حديث إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرينا مصارعهم بالأمس يقول

أحاديث نبوية | مسند أحمد تحقيق شاكر | حديث أنس بن مالك

«كنَّا معَ عُمرَ بينَ مكةَ والمدينةِ فتَرَاءَيْنَا الهِلالَ وكنتُ حديدَ البصرِ فرأيتُهُ فجعَلْتُ أقولُ لعُمَرَ أما تَرَاهُ فقالَ: سَأَرَاهُ وأنَا مُستَلْقٍ علَى فراشي ثم أخذ يحدِّثُنَا عنْ أهلِ بدرٍ قالَ: إن كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَيُرِينَا مَصَارِعَهُم بِالأَمْسِ يقولُ هذَا مصرعُ فلانٍ غَدًا إنْ شاءَ اللهُ تعالى وهذَا مصرعُ فلانٍ غدًا إن شاءَ اللهُ تعالَى قالَ: فجَعَلُوا يُصرعون عليها قال قلت: والذي بعثك بالحقِّ ما أخطأُوا تِيِكَ كانُوا يُصْرَعُونَ عليْهَا ثمَّ أَمَرَ بِهِمْ فطُرِحُوا في بِئْرٍ فانطَلَقَ إليهِمْ فقالَ: يا فلانٌ يا فلانٌ هل وجدتُّم ما وعدَكُم اللهُ حقًّا فإني وجدتُّ ما وعدَنِي اللهُ حقًّا قال عُمَرُ: يا رسولَ اللهِ أتُكَلِّمُ قومًا قد جُيِّفُوا قالَ: ما أنتم بأسمَعَ لِمَا أقولُ منهُم ولكن لا يستَطِيعُونَ أن يُجِيبُوا»

مسند أحمد تحقيق شاكر
أنس بن مالك
أحمد شاكر
إسناده صحيح

مسند أحمد تحقيق شاكر - رقم الحديث أو الصفحة: 1/100 - أخرجه مسلم (2873)، والنسائي (2074)، وأحمد (182) واللفظ له

شرح حديث كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال وكنت حديد البصر فرأيته


كتب الحديث | صحة حديث | الكتب الستة

كُنَّا مع عُمَرَ بيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَتَرَاءَيْنَا الهِلَالَ، وَكُنْتُ رَجُلًا حَدِيدَ البَصَرِ، فَرَأَيْتُهُ وَليسَ أَحَدٌ يَزْعُمُ أنَّهُ رَآهُ غيرِي، قالَ: فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِعُمَرَ: أَمَا تَرَاهُ؟ فَجَعَلَ لا يَرَاهُ، قالَ: يقولُ عُمَرُ: سَأَرَاهُ وَأَنَا مُسْتَلْقٍ علَى فِرَاشِي، ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا عن أَهْلِ بَدْرٍ؛ فَقالَ: إنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُرِينَا مَصَارِعَ أَهْلِ بَدْرٍ بالأمْسِ، يقولُ: هذا مَصْرَعُ فُلَانٍ غَدًا، إنْ شَاءَ اللَّهُ.
قالَ: فَقالَ عُمَرُ: فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بالحَقِّ، ما أَخْطَؤُوا الحُدُودَ الَّتي حَدَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: فَجُعِلُوا في بئْرٍ بَعْضُهُمْ علَى بَعْضٍ، فَانْطَلَقَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حتَّى انْتَهَى إليهِم، فَقالَ: يا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانَ بنَ فُلَانٍ، هلْ وَجَدْتُمْ ما وَعَدَكُمُ اللَّهُ وَرَسولُهُ حَقًّا؟ فإنِّي قدْ وَجَدْتُ ما وَعَدَنِي اللَّهُ حَقًّا.
قالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ تُكَلِّمُ أَجْسَادًا لا أَرْوَاحَ فِيهَا؟! قالَ: ما أَنْتُمْ بأَسْمعَ لِما أَقُولُ منهمْ، غيرَ أنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَرُدُّوا عَلَيَّ شيئًا.
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : مسلم
| المصدر : صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2873 | خلاصة حكم المحدث : [ صحيح ]

التخريج : أخرجه مسلم ( 2873 )



كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُبشِّرُ المؤمنينَ بوَعدِ اللهِ لهم بالنَّصرِ والتَّمكينِ، وقدْ أيَّدَه اللهُ سُبحانه بمُعجزاتٍ ظاهرةٍ، وفي هذا تَثبيتٌ وتَأييدٌ للمؤمنينَ أنَّهم على الحقِّ الَّذي جاءهُم به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن ربِّه سُبحانه.
وفي هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا مع عُمرَ بنِ الخطَّابِ رَضيَ اللهُ عنه بيْن مكَّةَ والمدينةِ، فتَحرَّوا رُؤيةَ الهلالِ لتَحديدِ الشَّهرِ الَّذي هُم فيه هلْ يكونُ تِسعةً وعِشرين يومًا برُؤيةِ الهلالِ، أو ثلاثينَ يومًا عندَ تَعذُّرِ رُؤيتِه؟ قال أنسٌ رَضيَ اللهُ عنه: «وكنتُ رجلًا حديدَ البصرِ» أي: قويَّ الرُّؤيةِ، فرَأى بسَببِ ذلكَ الهلالَ وحْدَه دونَ غيرِه ممَّن كان معه، «فجَعَلْتُ أقولُ لِعُمرَ: أمَا تَراه؟» يَسْتحِثُّه على التَّأكُّدِ بنَفسِه ومِن رُؤيتِه له، وكان عمرُ رَضيَ اللهُ عنه لا يَراهُ، وقال عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه على إثرِ ذلكَ: «سَأَراه وأنا مُستلْقٍ على فِراشِي»، أي: نائمٌ عليه، وهذا إشارةٌ إلى أنَّ الاعتبارَ في رُؤيةِ الهلالِ هو ظُهورُه في غيرِ مَشقَّةٍ للرَّائي ولكلِّ مَن صَحَّ بصَرُه، وجَعَل عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه وهُم يَنتظِرون ظُهورَ ووُضوحَ الهلالِ، يُحدِّثُهم عَن أهلِ بدرٍ والَّذين قُتِلوا مِن المشْرِكين، وهي مَعرَكةٌ كانَتْ فاصِلةً بيْن الإيمانِ والكُفرِ، وقَعَت في رَمضانَ مِنَ السَّنةِ الثَّانيةِ مِنَ الهِجرةِ.
وأخبَرَ عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّه قبْلَ بَدءِ المعركةِ بيومٍ، جَعَل النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُري أصحابَه رَضيَ اللهُ عنهم مَواضِعَ قتْلِ وهلاكِ الكفَّارِ، ويقولُ لأصحابِه: هذا مَصرَعُ فُلانٍ غدًا إنْ شاءَ اللهُ، وهذا مَصرَعُ فلانٍ، يُسمِّيهم بأسمائهِم، وهذا مِن مُعجزاتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الظَّاهرةِ، فحَلَف عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه باللهِ الَّذي بَعثَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بِالحقِّ، أنَّ هؤلاء القَتْلى ما تَجاوَزُوا المواضعَ الَّتي بَيَّنَها وعيَّنَها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخبَرَ عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم أُلْقُوا في بِئرٍ مَهجورةٍ، بعضُهم على بعضٍ، وانطَلقَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى انْتَهى إليهم بعْدَ نِهايةِ المعركةِ، بعْدَما طُرِحوا في البئرِ وَقَف عليهم وهُم في البئرِ، فقال مُناديًا عليهم بأسمائهِم: يا فلانُ بنَ فلانٍ، ويا فلانُ بنَ فلانٍ، وفي رِوايةٍ أُخرى عندَ مُسلمٍ: «تَرَك قَتْلى بَدرٍ ثلاثًا، ثمَّ أتاهم فقامَ عليهم فَناداهُم، فقال: يا أبا جَهلِ بنَ هِشامٍ، يا أُميَّةَ بنِ خلَفٍ، يا عُتبةَ بنَ رَبيعةَ، يا شَيبةَ بنَ رَبيعةَ»، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «هلْ وجدْتُم ما وعدَكَم اللهُ ورسولُه حقًّا؟» مِن العذابِ والوعيدِ والدَّارِ الآخِرةِ، «فإنِّي قد وجدْتُ ما وعدَني اللهُ حقًّا» مِن النَّصرِ والتَّمكينِ على المشْرِكين، فَسَألَ عُمرُ رَضيَ اللهُ عنه رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «كيف تُكلِّمُ أجسادًا لا أرواحَ فيها؟!» أي: بِظاهِرِها أو بِكمالِها، فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لعُمرَ: «ما أنتم بِأسمعَ لِمَا أقولُ» أي: لَستُم بأكثَرَ منهم سَماعًا لِما أقولُ، يعني: أنَّهم يَسْمَعون كسَماعِكم، «غيرَ أنَّهم لا يَستطيعونَ أنْ يَردُّوا عليَّ شَيئًا»، أي: لكنَّهم لا يَستطِيعون الإجابةَ والرَّدَّ علَيَّ.

وفي الحديثِ: بيانُ رؤيةِ الهلالِ.
وفيه: إنجازُ اللهِ عزَّ وجلَّ ما وعَدَه نَبيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: سَماعُ المَوتى لكلامِ الأحياءِ.
وفيه: إثباتُ عَذابِ القبرِ.

شكرا ( الموسوعة الحديثية API - الدرر السنية ) & ( موقع حديث شريف - أحاديث الرسول ﷺ ) نفع الله بكم

قم بقراءة المزيد من الأحاديث النبوية


الكتابالحديث
مسند أحمد تحقيق شاكرإياكم والوصال قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال إني لست في
مسند أحمد تحقيق شاكرمن صام يوما في سبيل زحزح الله وجهه عن النار بذلك سبعين خريفا
مسند أحمد تحقيق شاكرما صليت وراء أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه صلاة
مسند أحمد تحقيق شاكرألا أدلكم على ما يرفع الله به الدرجات ويمحو به الخطايا كثرة الخطا
المجموع للنوويمن كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة
المجموع للنوويمن عاد مريضا لم يحضره أجله فقال عنده سبع مرات أسأل الله
سنن الدارقطنيكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتينا فيقول هل عندكم من غداء فإن
المجموع للنوويعق عن الحسن والحسين وقال قولوا بسم الله والله أكبر اللهم
المجموع للنوويكان يحتجم على هامته وبين كتفيه ويقول من أهراق دما من هذه
المجموع للنوويليلة الضيف حق على كل مسلم فمن أصبح بفنائه فهو عليه دين
المجموع للنوويأنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إجارة الحجام فنهاه عنها
مسند أحمد تحقيق شاكرمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه


أشهر كتب الحديث النبوي الصحيحة


صحيح البخاري صحيح مسلم
صحيح الجامع صحيح ابن حبان
صحيح النسائي مسند الإمام أحمد
تخريج صحيح ابن حبان تخريج المسند لشاكر
صحيح أبي داود صحيح ابن ماجه
صحيح الترمذي مجمع الزوائد
هداية الرواة تخريج مشكل الآثار
السلسلة الصحيحة صحيح الترغيب
نخب الأفكار الجامع الصغير
صحيح ابن خزيمة الترغيب والترهيب

قراءة القرآن الكريم


سورة البقرة آل عمران سورة النساء
سورة المائدة سورة يوسف سورة ابراهيم
سورة الحجر سورة الكهف سورة مريم
سورة الحج سورة القصص العنكبوت
سورة السجدة سورة يس سورة الدخان
سورة الفتح سورة الحجرات سورة ق
سورة النجم سورة الرحمن سورة الواقعة
سورة الحشر سورة الملك سورة الحاقة
سورة الانشقاق سورة الأعلى سورة الغاشية

الباحث القرآني | البحث في القرآن الكريم


Wednesday, July 17, 2024

لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب