حديث في الفرس والمرأة والدار

أحاديث نبوية | صحيح البخاري | حديث عبدالله بن عمر

«سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: إنَّما الشُّؤْمُ في ثَلاثَةٍ: في الفَرَسِ، والمَرْأَةِ، والدَّارِ.»

صحيح البخاري
عبدالله بن عمر
البخاري
[صحيح]

صحيح البخاري - رقم الحديث أو الصفحة: 2858 - أخرجه مسلم (2225) باختلاف يسير

شرح حديث سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنما الشؤم في ثلاثة في


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كَتَبَ اللهُ المَقادِيرَ قبْلَ أنْ يَخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ بخَمسينَ ألْفَ سَنةٍ؛ فلا يَجري شَيءٌ في الكَونِ إلَّا بعِلمِه وقَدَرِه، والتَّشاؤُمُ والتَّفاؤُلُ لا يُغيِّرانِ مِن قَدَرِ اللهِ شَيئًا، فالذي يَنبَغي لِلْمُؤمِنِ أنْ يَعلَمَه أنَّ تَشاؤُمَه لنْ يُغيِّرَ مِن قَدَرِ اللهِ شَيئًا، وأنَّ قَدَرَه تعالَى كُلَّه له خَيْرٌ، وما يُحَصِّلُه مِن تَشاؤُمِه إنَّما هو تَعذيبُ نَفْسِه فقطْ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ التَّشاؤُمَ -وهو التَّوَهُّمُ بوُقوعِ المَكْروهِ بشَيءٍ ما، فيُظَنُّ أنَّ هذا الشَّيءَ هو السَّببُ فيما حَدَثَ أو أصابَ العَبدَ- يَكونُ عن أسبابٍ ثَلاثةٍ، أو أنَّ النُّفوسَ يَقَعُ فيها التَّشاؤُمُ بثَلاثةِ أشياءَ أكثَرَ ممَّا يَقَعُ بغَيرِها، وهذه الثَّلاثةُ هي: الفَرَسُ، في نُفورِها، أو عَدَمِ الغَزْوِ عليها، والمَرأةُ إذا كانَتْ سَلِيطةَ اللِّسانِ، أو غَيرَ قانِعةٍ، أو غَيرَ وَلودٍ، والدَّارُ إذا كانَتْ ضَيِّقةً أو قَريبةً مِن جارِ سَوْءٍ، أو بَعيدةً عنِ المَسجِدِ.
وهذه الأشياءُ الثَّلاثةُ هي أغلَبُ ما يَكونُ فيه التَّشاؤُمُ؛ لِأنَّها أكثَرُ دَوَامًا مِن غَيرِها.
ولِهذه الأشياءِ الثَّلاثةِ «المرأةِ، والدَّارِ، والفَرَسِ» أهَمِّيَّةٌ عُظمَى، وأثَرٌ كَبيرٌ في حَياةِ الإنسانِ، فإنْ كانَتِ المرأةُ مُلائِمةً لزَوجِها خُلُقًا، مُتَفاهِمةً معه، مُخلِصةً له، مُطيعةً وَفِيَّةً، وكانَتِ الدَّارُ صِحِّيَّةً واسِعةً مُناسِبةً له ولِأُسرَتِه، وكانَتِ الفَرَسُ -وما في مَعانيها ممَّا يُركَبُ؛ مِثلَ السَّيَّارةِ- قَوِيَّةً مُرِيحَةً؛ ارْتَاحَ الإنسانُ في حياتِه، وشَعَرَ بالسَّعادةِ، وأحَسَّ بالاطمِئنانِ والاستِقرارِ النَّفْسِيِّ.
وأمَّا إذا كانَتِ الزَّوجةُ غَيرَ صالِحةٍ، أوِ الدَّارُ غَيرَ مُناسِبةٍ، أو الفَرَسُ أوِ السَّيَّارةُ غَيرَ مُريحةٍ؛ فإنَّ الإنسانَ يَشعُرُ بالتَّعاسةِ والقَلَقِ، ويَتْعَبُ تَعَبًا جِسمِيًّا ونَفْسِيًّا معًا.
وقيلَ: الشُّؤمُ في هذه الثَّلاثةِ إنَّما يَلحَقُ مَن تَشاءَمَ بها وتَطيَّرَ بها، أمَّا مَن تَوكَّلَ على اللهِ، ولم يَتشاءَمْ، ولم يتَطيَّرْ؛ لم تَكُنْ مَشْؤومةً عليه، ويَدُلُّ عليه ما رَواه ابنُ حِبَّانَ عن أنَسِ بنِ مالِكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «الطِّيَرةُ على مَن تَطيَّرَ»، ومَعْناهُ: إثْمُ الطِّيَرةِ على مَن تَطيَّرَ بعْدَ عِلمِه بنَهيِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنِ الطِّيَرةِ.
وإخْبارُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بأنَّ الشُّؤمَ يَكونُ في هذه الثَّلاثةِ ليس فيه إثْباتُ الطِّيَرةِ التي نَفاها، وإنَّما غايَتُه أنَّ اللهَ سُبحانَه قد يَخلُقُ منها أعْيانًا مَشْؤومةً على مَن قارَبَها، وأعْيانًا مُبارَكةً لا يَلحَقُ مَن قارَبَها منها شُؤمٌ، ولا شَرٌّ، وهذا كما يُعطي سُبحانَه الوالِدَيْنِ وَلَدًا مُبارَكًا يَرَيانِ الخَيرَ على وَجهِه، ويُعطي غَيرَهما وَلَدًا مَشْؤومًا نَذْلًا يَرَيانِ الشَّرَّ على وَجهِه، وكُلُّ ذلِكَ بقَضاءِ اللهِ وقَدَرِه، كما خَلَقَ سائِرَ الأسْبابِ ورَبَطَها بمُسبَّباتِها المُتَضادَّةِ والمُختَلِفةِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
صحيح البخاريأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن كان في شيء ففي
صحيح الجامعالشؤم في ثلاثة في المرأة و المسكن و الدابة
صحيح الجامعإن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس
صحيح ابن حبانإن كان في شيء ففي الربع والفرس والمرأة يعني الشؤم
صحيح الأدب المفردإن كان الشؤم في شيء ففي المرأة و الفرس و المسكن
صحيح الجامعإنما الشؤم في ثلاثة في الفرس و المرأة و الدار
ضعيف أبي داودالشؤم في الدار والمرأة والفرس
التمهيدالشؤم في الدار والمرأة والفرس
سنن أبي داودالشؤم في الدار والمرأة والفرس
صحيح مسلمإن كان الشؤم في شيء ففي الفرس والمسكن والمرأة
صحيح مسلمالشؤم في الدار والمرأة والفرس
صحيح مسلمإن يكن من الشؤم شيء حق ففي الفرس والمرأة والدار


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب