّلمِ والإعانةِ عليه.
وفيه: تَحذيرٌ للنِّساءِ مِن التَّبرُّجِ والسُّفورِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
زاد المعادلو تعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا
زاد المعادإن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف
زاد المعادأن إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات في
مجموع الفتاوىمثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو
مجموع الفتاوىما من رجل يدعو لأخيه بظهر الغيب بدعوة إلا وكل الله به ملكا
مجموع الفتاوىلتسلكن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب
مجموع الفتاوىلتأخذن أمتي ما أخذت الأمم قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع قالوا
مجموع الفتاوىيقول الله تعالى العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته
مجموع الفتاوىيقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني
مجموع الفتاوىحديث المباهاة أنه يدنو عشية عرفة فيباهي الملائكة بأهل الموقف فيقول
مجموع الفتاوىمثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ومثل
المحلىالسفر قطعة من العذاب


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Tuesday, November 19, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب